توقفت عندها طويلا.. لانها من الحوادث الغريبة.. لكن للاسف أصبحت كثيرة في زماننا.. وأنا لا أحب لعن الزمن ونعته بألفاظ لا يستحقها مثل الزمن الرديء.. وغيرها.. لانه كما يقول القائل »نعيب زماننا والعيب فينا«! الاصل ان الزمن والدهر لا يسب.. وكما يقول سبحانه وتعالي في حديثه القدسي: »لا تسبوا الدهر.. وأنا الدهر«. اذن يحرم علينا ان نسب الدهر وأن نصفه بصفات الغدر والخيانة والرداءة.. ثم ان هذه الصفات في الاصل للبشر! وهذه الحادثة التي توقفت عندها من هذا النوع.. سمعنا عن القتل والبلطجة والارهاب والرشوة والخيانة في مختلف الحوادث.. هذا أب يقتل ابنه، هذه امرأة تخون زوجها مع صديقه.. تلك فتاة تمارس البغاء.. هذا هجام وهذه هجامة.. عصابة لخطف شنط النساء.. لص يسرق شقا عمر رب أسرة.. سيارة ميكروباص تقفز من النيل بسبب السرعة الجنونية.. حوادث تصادم علي طريق الصعيد.. هذا موظف مرتش.. هذا موظف بالحي يتغاضي عن التراخيص مقابل الرشوة.. هذا نائب للشعب في البرلمان يتاجر في المخدرات.. ونائب اخر مسلكاتي للتأمين الصحي.. ونائب يقتحم مركز الشرطة.. وآخر تم ضبطه في شقة مشبوهة.. حتي أصبح لدينا جميع أنواع النواب من مرتكبي الجرائم المنصوص عليها في قانون العقوبات! وأصبح لزاما أن يطهر المجلس من نفسه.. وان يحافظ علي سمعة الكثير من اعضائه والذين يقودهم رجل قانون مشهود له بالسمعة والكفاءة. ليس هذا موضوعنا اليوم.. إنما موضوعنا هذا الابن العاق.. الذي اقتحم شقة والدته.. وهددها بالسكين.. ليس هذا فقط بل طلب منها ان تقفز من الشباك -للعلم الشقة في الدور السابع- واسترحمته أن يتركها.. لكنه لم يستجب لانه ببساطة كان مدمنا.. وهجم عليها متأثرا بالمخدرات التي سيطرت عليه.. وجعلته مسجلا خطرا في قسم الشرطة. خافت الأم وانتابها الرعب من تصرف ابنها ولم تجد أمامها سوي القفز من الشباك هربا من ابنها المدمن الذي يمسك بيده سكينا.. وكانت عناية الله مع الأم.. فقد سقطت فوق سطح المنزل المجاور.. واصيبت باصابات بالغة ونقلها الجيران الي المستشفي تصارع الموت.. ووقفت العناية الإلهية للمرة الثانية بجوار الأم.. وتم انقاذها.. لكن الولد العاق كان مصيره السجن المؤبد! هذا ما يفعله الابناء في زماننا بأبائهم وأمهاتهم.. من السبب؟ وما هو العلاج؟ الحل في يد الباحثين بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية.. وصندوق مكافحة الادمان!! هل هذا ما تربينا عليه في بيوتنا وفي إعلامنا.. نرجو أن نفيق ونحن نحتفل بعيد الأم أو عيد الأسرة.