تتعدد الآراء .. وتختلف وتتفق. ولكن تبقي دائماً هناك مطالب وأحلام محددة واضحة يجتمع عليها كل المصريين. فلا يرفضها من يبحث عن مصلحة مصر والمصريين. ويسعي لتحقيقها كل من يتطلع إلي مستقبل أفضل ومكانة تتلاءم مع الماضي العريق والحاضر الطموح . في 25يناير عاشت "جريدة الجمهورية" مع الجماهير حلمهم بالحصول علي أبسط المطالب الإنسانية والتي انحصرت في "حرية .. كرامة .. عدالة اجتماعية" ومع عدم الاستجابة لها تفجرت ثورة الغضب وينابيع الإرادة والاصرار ليجتمع الشعب علي كلمة واحدة ويطالب بتنحي رئيس خان الأمانة وحل برلمان مزور وتنظيم انتخابات نزيهة ووضع دستور جديد عادل وتشكيل حكومة تكنوقراط قومية وإلغاء جهاز أمن الدولة بمفهومه البوليسي القمعي ومحاكمة القتلة والفاسدين والآن ومع قرب الاحتفال بمرور عام علي الثورة ذكري ميلاد الحرية والكرامة في مصر من جديد. مازال هناك نصف المطالب بالكمال والتمام لم تتحقق..! قامت "جريدة الجمهورية" باستطلاع رأي رجل الشارع .. وهنا كانت المفاجأة أن سقف مطالب المصريين ارتقي لأعلي كثيراً وأحلامهم لامست الأفاق وتجمعت في أفكار قومية أساسها النهوض بمصر ترعاها الحكومة. وأكدوا علي أهمية أن نتحد جميعاً "الآن .. والآن بمعني الآن" لتحقيقها .. تعرفت الجمهورية عن قرب عن أحلام المواطن المصري ومطالبه؟ وعرضت وجهات النظر المختلفة لتحديد ملامح المشروع القومي الذي يجب أن تكون له الأولوية في الفترة القادمة؟ لنحول الحلم إلي واقع لما يجب أن تكون عليه مصر.. تعمير سيناء يقول اللواء طبيب متقاعد سمير السعيد إننا لابد أن نعرف أولاً ما هي احتياجاتنا حتي نستطيع أن نحدد أهدافنا. نلاحظ أن مصر الآن تعاني من اختلال في الوضع الأمني الداخلي. كما أن هناك عدم استقرار في الأوضاع الأمنية المحيطة بنا من الخارج. بجانب أنه بين الحين والآخر يتم ضبط كميات هائلة من الأسلحة المهربة. ويتماشي مع هذا الحاجة الملحة لتحسين الوضع الاقتصادي وزيادة الانتاج الزراعي والاستثمارات الصناعية وفتح مصادر لزيادة الموارد. بجانب التحكم في توزيع الكثافة السكانية وحل مشكلة البطالة وتوفير فرص العمل بعيداً عن العاصمة. وهذا في جمله يصل بنا إلي أن استغلال سيناء هو الحل الأسرع والأمثل والأوفر .. فيجب أن يكون تعمير سيناء هو المشروع القومي الحالي ليس القادم. خاصة أنها بقعة غالية علي كل المصريين وتمثل محور الأمن الخارجي الاستراتيجي وتأمين الحدود المصرية من خلال زيادة الكثافة السكانية بها وإنشاء مناطق عمرانية جديدة تتمتع من الآن بكافة مقومات الحياة المناسبة. والجانب الآخر فإن طبيعة الأرض في سيناء تساعد علي الاستثمارات في مختلف المجالات .. الصناعية في مجالات التعدين والأسمنت. والزراعية من خلال احياء مشروع ترعة السلام واستثمار آلاف الأراضي الزراعية علي ضفتيه. بالإضافة إلي السياحة الترفيهية والدينية علي طول سواحل خليج السويس والعقبة. إننا نبني الآن مصر الحديثة ويجب أن نعتني بحل العديد من المعوقات كالتعلم مثلاً ولكن في الوقت ذاته يجب أن نهتم بالضرورات الملحة الحالية كتوفير الأمن الداخلي والخارجي بالإضافة إلي خلق مصدر سريع الإيرادات قليل النفقات والتجهيزات لانقاذ الاقتصاد المهتز. وهذا دور الحكومة أما دور كل فرد أن يبدأ بسلوكه الشخصي. وأتمني أن نتحلي بالتسامح والتخلص من النزعات العدوانية. فلا يشتعل فتيل النزاعات بيننا بسرعة ولا نجد من يقطع الطريق علي الآخرين أثناء القيادة وأن نعطي لبعضنا العذر. خطط قصيرة وطويلة المدي يؤكد المهندس طلال عبداللطيف "عضو مجلس إدارة" أن الاقتصاد هو حجر الزاوية وهنا يجب أن نبدأ أولاً في وضع القوانين اللازمة لضبط التعاملات وتنظيم العلاقة وتوزيع الأدوار بين الحكومة والمستثمرين والمنتجين ورؤوس الأموال .. كما يجب التأكيد في المقام الأول علي أهمية استعادة ثقة المستثمر الأجنبي والعربي والمصري من خلال الالتزام بالقوانين والقواعد الملزمة لاستعادة دور القطاع الخاص المهم. وعلي الحكومة مراقبة الأداء العام ومتابعته لمنع الاحتكار والاستغلال وضبط السوق ومراقبة الأسعار وتحقيق منافسة عادلة. هذا بجانب دورها في دعم المشروعات الصناعية والزراعية القومية الاستراتيجية وعلي الحكومة المصرية أن تعي أهمية الوقت وأن تسير طبقاً لخطط قصيرة الأجل وبعيدة الأجل بالتوازي. معاً فمثلاً فالخطط طويلة المدي تبدأ من الاهتمام بالتعليم الجيد الملائم لاحتياجات سوق العمل كما أنه يجب استغلال مساحة مصر الشاسعة في تحقيق تنمية زراعية واسعة في مساحات كبيرة الرقعة وليس تفتيت الرقعة الزراعية المستصلحة. بجانب دعم الاستثمارات الصناعية بكافة تخصصاتها بينما المطلوب علي المستوي القريب فلابد من توفير الأمن الكامل وأن نطبق مبدأ أن نبدأ من حيث انتهي الآخرون ومراقبة الأسعار وتشجيع القطاع الخاص لفتح مجالات فرص عمل فيه. مع تقليل الانفاق الحكومي والاكتفاء بالوزارات الفعالة المنتجة والضرورية وهنا أؤكد علي أهمية ترشيد الاستهلاك الذي يجب أن يطبق علي حكومة الانقاذ الوطني وعلي كل مواطن. داخل منزله. فمثلاً كل فرد يسأل نفسه كم هي فاتورة هاتفه المحمول هذا الشهر وما هو العائد الحقيقي الذي استفاده من هذا المبلغ المدفوع!! يوضح إبراهيم إبراهيم منسي صاحب ووكيل شركة استيراد أن المشروع القومي في مصر الآن يجب أن يجمع بين أهداف الحكومة واحتياجات الشعب. الحكومة نحتاج لزيادة الموارد والمواطن يحتاج إلي حياة كريمة وعدالة اجتماعية. وهنا تتقابل الحكومة مع الناس حول أهمية الاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر والتي يجب أن تنتشر في كل الانحاء خاصة في المناطق الفقيرة والريف والعشوائيات. نحتاج إلي أن يكون لدينا الملايين من المشروعات الصناعية والزراعية الصغيرة. والبداية تكون بإنشاء مدارس تعليم فني متميز صناعي وزراعي يحتاجه سوق العمل الآن وتشمل تدريب عملي يتقاضي عنه أجر مقابل ما انتجه وقدمه من مجهود سواء صنع سلعة أو قطعة مشغولات أو جهود خدمية .. وبهذا أقدم للنشء صبيان وفتيات التعليم الأساسي من القراءة والكتابة بجانب تعلم حرفة والتخصص فيها بمستوي جيد .. وهذا يجعله يدرك أهمية العلم والعمل وقادته للمجتمع وكونه جزء من الاقتصاد القومي. بجانب مواكبته لاستخدام التكنولوجيا الحديثة للوصول لافضل نتيجة تلبي حاجة السوق في ظل المنافسة وتوجيه الفائض للتصدير. فإنشاء تعليم فني متخصص ودعم المشروعات الصغيرة يرتقي بالمناطق الفقيرة سريعاً مما يجعلنا نسترجع الطبقة المتوسطة التي تأكلت في مصر تحت طحن الضغوط الاقتصادية والتي تعتبر رمانة الميزان في أي مجتمع كما ستحل المشروعات الصغيرة مشكلة البطالة. ويزيد حجم الانتاج فتريد الصادرات والمعروض مما يتحكم في الأسعار وتكون هذه المشروعات الصغيرة حائط حماية من الاحتكار وزيادة الأسعار في ظل منافسة واضحة. وفي الوقت ذاته سيدرك الجميع أهمية الوقت والعمل ونتخلص من ظاهرة التسول والبلطجة والعمالة الزائفة والأمية والتطرف الديني ويزدهر الاقتصاد القومي من خلال الاستغلال الأمثل لكل الطاقات والقوي العاملة. وبالتالي تتحول القوة البشرية إلي ميزة بدلاً من التعامل معها علي أنها احدي معوقات التقدم .. كما كان يقال دائماً. السياحة خطوة أولي أما حنان صلاح مديرة إدارة الموارد البشرية توضح أنه لابد أن نبدأ الأن بأي مشروع يدفعنا للامام فنحن أمامنا الكثير بعد أن ضاع منا الكثير. والمهم أن نبدأ الخطوة الأولي في الطريق وأنا أعتقد أن الاهتمام بقطاع السياحة هي الخطوة الضرورية الآن. فالثورة قامت أساسا بسبب الضغوط الاقتصادية وليس الفساد السياسي المحض. وأري أن السياحة في مصر هي المشروع الأهم الآن والذي سيوفر لنا عائداً مجزياً وسريعاً بل فورياً. مع ملاحظة أن السياحة لدينا ربما لن تحتاج لأكثر من نفقات معقولة في محاور محددة مثل الدعاية الجيدة خارجياً وتدريب العاملين في مجال السياحة بشكل دوري والنهوض بالأحوال المعيشية للمناطق المجاورة للأماكن السياحية. فهل تتخلي أن نسبة الاشغال في شرم الشيخ وسط هذه الأجواء الصعبة والصورة السيئة عن مصر في الخارج وصلت إلي 80% هذا شيء رائع أننا نحتاج بناء اقتصاد قوي قائم علي أسس متينة مصر يجب أن تمثل ربع سوق السياحة في العالم بكل ما تملك من سياحة ثقافية ودينية وترفيهية وعلاجية وسياحة السفاري وسياحة ترفيهية بطول شواطئ البحر الأبيض والأحمر ونهر النيل وأتمني أن نعيد اكتشاف اخلاقنا الجميلة وأن نسترجع كلمات الشكر والاعتذار والاستئذان ونحترم حقوق الآخرين. مشروع زويل يوضح اللواء متقاعد مجدي محمد عشيري أن مشروع مدينة زويل له الأولوية الأولي. وإن كان يجب أن يتماشي معه الارتقاء بمستوي التعليم الأساسي من بدايته مع ربط المجانية فقط بالتفوق. وتطوير التعليم الفني لحاجتنا للعمالة المؤهلة المدربة والارتقاء به حتي يلائم كل من لم تمكنه قدراته من الاستمرار التعليم الاكاديمي ففكرة مدينة زويل هي الملاذ الوحيد حتي نلحق بركب الدول المتقدمة. وهنا أؤكد أن الاهتمام بمنظومة التعليمي ككل هي حجر الأساس للنهوض بكافة المجالات. فأنا لن استطيع النهوض بالمجتمع ومؤسساته وبالاقتصاد وبالزراعة أو الصناعة إلا إذا توفر لدي الفرد المؤهل والمتخصص والمتمكن من أداء عمله علي أحسن وجه في كافة المجالات حتي اختياراتنا في الانتخابات أو في انتقاء الأفضل في أي مجال لن تكون صحيحة وتأتي بالأفضل إلا إذا كان لدي كل مواطن الوعي الكافي. منطقة حرة علي ضفتي القناة ويشير المحاسب القانوني أحمد حجاج ورئيس احدي الشركات البترولية أن المشروع القومي الذي يجب أن تهتم به الحكومة يجب أن يكون اقتصادي بالدرجة الأولي حيث أننا نعاني من أزمة اقتصادية وشبكة يجب أن نستعد لها جيداً. ولكن يجب أولاً تمهيد الطريق من خلال توفير الأمن وتحقيق استقرار سياسي سريع والتنسيق بين الجهات والجهود المتباعدة لتحقيق وحدة وطنية ضرورية للعبور من هذه الفترة الحرجة. وإذا استطعنا الواقع بنظرة شاملة نجد أنه من الضروري تركيز الجهود في مشروع اقتصادي يتميز بقلة الانفاق وسخاء العائد. وأنا أري أن منطقة شرق وغرب القناة هي منجم ذهب لمصر إذا تم إنشاء منطقة حرة تجارية صناعية علي طول ضفتي القناة بعمق حوالي عشرين كيلو فقط حيث إن قناة السويس جعلت العالم كله يأتي حتي باب منزلي بينما أنا أتركه ينزلق بعيداً من بين أصابعي مقابل أن آخذ منه فقط تذكرة مرور مثل الكمسري .. فإن طول القناة 170 كيلو متراً. التعليم .. المستقبل بينما يؤكد الدكتور صيدلي إبراهيم الدسوقي مطر إنه بحكم طبيعة عمله يتعامل مع كافة طوائف الشارع المصري. وأن أكبر ما يحزنه هو الانحطاط في مستوي التعليم بشتي أشكاله. فخريج الدبلوم الفني قسم كهرباء لا يستطيع اصلاح فيشة كهرباء وخريج دبلوم التجارة لا يجيد الحساب ويتعثر في جمع الأرقام والصبي الحاصل علي الابتدائية لا يستطيع القراءة وليس حتي الكتابة. هذا دون التطرق إلي مستوي التعليم الجامعي المؤسف لذا لابد من الاهتمام بالتعليم.