"مجنونة يا قوطة" مقولة ارتبطت بالطماطم عند غلاء أسعارها ولم يعد هذا الجنون مقصورا على الطماطم وحدها بل امتد إلى باقي الخضروات والفاكهة، فشهدت الأسواق ارتفاعا ملحوظا لم تنخفض حدته منذ شهر رمضان وحتى الآن فوصل سعر كيلو الطماطم إلى 7 جنيهات، وورق العنب والفاصوليا 15 جنيه، أما البامية 10 جنيهات. في الوقت الذي أرجع فيه التجار سبب الزيادة إلى مشاكل الزرتاعة والأسمدة السيئة وفروق العروات، أكد الخبراء أن احتكار وجشع التجار بسوق العبور وباقي اسواق الجملة هي سبب الأزمة. في جولة ميدانية لمتابعة أسعار الجملة داخل سوق العبور تبين أن ارتفاع ملحوظ في أسعار الخضروات والفاكهة حين سجلت أسعار الطماطم 5 جنيهات للكيلو، والبصل ب 1.50 جنيه، فيما ارتفعت البطاطس إلى 1.90جنيه والفاصوليا لتصل إلى 8 جنيهات ووصل سعر البامية 5جنيهات وتصاعدت اسعار الفاصوليا إلى 9 جنيهات، والباذنجان الأبيض ل 3 جنيهات، كما ارتفعت أسعار الخيار إلى 3 جنيهات، واستقرت اسعار الكوسة إلى 3.5 جنيه كما ارتفعت أسعار الباذنجان الرومي 1.5 للكيلو وملوخية عند جنيه واحد للكيلو، وما زال الليمون في الانخفاض ليسجل جنيهان للكيلو. وبالنسبة لأسعار الفاكهة، تفاوتت أسعار "المانجو" ليتراوح الكيلو ما بين 5 إلى 20 جنيها حسب النوع، كما جاءت الجوافة ب 3 جنيهات للكيلو، كما سجل العنب ما بين ثلاثة وأربعة جنيهات، وارتفع سعر التفاح ليصل إلى 5 جنيهات للبلدي و20 جنيها للأمريكاني، وجاء التين ب 3 جنيهات للكيلو، والرمان ب 2.75 جنيه، والكمثرى بأربعة جنيهات. في البداية أوضح علي شعبان تاجر خضر بسوق العبور أن السبب الرئيسي في تراجع المعروض من الطماطم هو لإصابة المحصول بما يسمى بالسوس بسبب التقاوي الفاسدة علاوة على ارتفاع درجات الحرارة بما أثر على نسبة الانتاجية بأقل من 20 في المائة علاوة على فاصل العروات ونقصها عند بداية زراعة المحصول، وتوقع شعبان زيادة ارتفاع أسعار الطماطم خلال الفترة المقبلة لحين عرض العروة المقبلة في الأسواق، مشيرا إلى أن "العداية" الواحدة من الطماطم والتي يصل وزنها من 18 إلى 20 كيلو يتراوح سعرها ما بين ال 60 إلى المائة جنيه بمتوسط خمسة جنيهات للكيلو في الجملة. وأكد المعلم خميس سيد أن التاجر بريء من تهمة التلاعب بأسعار الطماطم فالحاكم الرئيسي لعملية تحديد السعر هو قانون العرض والطلب ومؤكدا أيضا إن الفارق في السعر بين سوق الجملة وسوق التجزئة والذي قد يصل إلى ضعف لا يجب أن يتم تفسيره على أنه جشع من تاجر التجزئة والذي قد يصل إلى الضعف فهناك تكاليف شحن تصل إلى 3 جنيهات ونصف للقفص الواحدة علما بأن القفص يزن 20 كيلوجراما وقد يصل الفاقد فيه إلى أكثر من 50 كيلو بما يعادل الربع وبعد وبعد فرز الطماطم يضيف التاجر على سعر الكيلو تكاليف النقل وهامش الربح الذي يحكمه قانون العرض والطلب ومستوى الزبائن فيظهر الفارق في السعر بين الجملة والتجزئة. أما عن أسباب تراجع إنتاج الطماطم منذ بدء موسم الصيف أكد المعلم مبروك محمد أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية تسببت في انخفاض إنتاجية الفدان الواحد بنسبة تجاوزت 75 في المائة فبعد أن كان انتاج الفدان الواحد يصل إلى 1200 قفص أو أكثر لم يتجاوز إنتاجه 300 قفص. مضيفا أن الارتفاع غير المسبوق في حرارة الجو خلال الفترة الماضية قضى على كثير من الزراعات قبل أن تؤتى ثماره، وتزامن ذلك مع إصابة الشتلات ببعض الآفات والحشرات الضارة التي التهمت مزارع كاملة. وما زاد الطين بله أن الدواء كان به سم قاتل فالمبيدات التي اشتراها الفلاحون وأصحاب المزارع لشراء شتلات جديدة وإعادة زراعة أراضيهم ولكن في الإعادة قفزة أسعار الشتلات لتقضي على ما نجا من براثن الآفات وشدة الحر، وأملا في تعويض الخسائر لجأ بعض من أصحاب المزارع لشراء شتلات جديدة وإعادة زراعة أراضيهم ولكن في الإعادة قفزت أسعار الشتلات ليصل سعر الألف ووصل سعر البامية 5 جنيهات وتصاعدت أسعار الفاصوليا إلى 9 جنيهات الفلاح والتي يحاول تعويضها في رفع سعر المحصول عند بيعه للتاجر. ويضيف المعلم أيمن عبدالحميد أن أجور العمال ارتفعت إلى أكثر من ثلاثة أضعاف ما كانوا يتقاضونه سابقا، وفي ظل نقص السيولة. يضطر الفلاح إلى اتباع أسلوب البيع بالأجل رغم مخاطره فيحصل على قرض من أحد التجار لينفق على مستلزمات الزراعة مقابل حصول التاجر على المحصول بعد حصاده بشرط ألا يتحمل التاجر أية خسائر في عملية الزراعة وهو ما يتسبب في الزج بكثير لينفق على المستلزمات الزراعية من الفلاحين في السجون لعدم قدرتهم على سداد ديونهم للتجار، وبذلك فإن المعاناة الكل فيه متضرر. وقال الحاج عيد محمد ربيع أحد تجار الخضار ان الفلاح المصري هو المسئول عن نقص الطماطم في الاسواق و الطماطم بتيجي لينا قليلة وغالية، و؛غحنا لازم نبيعها غالية، والغريب أن سعر المانجو ارخص من سعر الطماطم، وأن الطماطم الان تأتي لنا في كراتين تشبة كراتين الفاكهة، مشيرا إلى ان نبات الطماطم ينتج محصولا ضعيفا جدا في كل عام في مثل هذه الأيام، ولا نعرف هل السبب في التربة الرزراعية أم في المناخ أم في نوعية النبات؟وهذا يؤدي إلى نقص كمية المحصول في الأسواق، وينتج عن ذلك ارتفاع الأسعار التي نراها الآن. ومن جانبه أكد هلال عفيفي مدير الإحصاء والتسعير بالجهاز التنفيذي لسوق العبور أن السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار الخضروات يرجع إلى قلة المعروض من الطماطم والتي تقود بشكا أساسي باقي الخضروات معها في الارتفاع مشيرا إلى أن سبب ارتفاع سعر الطماطم يرجع إلى قلة المعروض منها، بالإضافة إلى الطلب عليها حيث أن الكمية المتداولة خلال هذا الأسبوع من الطماطم أقل بكثير من معدلها الطبيعي بحوالي 400 طن، وأيضا هناك العديد من العوامل الأخرى التي تؤثر على أسعار الخضروات بشكل كامل مثل ارتفاع سعر الأسمدة وتكاليف النقل من المزارع إلى السوق ومنه إلى تاجر التجزئة حيث كل حلقة من تلك الحلقات ترفع سعر الكيلو الواحد حوالي 5 بالمائة من سعره الأساسي. الفارق كبير ما بين أسعار الجملة وما يدفعه المستهلك لتاجر التجزئة فيتراوح سعر كيلو الطماطم بين 4 إلى 8 جنيهات، الفاصوليا 15 جنيها، أما البامية فتتراوح بين 8 إلى 10 جنيهات ، بينما الباذنجان 4 جنيهات، تتعدد أسعار الفلفل فالأخضر سعره 4 جنيهات، أما الملون 10 جنيهات، وبلغ سعر الكوسة 7 جنيهات والخيار ما بين جنيهين حتى 4 جنيهات أيضا الجزر بلغ سعره 5 جنيهات ويرتفع سعر ورق العنب إلى 15 جنيها، أما البطاطس والجزر فأسعارهما ثلاثة جنيهات لكل منهما. وعن أسعار الفاكهة فسجلت هي الأخرى ارتفاعا ملحوظا فوصل كيلو التين إلى 6 جنيهات ونصف، أما العنب فيتراوح بين 4 إلى 7 جنيهات كذلك ارتفعت المانجو ما بين 5 إلى 14 جنيها كذلك الجوافة ما بين 3 إلى 6 جنيهات ، الكمثرى من 4 إلى 8 جنيهات في حين وصل سعر الموز إلى 10 جنيهات ويتراوح التفاح بين 8 إلى 14 جنيها. ويقول محمد السيد بائع خضار إن الأسعار مرتفعة منذ بداية شهر رمضان وانخفاضها يحدث بشكل بطيء وخاصة الطماطم بسبب قلة الإنتاج، كما أننا نحصل عليها من تاجر الجملة بأسعار مرتفعة مع تعرض كميات كبيرة منها للسوس والتلف. وبالرغم من ارتفاع الأسعار داخل سلاسل السوبر ماركت الكبرى غلا أن حجم المبيعات لم يتأثر، فكما تقول أميرة مندوبة بيع بأحد أفرع سوبر ماركت مترو إن الأسعار مرتفعة منذ شهر، وبالرغم من ذلك لم تنخفض معدلات الشراء خاصة أن زبائن السوبر ماركت يهتمون بجودة الخضروات والفاكهة المعبأة خاصة المستوردة فالعنب المصري سعره 12 جنيها والمستورد 28 جنيها، أما المانجو فتتراوح بين 7 حتى 20 جنيها، الكمثرى المصري 10 جنيهات والمستوردة 22 جنيها، ويسجل سعر الجوافة 8 جنيهات. تعد الطماطم الأعلى سعرا ما بين الخضروات فسعر الكيلو 10 جنيهات، الخيار 8 جنيهات، والكوسة 8 جنيهات ونصف، فيما وصل سعر الفلفل الخضر 7 جنيهات ونصف الجنيه والملون 15 جنيها، بينما سجلت أسعار الباذنجان والبطاطس والبصل 3 جنيهات لكل منهما. أضاف صلاح مهران مورد خضروات وفاكهة للفنادق والسوبر ماركت أن السوق يسير وفقا للعرض والطلب، كما أن الأسعار ترتفع غالبا في شهر رمضان بسبب زيادة الطلب لكن هذا العام ما زالت السعار مرتفعة ولم تنكسر حدتها بسبب زيادة الفاقد وإصابة بعضها بأمراض نباتية خاصة الطماطم اضافة إلى أننا حاليا في مرحلة فروق عروات. اكد صلاح علي تعرض العديد من الموردين للخسائر بسبب تلك الزيادة فأغلبهم متعاقدون بأسعار منخفضة عن الوضع الحالي فالتعاقد على الكيلو طماطم 3 جنيهات ونحن نتحمل تلك الفروق. يحصل المورد على مقابله المادي من الفنادق والقرى السياحية والسوبر ماركت، كل مائة يوم، ونظرا لزيادة المدة يلجأ العديد لرفع الأسعار المتفق عليها لتكون لديهم سيولة لشراء كميات جديدة بما تسبب في رفع الأسعار طوال العام، كما أن أغلب الفاكهة مستوردة، والجمارك عليها مرتفعةبما يرفع أسعارها محليا، ويعد التفاح الأمريكي الأغلى حاليا نظرا لقلة معدلات استيراده بسبب زيادة أسعاره لديهم فارتفاع سعر الكرتونة من 230 جنيها إلى 300 جنيه بداية الأسبوع الحالي بما ساهم في رفع سعر الكيلو بمعدل 5 جنيهات، بما دفع المستهلكين لشراء التفاح الإيطالي وسعره 10 جنيهات جملة أيضا السوري ويتراوح ما بين 5 إلى 9 جنيهات. وأشار صلاح إلى أن تعدد حلقات البيع تساهم في رفع السعر فالمورد يحصل على المنتج من تاجر الجملة بزيادة قدرها 20% وأحيانا تاخذها شركات من الموردين والمقدر عددهم بنحو 300 مورد لبيعها لصالحها لتجار التجزئة وتضيف هامش ربح يتراوح بين 20 إلى 25% بخلاف أرباح تاجر التجزئة. من جانبه أرجع دكتور جمال صيام أستاذ الاقتصاد الزراعي ومستشار مركز الدراسات الاقتصادية والزراعية بجامعة القاهرة سبب موجة ارتفاع أسعار الخضر والفاكهة إلى احتكار التجار وتحكم عدد قليل من التجار بسوق العبور وأسواق الجملة الرئيسية في التجارة بما يجعل المزارع لا يحصل على أكثر من 30 بالمائة من السعر الذي يدفعه المستهلك في حين تذهب نسبة 70 بالمائة لجيوب التجار. هناك أسباب أخرى فرعية منها أسعار مستلزمات الإنتاج من المبيدات والأسمدة. أكد دكتور جمال صيام أن مصر ليس لديها مشكلة في المساحات المزروعة من الخضروات والفاكهة فلدينا مليون ونصف الفدان تنتج على مدار ثلاث عروات ما يقدر بنحو 25 مليون طن سنويا خضروات وفاكهة.