بين عشية وضحاها استيقظ أهالي مساكن غمرة علي أصوات تجار الخردة وبضائعهم متعددة الأشكال مجهولة المصادر وأحالوا حياتهم إلي جحيم خاصة بعد قيامهم باستئجار الشقق الأرضية وقاموا بتحويلها إلي ورش لصهر المعادن واحتلوا الشوارع ومداخل البلوكات ومن يعترض جزاؤه علقة ساخنة وعاهة مستديمة. "الجمهورية" رصدت المهزلة بأكملها بداية من تلال الخردة التي تسد الشوارع والاشغالات المتنوعة من كابلات وأجهزة تكييف واستاندات تليفونات وكبائن شركات المحمول وأغطية بالوعات ومهمات سكك حديدية وغيرها. في البداية يقول محمد عمر من سكان المنطقة بداية المشكلة يقول: كانت منطقة مساكن بريد غمرة من أكثر المناطق هدوءا ونظافة. البلوكات تحيط بها الحدائق وتنعم بالهدوء إلي أن قام الحي بإزالة الحدائق ورصف الطرق حول البلوكات وأزال الحدائق ووضع أعمدة إنارة. لكن الكارثة حدثت بعد ذلك حيث قام تجار الخردة بشراء الشقق الأرضية لجمع القمامة والخردة في الشوارع وحول البلوكات مما أدي إلي اغلاق مداخل البلوكات بالخردة وأصبح التعدي بالضرب والألفاظ الجارحة جزاء من يعترض أو يحاول المرور للصعود إلي شقته. وتشير رشيدة محمود إلي ان خردة إطارات السيارات والأثاث الخشبي المتهالك والأجهزة المنزلية القديمة احتلت الشوارع الرئيسية والممرات الجانبية وارتفعت أكوام الخردة لتحجب الرؤية عن الأدوار الأولي وتغلق مداخل البلوكات والسلالم الداخلية. تضيف رشيدة ان احتلال الخردة للشوارع تسبب في أضرار صحية لأهالي المنطقة حيث كثرت الفئران وحيوان "العروس" والذباب والناموس من كثرة مخلفات الخردة وأيضا يقومون برمي القمامة في بالوعات الصرف الصحي مما يتسبب في طفح الصرف وانتشار الروائح الكريهة والأمراض وليس من حق أي شخص أن يعترض ومن يحاول الاعتراض مصيره الإهانة والضرب. يقول سيد متولي ان المنطقة تحولت إلي وكر للمجرمين والخارجين عن القانون يمارسون سطوتهم علي سكان المنطقة ويقومون بشراء الشقق بإكراه أصحابها علي البيع ومن يرفض يقومون بتهديده وإجباره علي البيع ولا يستطيع أن يحرر محضراً لخوفه علي حياته وحياة أسرته ومن العقاب الذي يمكن أن يحل به لجبروت هذه الفئة والأكثر من ذلك انهم يقومون بالاعتداء بالضرب علي من هو أقل منهم من حيث النفوذ والمال ويقومون بإيذاء المارة بالقول والفعل ويقومون أيضا بتعمد اتلاف أعمدة الإنارة التي وضعها الحي حتي تصبح الشوارع مظلمة. يطالب محمد سالم بإنقاذ المنطقة من مافيا الخردة فيقول: لقد ظهرت في الفترة الأخيرة خردة عبارة عن بضائع مسروقة ككبائن واستاندات تليفونات لشركات محمول كبري وأجهزة تكييف هذا بالإضافة إلي سرقة كابلات التليفونات الأرضية وكابلات مترو الأنفاق خاصة المحطات القريبة من المنطقة حيث يقومون بصهر هذه الكابلات في مصنع مجهور بجوار المدرسة الصناعية بنين وقد أدت هذه الأعمال لاشتعال العديد من الحرائق خاصة ان البلوكات في المنطقة قريبة جدا من بعضها البعض. تضيف سميحة رجب ان عمليات فصل الخردة التي يقوم بها أصحاب الورش والتي تحولت إلي مصانع صغيرة يترتب عنها ضوضاء شديدة لا تحتمل طوال اليوم والنهار خاصة أثناء الساعات المتأخرة من الليل وان الاشغالات امتدت حتي وصلت شارع بورسعيد من نهاية كوبري غمرة حتي محطة الشادر القديم حيث قاموا بالزحف خارج المنطقة السكنية لإقامة خيم وأكشاك في هذا الشارع الحيوي مما تسبب في شلل حركة المرور للسيارات المتجهة إلي مناطق الزاوية والسواح والأميرية ومناطق أخري. ويصرخ علي ابراهيم قائلاً: منذ عدة سنوات ونحن نطالب الحي والمحافظة بنقل هذه الورش إلي المنطقة الصناعية حيث انه من غير الممكن أن يعيش انسان وسط كل هذا الكم من المخلفات والخردة وقد وعدنا الحي أكثر من مرة ان هناك خطة متكاملة لنقل هذه الورش وحتي الآن لم نر أي ورشة تم نقلها بل إن الورش في تزايد حتي محاضر المخالفات أصبحت الآن لا تحرر ولا تتم أي ضبطيات بحجة الغياب الأمني.