لكي نتعرف علي الخضر والفاكهة العملاقة كان لابد من جولة سريعة في أسواق الأغنياء والأحياء الشعبية وبالطبع كان الاختلاف كبيراً في السعر والشكل وحتي طريقة عرض المنتج الفرق في السعر يصل إلي 50% فالطماطم في المجمعات والهيبرات من 2.5 إلي 3 جنيهات وبسوق التوفيقية 2.5 إلي 2 جنيه أما الأسواق الشعبية مثل الزيتون وعين شمس 1.5 إلي 1 جنيه والخيار ب 4 جنيهات وفي الشعبي ب 1.5 جنيه.. أما الفاكهة فلا مقارنة فالبرتقال ب 4 جنيهات مقابل 2 جنيه في الشعبي والتفاح كل نوع له سعر وفي الشعبي اللبناني 6.5 جنيه والأمريكي الأحمر 7.5 جنيه. وفي أحد الأسواق بمنطقة عين شمس تقول ماريان حنا نعرف ان الفاكهة والخضار كلها يستخدم في زراعتها كيماوي وبالتالي ليس لها أي طعم أو رائحة مثل التفاح والبرتقال فحجمه كبير بلا طعم أو رائحة.. وكذلك البسلة التي كانت مسكرة طعمها الآن غريب وحتي عند النضج ونحن نضطر إلي الشراء لنسد جوعنا. مديحة محمود تقول ان الطبق الأساسي وهو السلطة أفيد شيء للكبار والأطفال والتي تعتمد علي الخيار والطماطم والجزر والجرجير لا استطيع شراء مستلزماته إلا يومياً لأنني حين أتركه في الثلاجة لمدة يوم تكبر الثمار ويتغير شكلها. خميرة بيرة ويلتقط الحديث عيسي أبوزيد بائع الخضار قائلاً ان كبر حجم أغلب الخضار يرجع إلي استخدام "خميرة بيرة" عند ري الأرض الزراعية لبعض المحاصيل ومنها الطماطم والخيار والفلفل الرومي والبرتقال وذلك عن طريق ذوبان خميرة بيرة في مياه ترش مع مياه الري يوما بعد يوم لسرعة نضج الزرع وزيادة الانتاجية مؤكداً ان هذه الطريقة أسرع وأرخص من استخدام الكيماوي وتستخدم وهي في مزارع الاسماعيلية والتي نشتري منها أغلب الثمار كبيرة الحجم وإذا اردنا التأكد من هذا يتم وضع الخيار أو الفلفل علي ورقة لعدة ساعات تجدي الثمرة حتي تذبل الثمرة وتمتليء الورقة بالمياه. مياه الصرف الصحي أما منصور عبدالباري صاحب محل خضار فيرجع اختلاف الخضروات والفاكهة عن الماضي إلي استخدام مياه الصرف الصحي في الري وهو ما ينطبق علي محافظات القليوبيةوالاسماعيلية والشرقية التي نأخذ منها هذه المنتجات.. ويضيف ان طعم الخضار والفاكهة في الصعيد يختلف عن القاهرة والمحافظات القريبة لأنهم يستخدمون مياه النيل فقط في الري. عزيزة عبدالعزيز تقول البصل والبطاطس حالتهما غريبة فقد اشتريت بصل وبطاطس من أحد الهايبرات الكبري وقمت بغلي البطاطس لسلقها وعندما قمت بتحميرها فوجئت بتغير شكلها ولم تنضج.. أما البصل فلم استطع تقطيعه بالسكين واضطررت إلي استخدام الكبة لفرمه. أماني حسن تقول ان الخضار الآن ليس له أي طعم خاصة السبانخ التي نجد بها طعم غريب "أجزة" مهما وضعنا عيها اي شيء لتحسين الطعم لا فائدة فالمشكلة في أصل الزراعة نفسها وكذلك الكوسة التي كانت تذوب أثناء الطهي الآن أصبحت تحتاج إلي وقت كبير لتطبخ. حميدة حسين فتقول أي تخزين نحتاج إلي شراء الخضار أولاً بأول لانه لم يعد يتحمل اية بيئة مثل الباذنجان والخيار والطماطم فقد كنا زمان نشتري الخضار ونتركه في الثلاجة. وفي سوق آخر منطقة سراي القبة تقول قدرية محمد: نسمع عن استخدام المبيدات المسرطنة.. والتي أدي استخدامها إلي انتشار الأمراض مثل السرطان والفشل الكلوي والكبد وهذا واضح في البرتقال والفراولة ومعظم الفاكهة التي تجدها كبيرة الحجم وليس لها أي رائحة. أما سعاد رشدي مدير عام تربية رياضية فتقول: الأسعار مرتفعة وكل شيء تغير فالبرقوق والخوج شكلها مختلف وأسعارها مرتفعة جداً ولا استطيع شراءها.. هذا غير البطاطس التي تغرق في بودرة لا نعرف ما هي. تشاركها الرأي هند عبدالعزيز فتقول ان الرئيس يجب ان يشرف بنفسه علي كل شيء.. فهذه الخضروات والفواكه يكبر حجمها بفعل الكيماويات حتي يزيد الانتاج وبالتالي زيادة العائد.. في الماضي اتهمنا وزير الزراعة بإحضار المبيدات المسرطنة ولكنه ترك مكانه وجاء آخرون ولم يتغير الوضع. أما أم مصطفي بائعة الخضار ومزارعة فتنكر استخدامها الكيماوي في زراعة محاصيلها وأنها تستخدم فقط الملح والسباخ الطبيعي وأن سبب كبر حجم أي محصول يرجع إلي تركه علي الشجر.. فنضطر إلي شراء جرار السباخ ب 50 جنيها حتي لا نستخدم الكيماوي. الأورجانيك غال وبمنطقة الزيتون سوق آخر فيه الغالي والرخيص ويرجع ذلك إلي ان بعض الباعة يعرضون بضاعتهم بطريقة تجذب الزبون.. تقول أمينة محمد اضطر لشراء الخضار رغم عدم اقتناعي بفائدته وخطورته وأكبر دليل علي ذلك الخضراوات الورقية كالبقدونس والجرجير يتغير لونها بسرعة.. ولكنني لا استطيع شراء ما يسمي بالأورجانيك فهذا للصفوة فقط في مجتمعنا. وتضيف مني أحمد.. عندما يمرض أطفالي ينصحني الأطباء بتناول التفاح والسلطة الخضراء ولكنني أخشي عليهم من روائح المبيدات الموجودة بهذه الثمار فلا أجد بديلا فالكيماويات منتشرة في جميع الأطعمة فاضطر إلي نقعها ساعات في خل لقتل أي شيء يمكن أن يضرهم وأترك الأمر لله. أما ابتسام محمد ربة منزل فتقول: اشتري الخضار بكميات بسيطة ويومياً لأن ظروف الحياة لا تتحمل شراء الخضار الذي يتلف في اليوم التالي وحتي إذا تم وضعه في الثلاجة.. كما تختلف الأسعار من منطقة لأخري. وتشاركها الرأي صباح محمود: نحن نضطر إلي شراء الضروري من الطعام فظروف عملي كنت اشتري كميات كبيرة لوضعها في الثلاجة حتي لا أذهب يومياً إلي السوق لكن الآن إذا وضعت الخضار أو الفاكهة في الثلاجة أو الديب فريز فإن طعمها يتغير بسرعة رهيبة وأيضاً لونها ولذلك للمواد الكيماوية التي يتم وضعها علي البذور والتي تشبعت بها التربة. أما مروة عادل موظفة فتقول: أعاني مع بناتي من تساقط الشعر وطبيب الجلدية نصحني بتناول الخضروات بشكل يومي وأساسي لكن لابد من غسلها جيداً ونقعها لأن المبيدات العالقة بها هي الأساس في وقوع الشعر وأغلب المشاكل الجلدية التي نتعرض لها. أسواق الأكابر وفي سوق التوفيقية أشهر الأسواق في مصر تجد أشكالا للفاكهة تختلف عن الأسواق الأخري وكذلك طريقة العرض تغري من يمر أمامها للشراء إلا أن أسعارها مرتفعة.. كما تقول سعاد عبدالعزيز اشتري من سوق التوفيقية الأشياء التي لا توجد في الأسواق الأخري فطماطم الشيري التي أعشقها لا توجد في منطقتي بدار السلام وكنت أمر بالصدفة علي سوق التوفيقية فوجدتها وأسرعت بشرائها. ويقول ياسر جلال أعمال حرة وأحد زبائن سوق التوفيقية عند شراء أي نوع من الفاكهة لابد ان أحضر إلي التوفيقية لأنه من الأسواق المعروفة ونحن كزبائن معروفون لدي تجار السوق نحصل علي بضاعة ذات مواصفات مميزة ومعروفة وتري طريقة العرض تشجع علي الأكل وليس الشراء فقط وهنا تشتري أي نوع وأنت واثق أنها غير مشبعة بالكيماوي الضار وحجمها وطعمها معروف وتستطيع تنقية كل ثمرة تحصل عليها دون اي معارضة من التاجر وذلك دليل ثقته في نوعية البضاعة لديه. ويقول مصطفي عباس ان سوق التوفيقية توجد به سلع لا توجد بأماكن أخري مثل الفراولة والمانجو التي اختفت من الأسواق.. ويرجع ذلك إلي استخدام نظام الصوبات بحيث أصبحت الفواكه والخضار موجوداً طول العام. يلتقط منه الحديث المعلم أحمد حسن أحد تجار سوق التوفيقية قائلاً: ان خضار وفاكهة التوفيقية فرز أول وليس لها مقارنة بباقي الأسواق نحن نذهب الساعة 5 فجراً إلي سوق العبور باقي الأسواق تحصل علي الفرز الثاني منه وبعض الأسواق العشوائية تحصل علي الفرز الثالث لذلك يكون هناك فارق في الأسعار لكنه ليس بالفارق الكبير لكن السوق هنا له زبونه من جميع أنحاء الجمهورية لثقته في الثمار الموجودة فيه وهنا تستطيع ان تختار الفاكهة والخضار ثمرة ثمرة وطعمها ليس فيه أي تغير مثلاً الطماطم ب 2 جنيه للسلطة جامدة ولونها أحمر من الخارج والداخل والباذنجان ب 3 جنيهات وتستطيع وضعه بالمنزل أيام دون تلف وبالمثل الخيار 4 جنيهات يمكن وضعه في الثلاجة دون ان يذبل رغم أنك تجده في الشعبي ب 1.5 جنيه مما يؤكد وجود فارق في النوعية. سوق الوحمة ويؤكد الحاج عبدالوارث كبار معلمي التوفيقية ان سوقنا سوق "الوحمة" اي انه السوق الوحيد في مصر الذي تجد به كل أنواع الخضار والفاكهة دون ارتباط بموسم وان أي سيدة في شهور الحمل الأولي تتمني أشياء غير موجودة تجدها هنا لذلك سمي بهذا الاسم والأسعار هنا معقولة بالنسبة لنوعية الفاكهة فمثلاً المانجو 15 جنيها لنهاية الموسم والبلح الزغلول 5 جنيهات والعنب البناتي 10 جنيهات لكنه غير موجود في أي مكان آخر وزبائننا تعلم ان فرق السعر الذي يدفعه يحصل به علي ثمار مختلفة لأننا نخشي علي سمعتنا منذ سنوات ولنا زبائن معروفة تثق بنا وببضاعتنا فالتفاح هنا لبناني وتركي وفرنسي وايطالي وأيضاً صيني ولكننا نعرف الزبون ما نوع الصنف الموجود ولا نغشه قبل الشراء بعكس باقي الأسواق.