أثار تعيين المستشار "محمود مكي" جدلا خصوصا بين السفراء وشباب الدبلوماسيين. مع انها ليست أول مرة يختار فيها الرئيس سفيراً.. علاء بركات في اسبانيا ومجدي شعراوي في سويسرا ومحمد نجيب في يوغوسلافيا و"محمد حلمي" في إيطاليا ولكن الله اختاره قبل سفره.. وقبلهم كان أمين هويدي وكمال رفعت وسعد الشاذلي وحسن أبو سعده وأحمد وهدان وجمال منصور. وآخرون معظمهم من قادة الجيش تركيزاً علي الطيران أيام مبارك. لم يفتح أحد فمه عندما زحفت العسكرية علي وزارة الخارجية. وقد كان من بينهم رجال أدوا واجبهم فأحبهم واحترمهم الجميع.. ذلك انهم تعرفوا علي العالم الجديد الذي أصبحوا جزءاً منه. وهم كثيرون. أذكر منهم صديقا رحل عن دنيانا بعد أن لمع اسمه كدبلوماسي هو السفير "وفاء حجازي" ونسمع عن الدور الذي لعبه الدكتور "مراد غالب" سفيرا لدي الاتحاد السوفيتي فكان الرجل المناسب في الوقت المناسب.. ولكنه طبيب مثلما كانت "عائشة راتب" سفيرتنا في ألمانيا أستاذة جامعية. كان اختيار السفراء من خارج الدبلوماسيين. تكريما أو إبعاداً أو مكافأة نهاية خدمة. وصدرت تعديلات بقوانين تعطي الرئيس حق ترشيح السفراء دون التقيد بالراتب المحدد للوظيفة.. ولزم الجميع الصمت عندما كافأ زملاءه في سلاح الطيران وغيرهم واختار لهم منصبا رفيعا خارج البلاد.. ولا بأس من التكريم ولكن بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب فمن يصلح قائدا عسكريا أو أستاذا جامعيا أو قاضيا مرموقا لا يصلح بالضرورة محافظا يتعامل مع عامة الناس أو سفيرا يمثلنا في الخارج. سمعت مثلا عن سفير سابق في دولة أوروبية قال لأصدقائه: ان الرئيس السابق استدعاه بعد انتهاء خدمته. وعرض عليه السفارة وطلب منه أن يختار ما يعجبه من البلاد وقدم له قائمة بأماكن السفراء الخالية ليشير إلي ما يروق له.. اختار الرجل بلدا جميلا هادئا.. غير انه للأسف فجأة تحول ذلك البلد إلي مركز اتصالات وأخبار وزوار عندما أختير مكانا لانعقاد مؤتمر عالمي حول قضية فلسطين المزمنة نحن مشاركون فيه. وسفير آخر اختار كوبا فبقي علي عسكريته وجرت بينه وبين مساعديه الدبلوماسيين خناقات وصلت إلي الضرب.. وتكرر هذا بصورة أو أخري في عواصم أخري.. ولم يفتح أحد فمه علناً. ولكنها المرة الأولي التي يعين فيها القاضي سفيرا. وهو رجل مشهود له. وان أصابه رذاذ المعارك السياسية مؤخراً... وربما تضخم الجدل بسبب الجرائد المستقلة وبرامج "التوك شو" أو من تجرؤ المواطنين والدبلوماسيين الذين رفضوا تنفيذ قرارات حكومية آخرها الإشراف علي الاستفتاء في الخارج. لقد قضي الأمر. وبالقانون. وبمرتب خمسة عشر ألف دولار شهريا والله أعلم.. وذلك ليس جديدا فسفير سابق لنا في عاصمة أوروبية برتبة "فريق" مرتبه أكبر.. وفي تعديل القانون لإعطاء حق اختيار السفراء من خارج السلك الدبلوماسي. دون التقيد بالسن ومدة الخدمة له أيضا تحديد راتب الوظيفة وهو عادة ما كان يتقاضاه قبل معاشه إضافة إلي ما يستحقه كسفير غير ما يستجد من بدلات ومكافآت وخلافه.. الحق علي من يشرع القوانين ويغيرها "مجلس الشعب" ومن يفرط في الحقوق لنتباكي بعدها. يقولون انه مازال من حق الرئيس تعيين خمسة سفراء أو عشرة. ودبلوماسيين علي درجات أخري. ويخشون مما يسمونه "الأخونة". يذهب المستشار "مكي" إلي أصغر بلد في العالم "الفاتيكان" وقد سبق أن رفضت"إسماعيل خيرت" الرئيس الأسبق لهيئة الاستعلامات. ورفض االمستشار "عبدالمجيد محمود" أن يتولاها في معركة النائب العام. هذا ويشيرون لدور الدكتور "عصام الحداد" مساعد الرئيس للشئون الخارجية.. ولاحتمال تعيين الدكتور عصام العريان سفيرا في تركيا.. ولماذا لا يكون وزيرا للخارجية؟!.