رفض عدد كبير من ركاب المترو محاولات تعطيل المرفق ودعوة العاملين فيه للعصيان المدني خاصة بعد أن حاول عدد من الملثمين إيقاف الحركة أمس الأول. "الجمهورية" استطلعت آراء الركاب والعاملين والمسئولين الذين اتفقوا علي ضرورة التعبير عن الرأي بعيدا عن تعطيل المرفق الذي يخدم 3 ملايين مواطن يوميا. ولابد من فصل المترو عن الشق السياسي الذي تمر به البلاد. يقول حمدي فتوح أعمال حرة إن الاعتصام حق مشروع يكفله القانون والدستور للجميع ولكن دون الاضرار بمقدرات الوطن مشيرا إلي أن دعوات العصيان وتعطيل المرافق العامة للبلد غير مطلوب بالمرة خاصة أننا نسعي إلي دوران عجلة الإنتاج والهروب من شبح الانهيار الذي بات يلاحقنا منذ ثورة 25 يناير. ويضيف شبل عبدالله موظف إن المرفق يعتبر شريان الحياة في القاهرة الكبري وإيقافه يعني توقف الحياة وإحداث حالة من الشلل في محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية ويعرض البلاد للمزيد من الخسائر الاقتصادية وتوقف مسيرة الإنتاج. ويستنكر أحمد محمود طالب محاولات المتظاهرين الملثمين لاقتحام محطة مترو السادات لإجبار الموظفين علي تعطيل المرفق. كوسيلة للضغط لإلغاء مسودة الدستور. ويشير سالم مصطفي مدرس أن عدداً كبيراً من المرضي يستقلون المترو للذهاب للمستشفيات باعتباره أسرع الوسائل التي تحميهم من استغلال سائقي التاكسي والميكروباص وأن توقفه يعرض حياتهم للخطر بالاضافة إلي طلاب المدارس والجامعات الذين يستقلونه باعتباره أرخص وسائل المواصلات وأقربها إلي جامعاتهم. العصيان مرفوض ويضيف أسامة السيد رئيس اللجنة النقابية للعاملين بمترو الأنفاق أن جميع العاملين يرفضون تماما دعوات العصيان المدني وتعطيل المرفق فهناك إجماع بين الموظفين أنه لا علاقة للعمل بالأحداث السياسية وكل من له موقف سياسيا عليه أن يروج له بعد ساعات عمله فالمترو للشعب وليس للموظفين ولا المتظاهرين. نافيا ما تداولته بعض المواقع الالكترونية حول مشاركة البعض في تلك الدعوات التي وصفها بأنها تهدف لتخريب البلد. وتساءل حسام النبوي نائب رئيس النقابة ما ذنب 3 ملايين مواطن يستقلون المترو يوميا بالأحداث والصراعات السياسية؟؟ وأن جميع العاملين مستاءون تماما من تلك الدعوات وأنهم مستمرون في أعمالهم مهما كانت الظروف التي تقابلهم. ويرفض حسن رضوان قائد قطار بالخط الأول تلك الدعوات تماما قائلاً: "حرام.. اتقوا الله في مصر" واصفا تلك الدعوات بالتخريبية التي سوف تؤدي إلي شلل القاهرة الكبري لن يدفع ثمنه سوي الطلاب ومحدودي الدخل بينما سيستقل الأغنياء الذين يدعون للعصيان سياراتهم أو تاكسي. مشيرا لدراسة جمع توقيعات من جميع الموظفين وطوائف التشغيل لرفض تلك الدعوات. ويؤكد شريف محمد أحمد ناظر محطة أن المترو هو وسيلة المواصلات الوحيدة التي ظلت تعمل خلال ثورة 25 يناير حيث رفض العاملون الجلوس في منازلهم ونزلوا لأعمالهم رغم المخاطر التي كانت تواجههم من قبل البلطجية في عز الانفلات وهؤلاء العمال لن يوافقوا أبداً علي تعطيل حركة النقل في البلد. خط أحمر من جانبه قال المهندس عبدالله فوزي رئيس المترو المرفق خط أحمر لا يمكن المساس به من قريب أو بعيد وجميع العاملين بالشركة يرفضون تلك الدعاوي ومتمسكون باستمرار العمل. وأضاف أن محطة السادات تعرضت لثلاث محاولات اقتحام وتعطيل الحركة ولكن شرطة النقل تصدت لهم. مشيرا إلي أن جميع المحطات تشهد تواجداً أمنيا للشرطة علي الأرصفة وداخل العربات لمنع أي أعمال تخريبية قد يلجأ إليها بعض المشاغبين استغلالاً للظروف الحالية. وأكد فوزي وجود خطة للطوارئ لمواجهة أي مشاكل تقوم علي تشكيل فرق عمل وتوزيعها علي محطات السادات وجمال عبدالناصر والشهداء ومنشية الصدر وكوبري القبة وسراي القبة لتنظيم حركة القطارات وتصريف الزحام مع التصدي لأي محاولات شغب تؤثر علي حركة القطارات. أضاف أنه تم الاستعداد للزيادة المتوقعة في عدد الركاب خلال هذه الأيام بتجهيز قطارات إضافية تستعد بالمحطات الرئيسية لتشغيلها في أي وقت مشددا علي عدم دخول أي قطارات لورش الصيانة وتشكيل فرق للصيانة تنتشر علي المحطات لعلاج أي أعطال طارئة مع الالتزام بمواعيد التقاطر المدرجة في جدول التشغيل. وطالب رئيس المترو بإبعاد هذا المرفق الحيوي عن الشئون السياسية أو استخدامه في الأحداث كما يطالب بعض المتظاهرين.