خير الكلام

الشعب يريد

تحول الشارع المصري الآن إلي حالة من التوهان والتشرذم والانقسام بين أبناء الشعب الواحد.. إلي فوضي عارمة.. إلي أبواق لإلقاء التهم والتشكيك والتخوين في كل شيء.. تحول إلي أحزاب وشيع وطوائف وفرق وحركات وجماعات واعتصامات وتظاهرات لا سيما بعد قرارات رئيس الجمهورية الأخيرة ما بين مؤيدين للقرارات علي طول الخط ومعارضين لها بسبب استحواذ واستئثار رئيس الجمهورية وحزب الحرية والعدالة بالإعلان الدستوري متجاهلاً مشورة ورأي باقي الأحزاب المختلفة الذين يمثلون طوائف الشعب المصري الأصيل صاحب الثورة.
والنتيجة الحتمية لهذه المواقف المتضاربة اننا شاهدنا وطناً يتفكك وشعباً فقد القدرة علي إدارة شئونه.
إن اعتصام المعارضين لهذه القرارات بميدان التحرير وقصر العيني ومحمد محمود وميادين مصر المختلفة والمؤيدين لها أمام جامعة القاهرة يدل علي أن جميع القوي والفصائل والأحزاب المختلفة لا تثق في بعضها البعض.. لا يوجد طرف في مصر الآن يثق في طرف آخر.
وما بين صراعات القوي التي كانت بالأمس القريب تقف صفا واحداً في الثورة لتحقيق أهدافها وجدناها الآن وقد تحولت إلي ميلشيات تصفي بعضها البعض والخاسر الوحيد للأسف الشديد هو الشعب المصري الذي يبحث حتي الآن عن الاستقرار والحرية والعدالة الاجتماعية الذي صدَّعوه بهذه الشعارات وتوفير عيشة كريمة وفرصة عمل مناسبة له ولا يجدها حتي غرق في مستنقع المشاكل التي لا تنتهي وأصبح في حالة توهان وحيرة من أمره.
أرجوكم.. أرجوكم احذروا انقلاب الشعب الذي يصارع الغلاء والأزمات الطاحنة علي الجميع وستدفع مصر الثمن.
** إن الشعب المصري صاحب الثورة يريد من الرئيس مشاركة القوي الوطنية والأحزاب المختلفة والذين يمثلون طوائف الشعب في اتخاذ أي قرار يصب في صالح الوطن ويخدم المصلحة العامة.
** الشعب يريد عدم احتكار فصيل بعينه لبعض القرارات التي تخدم مصالحه الشخصية فقط علي حساب الصالح العام.
** الشعب يريد أفعال تُنفذ علي أرض الواقع من عيشة كريمة وحرية وعدالة اجتماعية لا أقوال مرسلة.
** الشعب يريد فتح ملايين الوحدات السكنية التي كلفت مصر المليارات وعفا عليها الزمن بصحراء مصر المختلفة وتوزيعها بعدالة علي الشباب المقبل علي الزواج ومحدودي الدخل بدلاً من غلقها وعجز الحكومة المباركة عن استغلالها.
** الشعب يريد عدم تعليق كل حادث أو مشكلة علي النظام الفاسد بل تفعيل القوانين علي المخربين والبلطجية ومثيري الشغب والمأجورين والمندسين وإعطاء صلاحية أكثر لرجال الداخلية حتي يتمكنوا من ملاحقة المجرمين والفاسدين والضرب بيد من حديد علي كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار مصر بصفة عامة وسيناء بصفة خاصة.
** الشعب يريد توفير رغيف خبز صالح للاستهلاك الآدمي وكوب ماء نظيف وأسعار مناسبة وراتب يعينه علي أعباء الحياة وأن يعيش في أمن وأمان.
** فهل يستجيب الرئيس للشعب الذي ضحي بأرواحه ودمائه من أجل العيش الكريم؟ وهل تستجيب الحكومة العاجزة والفاشلة لتحقيق مطالب الشعب؟ نتمني.