الإدمان شبح يؤرق الآباء والأمهات. فإذا حل بأسرة دب فيها الذعر. وانتابها الخوف والقلق لمصير ابنها المدمن. ومستقبل البيت بأكمله.. كما أنه من أسوأ الأمراض. لعدم اكتشافه في بادئ الأمر كالسرطان مثلا. فيسري المرض في الجسم كالسم. حتي إذا قويت جذوره كان من الصعب علاجه.. لذلك فإن الاكتشاف المبكر له ضروري جدا لإنقاذ المدمن. قبل أن يغرق في بحر الإدمان. وتبدأَ الأسرة رحلة العذاب مع هذا المدمن. منذ فترة تقابلت بالصدفة مع إحدي الطبيبات النفسيات المعالجات للإدمان. التي قالت إن أفضل طريقة لعلاج الإدمان هي نصح الوالدين بضرورة التعامل مع المدمن بحكمة وهدوء وبسرية تامة. حتي يثق به. واختيار أفضل الأوقات للتناقش معه فيما وقع فيه. وترك فرصة له للتعبير عن نفسه. ثم نبدأ بنصحه وترغيبه وترهيبه. ونبعث في قلبه الأمل في العلاج. والبحث عن الأسباب التي قادته إلي تعاطي المخدر. وحاول علاجها. فإن كان ذلك بسبب المنزل ومشاكله فحاول إصلاحها. وإن كان من الأصدقاء فحاول أن تبعده عنهم. لا تنس المتابعة ومراقبة ظهور أي علامات أو مؤشرات سلبية تدل علي انتكاس المريض. وأكدت انه ليس من الحكمة والعقل إخفاء المشكلات وعدم البحث عن حلّ لها سواء بمبرر الخجل أو خوفا علي السمعة أو خوفا من حجز المدمن حتي يمكن علاجه... وضرورة المبادرة بالبحث عن علاج للمشكلات التي تعترضهم مهما كانت بسيطة حتي لا تتفاقم ومن ثم يصعب العلاج أو تتطور لمشكلة أكبر. آهات وتساؤلات كثيرة وحيرة تراود الحاجة أم محمود سعد المنير والمقيمة بمنزل رقم 5 بشارع طولون. بكفر محمد حسنين. التابع لحي الأربعين. بمحافظة السويس والذي تعيش تجربة مأساوية مع ابنها المدمن وتنتظر مد يد العون لها لإنقاذ ابنها الشاب الذي أعياه الإدمان وحطم حياته.. تسأل كيف أواجه الطامة الكبري التي حلت بالأسرة ؟ كيف أتعامل مع المصيبة ومع هذا الداء والوباء ؟والذي بسببه تعرضت الأسرة للدمار ؟ ألم يتدارك أحد الأمر معي قبل فوات الأوان لوقف النزيف ؟ والتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة. خاصة ان ابني في ريعان شبابه وبحاجة إلي يد حانية تمنحه العطف والرعاية. تقول: في البداية لاحظت علي ابني في الفترة الأخيرة عدمَ القدرة علي التركيز والاستيعاب. ويخرج من المنزل باستمرار. ويعود في ساعات متأخرة من الليل. ولسانه ثقيل. وعيناه في غاية الاحمرار. وإذا سُئل ادعي السهر مع أصدقائه. وعندما نحاول منعه من الخروج يكون في حالة من العصبية ويشتكي باستمرار من الآلام. باءت كل محاولاتي لمساعدته بالفشل. ولكنه الآن يتمني ان يذهب لمصحة لعلاج إدمانه ¢من أقراص الترامادول¢. ولكن من أين آتي بالمال. وهو الذي كان يساعدني من عمله ووالده يقوم بتوفير القوت اليومي الضروري. فلم أعد أعرف طعما للنوم بعد إن زادت أحوال ابني سوءا. فبعد إن كان يعمل أصبح الآن علي ¢بند التقاعد¢ وتم طرده من عمله. نوهت الأم إلي إن الأمر بلغ ذروته منذ عدة أيام عندما سقط علي ذراعه. نتج عنه كسر في أربطة الذراع. ولكن حتي الآن لم يجد حلا له لأنه يحتاج إلي عملية ولضيق ذات اليد عجزنا عن إجرائها له. **ما زالت أسرة هذا الشاب تعاني وفي انتظار أيادي كبار المسئولين. أو تبني أي جهة متخصصة لمساعدة ابنها في العلاج. بعد أن أصبحت الأسرة تعاني معاناة كبيرة في البحث عن فرصة حقيقية لعلاج ابنهم. لان علاج الإدمان يحتاج إلي مدة طويلة تستغرق عدة أشهر ومصروفات أكثر في العلاج. ولكي يعود إلي المجتمع شخصا يمكنه تحمل المسئولية مرة أخري.. ونحن معهم كلنا أمل ورجاء في سرعة تلبية النداء.