تأبي الشمس أن تشرق علي أرض سيناء, وكأن قدرها أن تبقي كذلك, وهو ما تؤكده كل الشواهد, فرغم أن معركة البناء تتواصل في مختلف أنحاء مصر. إلا أن المشروع القومي لتنمية سيناء(14 أكتوبر1994 والذي أقره الرئيس مبارك قد أنفقت فيه الدولة30 مليار جنيه من الميزانية المقترحة لاستكمال المشروع رغم أنها تقدر ب70 مليار جنيه مما جعله يسير بخطي بطيئة, وهو المشروع الذي نتذكره في كل أبريل, وتحديدا في25 منه, حيث الاحتفالات بعيد تحرير سيناء. ويؤكد الدكتور منير الشوربجي أمين عام الحزب الوطني بشمال سيناء, أن ملامح التنمية بعد30 عاما من التحرير تتمثل في التطوير في جميع المجالات خاصة بعد انعقاد اللجنة الوزارية الأخيرة برئاسة الدكتور نظيف رئيس مجلس الوزراء والتي طالبت بالإسراع بالمخطط الشامل لتنمية المحافظة عمرانيا واقتصاديا, والتوسع في الصناعات الكبري واستصلاح الأراضي والمشروعات السياحية لزيادة فرص العمل والتشغيل لأبناء المحافظة, كما أنه تم الانتهاء من تنفيذ مشروع إدخال المياه العذبة لسيناء من خلال خط الألف مللي, وهذا سيزيد من فرص الاستثمار السياحي, فضلا عن مشروعات صناعية بمنطقة بئر العبد. ويقول النائب حسام شاهين عضو مجلس الشعب الحالي, صحيح أن مياه النيل وصلت........... ولكن ذلك وحده لا يكفي لمواكبة النمو السكاني علي قلته, وتبقي المرافق والخدمات دون المستوي المطلوب لجذب المستثمرين الذين يفاجئهم عدم وضوح الخطط, وافتقارها للرؤية المستقبلية رغم قيام الحكومة في السنوات العشرين الأخيرة بتنفيذ البنية التحتية والخدمات. وسيناء التي تمتلك كل مقومات التنمية المتنوعة والشاملة سواء كانت صناعة وزراعة وسياحة, تفتقر لأية مصادر مائية في الوسط ذي الأراضي الخصبة لوجود المياه علي عمق1200 م تحت سطح البحر وتكلفة البئر الواحدة مليون جنيه وليبقي الحال كما هو عليه. ثلاثة محاور رئيسية الشمال من بالوظة وحتي رفح ترتكز التنمية فيها علي السياحة إلي جانب الزراعة, بينما لا تمثل الأنشطة الصناعية الكثير في الوقت الذي يعتمد المحور الأوسط من الإسماعيلية وحتي العوجة محور الصناعات المختلفة لوجود الخامات الصناعية به وهو في حاجة للمياه التي تسمح بالزراعة كنشاط مكمل للمجتمعات التي قد تقوم حول تلك الصناعات. وثالث المحاور هو الممتد من السويس وحتي طابا وهو مرتبط بشكل رئيسي بالسياحة وخدماتها ويقع به ميناء نويبع في مقابل ميناء العريش بالشمال ليتحقق لإقليم سيناء قدرات في التواصل وتمنحه دفعة قوية للترابط بمناطق اقتصادية علي البحرين الأحمر والمتوسط. ويضيف عبدالعزيز الغالي عضو اتحاد الكتاب أن خطوات لا يمكن إنكارها في إطار تنفيذ مشروع تنمية سيناء لاستزراع400 ألف فدان بسهل الطينة جنوب بورسعيد,75 ألفا بالقنطرة شرق كمرحلة أولي ثم سبعون ألفا بمنطقة بالوظة, وسبعون أخري في بئر العبد. أما الدكتور حسن راتب رئيس جمعية مستثمري سيناء وأحد المستثمرين الصناعيين بشمال سيناء.. فيقول: إن منطقة وسط سيناء تعتبر البوابة الشرقية للحدود المصرية, وهي تحتاج إلي تنمية حقيقية من خلال منظومة اجتماعية واقتصادية متكاملة, ويري أن الحل في الاهتمام بهذه المنطقة, لا سيما أنها من أهم المناطق بسيناء, لأنها محور التنمية وما بها من إمكانيات فائقة ولم تستغل الاستغلال الأمثل ولن تحدث التنمية المطلوبة إلا من خلال تعميرها, أما أحلام الأسمر الإعلامية.. فتقول علي الرغم من أن إمكانيات شمال سيناء السياحية كبيرة وواعدة, إلا أن ما تحقق علي أرض الواقع محدود بالمقارنة بما يحدث في جنوبسيناء, فعلي سبيل المثال السياحة الترفيهية لم يحدث فيها تزايد, وشهدت تراجعا ملحوظا ساعد علي ذلك حدوث بعض المشاكل والاختناقات في عدم توافر المياه العذبة, ويبقي الأمل معقودا علي استكمال القطاع الخاص لأجزاء كبيرة من المشروعات التي كان مفترضا أن يسهم بها ضمن المشروع القومي لتنمية سيناء خاصة أن ظروف الاستثمار تتحسن بشكل كبير مع الاهتمام الذي توليه الدولة لسيناء علي أسس ترتبط باسهاماتها المتوقعة في النهوض بالاقتصاد القومي المصري.