الغرفة المركزية لحزب الجبهة الوطنية تتابع سير انتخابات مجلس النواب في ال 19 دائرة    البيئة: نسعى لتوفير التمويل الأخضر لمشروعات تساهم فى الحد من انبعاثات الكربون    "محافظ أسوان يوجّه بتوصيل مياه الشرب ل 84 منزلًا بقرية وادى العرب خلال أسرع وقت"    مصر وتونس تعقدان الاجتماع الرابع للجنة الفنية لتعزيز التعاون الاستثماري    الصليب والهلال الأحمر الدولي: فيضانات جنوب شرق آسيا كارثة إنسانية تتطلب دعما عاجلا    ملك البحرين أمام قمة التعاون الخليجي: ضرورة استكمال خطة السلام في غزة (فيديو)    مدرب تونس: طوينا صفحة الخسارة أمام سوريا وجاهزون لفلسطين    عاجل- رئيس الوزراء يهنئ منتخب مصر للكاراتيه على الإنجاز العالمي التاريخي    صلاح يبحث عن ضم سندرلاند لقائمة ضحاياه    محافظ الجيزة يتفقد مشروع تطوير حديقة الحيوان ويعاين المسارات المفتوحة لسير الزوار ورؤية الحيوانات بتصميم تفاعلي    بالأسماء.. «الصحة» تغلق 8 مراكز غير مرخصة لعلاج الإدمان في مدينة الشروق    احتفاءً بنجيب محفوظ.. معرض القاهرة للكتاب يطلق مسابقة فنية لإعادة تصميم أغلفة رواياته    هكذا أحيت ريهام عبدالغفور الذكرى الثانية لوفاة والدها    في عيد الكاريكاتير المصري الخامس.. معرض دولي يحتفي بالمتحف المصري الكبير    تحذير من انتشار «التسويق القذر»| أمين الفتوى يوضح مخاطره وأثره على الأخلاق والمجتمع    الكشف على 916 مواطنا ضمن قافلة طبية مجانية فى الإسماعيلية    مصر السلام.. إيديكس 2025.. رسائل القوة بقلم    هيئة البث الإسرائيلية: التصعيد العسكري ضد لبنان مسألة وقت    الأرصاد: استمرار انخفاض درجات الحرارة الملحوظ على مختلف أنحاء البلاد.. فيديو    الداخلية تضبط المتهمين بالاستعراض بتروسيكل    الداخلية تضبط سيدة توزع أموالا على الناخبين فى طهطا    دمشق: تأييد 123 دولة لقرار الجولان يعكس الدعم الكبير لسوريا الجديدة    حتى الآن.. 60 طعنا أمام الإدارية على نتيجة المرحلة الثانية لانتخابات النواب    السيدة انتصار السيسي تحتفي بيوم أصحاب الهمم: قلوب مليئة بالحب    مراسل إكسترا نيوز: 18 مرشحا يعودون للمنافسة فى الفيوم بعد قرار الإلغاء    سيميوني: سعيد بما قدمناه ضد برشلونة.. ولا أعرف كيف لم يفز رافينيا بالكرة الذهبية    بداية شهر رجب 1447 هجريًا... الحسابات الفلكية تكشف موعد ظهور الهلال    دونالد ترامب يحضر قرعة كأس العالم 2026    أطعمة تعالج الأنيميا للنساء، بسرعة وفي وقت قياسي    الصحة تعلن ضوابط حمل الأدوية أثناء السفر| قواعد إلزامية لتجنب أي مشكلات قانونية    لاول مرة فى مستشفي شبين الكوم بالمنوفية..استخراج ملعقة من بطن سيدة مسنة أنقذت حياتها    على رأسها رونالدو.. صراع مشتعل على جائزة مميزة ب جلوب سوكر    وزيرا التخطيط والمالية يناقشان محاور السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية    وزير قطاع الأعمال: الروابط الراسخة بين مصر والإمارات ركيزة أساسية للتنمية والاستثمار    الأمن يضبط قضايا إتجار فى العملات الأجنبية تتجاوز 3 ملايين جنيه    «مشوفتش رجالة في حياتي».. أبرز تصريحات زينة    ستوري بوت | لماذا احتفى الشعب المصري والعربي ب «دولة التلاوة»؟    هالاند: الوصول ل200 هدف في الدوري الإنجليزي؟ ولم لا    محافظ القاهرة يوجه بوضع خطة عاجلة لتطوير الحديقة اليابانية بحلوان    طلاب ثانية إعدادي يؤدون اختبار مادة العلوم لشهر نوفمبر بالقاهرة    مجلس حكماء المسلمين يشارك بجناح خاصٍّ في معرض العراق الدولي للكتاب 2025    موعد صلاة الظهر.... مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 3ديسمبر 2025 فى محافظة المنيا    وزير البترول والثروة المعدنية يستعرض إصلاحات قطاع التعدين ويبحث شراكات استثمارية جديدة    العربية للتصنيع توقع مذكرة تفاهم واتفاقية تعاون مع شركة "Sofema" الفرنسية في صيانة وعمرة محركات الطائرات    3 ديسمبر 2025.. أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور للجملة    محافظ الإسكندرية يتفقد لجان الاقتراع بدائرة الرمل    «غني بالمعادن ومضادات الأكسدة».. الفوائد الصحية للعنب    احتفاءً بأديب نوبل، القاهرة للكتاب والوطني للقراءة يطلقان مسابقة لإعادة تصميم أغلفة روايات محفوظ    «ميدوزا»: كفاءة عالية رغم سوء الأحوال الجوية    مركز المناخ يحذر من نوة قاسم: تقلبات جوية عنيفة وأمطار من الخميس حتى الاثنين    «الشؤون النيابية» تحيي اليوم العالمي لذوي الإعاقة: قيمة مضافة للعمل الوطني    الأمم المتحدة تعتمد قرارا يطالب إسرائيل بالانسحاب من الجولان وسط اعتراض أمريكي-إسرائيلي    مواعيد مباريات اليوم.. مهمة محلية لصلاح ومجموعة مصر في كأس العرب    الرئيس الكولومبي يحذر ترامب: مهاجمتنا تعني إعلان الحرب    دعاء صلاة الفجر اليوم.. فضائل عظيمة ونفحات ربانية تفتح أبواب الرزق والطمأنينة    «السيدة العجوز» تبلغ دور ال8 في كأس إيطاليا    «الوطنية للانتخابات»: إعادة 19 دائرة كانت قرارًا مسبقًا.. وتزايد وعي المواطن عزز مصداقية العملية الانتخابية    وكيل الأوقاف: المسابقة العالمية للقرآن الكريم حدث فريد يجمع الروحانية والتميز العلمي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يظنون أنه لن يقدر عليهم أحد
د. نصر فريد واصل : الإسلاميون وقعوا في الفخ.. وعليهم إنقاذ أنفسهم
نشر في أخبار اليوم يوم 06 - 04 - 2012


المفتى السابق خلال حواره مع أخبار اليوم
صدام الإخوان مع العسكري يهدد استقرار الأمة
أرفض العفو عن مبارك وأعوانه .. علي الدولة استرداد الأموال والأراضي المنهوبة
د. نصر فريد واصل.. مفتي الجمهورية السابق.. رجل دين من طراز فريد أثارت فتاواه جدلاً كبيراً وتسبب بعضها كما قيل في إقالته من منصبه، ورغم مرور فترة طويلة علي تركه لمنصب المفتي.. إلا أنه مازال يحتل مكانة كبيرة بين المصريين.
وباعتباره رمزاً من الرموز الإسلامية في مصر والعالم فقد واجهته »أخبار اليوم« بكل ما يثار علي الساحة المصرية حالياً خاصة بعد سيطرة التيار الإسلامي علي مقاليد الأمور بدءاً من البرلمان وحتي مقعد الرئاسة الذي يشهد صراعاً شرساً بعد ترشيح الإخوان المسلمين ل»خيرت الشاطر« ليخوض انتخابات الرئاسة التي ستجري أواخر مايو المقبل.
تحدث د. نصر فريد واصل بصراحته المعهودة وكشف العديد من المفاجآت وتحدث عن العديد من القضايا الخلافية وفي مقدمتها تطبيق الشريعة.
التفاصيل في الحوار التالي:
مضي علي الثورة 41 شهراً.. ولازال المواطنون في مصر يعانون أشد المعاناة.. والحال أسوأ مما كان قبل الثورة.. فما رأي فضيلتكم.. وشرع الله فيما يجري للمصريين الآن؟
أري أن الناس عانت الكبت والظلم لأكثر من نصف قرن وأخطر صور المعاناة كانت من ضياع الحقوق فيما بين العباد طوال فترة حكم الحزب الوطني الفاسد.. ومعاناتهم بسبب الطغيان وقسوة نظام مبارك الذي كان يختفي تحت خديعة دولة المؤسسات.. ولا أحد فوق القانون.. بينما الواقع انهم حولوا كل المصريين إلي عبيد للفئة الضالة من أعوان النظام الفاسد.. فتفشت المظالم كما لم يجر من قبل بين جميع المصريين لحساب هذه الفئة التي حكمت مصر.
لهذه الأسباب.. ارتكب أغلب المصريين جريمة وخطيئة في حق أنفسهم.. وفي حق الله.. لأنهم استكانوا واستسلموا لهذا الظلم والفساد المتفشي بفجور بينهم.. ولم يسارعوا بمواجهة هذا الظلم والفساد.. رغم ان مساجدنا كانت تكتظ بملايين المصلين خاصة في رمضان.. واكتفوا بالدعاء ليخلصهم الله.. ولم يأخذوا بالأسباب.. كما طالبهم الله بضرورة تحركهم لمواجهة الظلم.. وهذا ضد شرع الله ودينه الحق.. والآية الكريمة تطالبهم بذلك.. في قوله تعالي {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين..{ صدق الله العظيم.
ويؤكد د. واصل.. أن هذه الاستكانة والتفريط من قبل العباد في حقوقهم وحق الله.. وعدم ثقتهم بإيمانهم.. كانت بمثابة خطيئة كبري لشعب مصر ارتكبوها دون أن يدروا فحق عليهم عقاب الله.. وأدي إلي ما عانوه تحت ظلم نظام مبارك وحتي الآن.. حيث ضاعت بينهم الحقوق وغابت العدالة وفقدوا الحرية والتكافل.. ولازالوا يعانون لنقص ثقتهم بإيمانهم والثقة التامة في الله.. فلولا بعض المؤمنين الحق بيننا الآن برحمة من الله »مَنّ« الله عليهم بالإيمان والتقوي والمال الحلال ووظفوه في التكافل الاجتماعي بين العباد والفقراء لأكل الناس بعضهم ونحن في هذه الظروف الخطرة والصعبة.
سبب نجاح الثورة
ولكن جميع أهل مصر.. تحركوا لمواجهة فساد ظلم مبارك فلماذا.. تتزايد معاناتهم بعد نجاح الثورة.. وكأننا نعاني من لعنة؟!
أكد د. نصر فريد واصل.. أنهم بالفعل بدأوا قلة متفرقة استجابوا لدعوي الرجوع إلي الله.. وقاوموا ظلم مبارك وبعضهم شباب فاضل لجئوا للعمل السري فيما سمي طوال عهد مبارك بالجماعات الدينية وأغلبهم كان علي حق.. وتعرضوا للظلم الشديد ودخول السجون والمعتقلات.. حتي استجاب الله لدعاء شعب مصر كله عندما انضم إليهم طابور العاطلين الذين يضم أكثر من 8 ملايين شاب من خيرة شباب مصر ذاقوا الذل والهوان في البحث عن عمل حلال وسط فساد نظام مبارك.. أطباء ومهندسون وعلماء رأيتهم بعيني يعملون مبلطين وعمال بناء.. هؤلاء ظلوا في السنوات الأخيرة يشعلون جذوة الثورة مع فرق صغيرة من حركات كفاية وأبريل وغيرهما.
وعندما تحرك شباب مصر كله في 52 يناير.. انطلق الآباء والأمهات وشعب مصر كله وراءهم.. وبسبب وحدة الشعب.. والثقة بإيمانهم في الله.. بتطبيق قوله {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا} و{إن هذه أمتكم واحدة وأنا ربكم فاتقون..}. وأخلص المسلمون والأقباط في المساجد والكنائس لعبادة هذا الإله الواحد.. استجاب لدعائهم عندما اتحدوا وتحركوا جميعاً لمواجهة ظلم وفساد مبارك وأعوانه.. فكانت هذه المنحة الإلهية لشعب مصر كله أن يظلل ثورتهم في ميدان التحرير وجميع ميادين مصر.. وتنجح أعظم ثورات شعب مصر.
وكانت المعجزة.. انهم وهم عزل من أي سلاح.. بوحدتهم واعتصامهم بحبل الله.. انتصروا علي أقوي قوة عاتية في دول الشرق الأوسط.. سخرها علي مدي سنوات مبارك لحماية عرشه وفساده.. انهارت تحت أقدام الملايين الغاضبة في ثورة شعب مصر التي نجحت في مفاجأة للعالم كله وكان سر نجاحها.. الأخذ بأسباب الله.. وهو الوحدة والاعتصام بحبله.
هبة الله
ولكن شعب مصر الذي حقق هذه المعجزة.. يعاني الآن أشد مما قبل الثورة.. ولم يحصل علي ما يريده.. فما السبب؟
يؤكد د. واصل.. أن السبب الأساسي فيما يعانيه الجميع في مصر الآن هو أنهم كشعب ومسئولين تحت تأثير نشوة الانتصار بنجاح الثورة العظيمة.. نسوا بسرعة انها هبة من الله.. ونجاحها كان مكافأة من الله علي ثقتهم بإيمانهم بوحدتهم وباعتصامهم بحبل الله وليس بتخطيط مسبق.. وإنما نجحت ثورة شعب مصر بإرادة إلهية باركت هذه الثورة.. ولم يستمروا في وحدتهم تحت القيادة التي اختاروها وباركوها لتعبر بهم إلي بر الأمان وهي أبناؤنا الأبرار في القوات المسلحة.. وقادة المجلس العسكري.. فهؤلاء القادة وجيش مصر هم »الحسنة« الوحيدة تقريباً التي حصلنا عليها من نظام مبارك الفاسد.. وهؤلاء القادة الأفاضل.. تحملوا هذه المسئولية الصعبة المؤقتة.. في ظروف حرجة جداً.. لم يستعدوا لها.. وكان يجب أن نتوقع منهم أخطاء أثناء ممارستهم دورهم الغريب عليهم تماماً.. ولكن.. نرجع لنقول إننا نسينا هبة الله بسرعة وأطماع الدنيا فرقت وحدتنا.. ودخل الشقاق بيننا.. فاختلفنا حول وضع البرنامج الذي يوصلنا لثمرة الثورة بسرعة. وبدلاً من أن نحدد دستورنا أولاً الذي سيحدد طريقنا الجديد اخترنا طريقاً آخر.. أوصلنا إلي هذه المعاناة التي يعانيها جميع طوائف المصريين حالياً.
والإسلاميون يقعون في الفخ..!
وماذا تقول عن الإخوان المسلمين والسلفيين.. الذين ولأول مرة في شبه معجزة إلهية.. يحتلون مقاعد مجلس الشعب؟
يقول د. واصل: إنهم تقريباً يعانون نفس مشكلة شعب مصر.. فقد وقعوا في نشوة النصر.. وتناسوا أن الثورة هبة من الله ووقعوا في نفس الفخ..! برغم أن أغلبية طوائف الشعب صدقت وعودهم وخرج لأول مرة أكثر من 08٪ يختارون الإخوان والسلفيين بأغلبية ساحقة ليقودوهم في المستقبل بقوانين تحل مشكلاتهم وتحقق مطالب الثورة وشهدائنا.. فإن أداءهم بحسن نية بسبب عدم الخبرة.. لم يكن في مستوي طموح وأحلام ملايين شعب مصر.
وكل هذا أدي لفقدان الثقة بين الجميع.. فحدث الشقاق وتفرقت وحدة شعب مصر وحتي شباب الثورة الذين فجروا الشعلة لنجاح هذه الثورة العظيمة تفرقوا لأكثر من 541 فصيلاً.. واختلفوا فيما بينهم.. وأدي ذلك لنجاح أعوان النظام السابق المتربصين بهذه الثورة.
واستغل هؤلاء المتربصون.. أن شعب مصر خرج من القمقم وبعد أن تذوق طعم الحرية قرر ألا يعود مرة أخري أو يسمح لأحد بإعادته للقمقم.. ولكن مع ضعفهم بفرقتهم وتخيلهم عن وحدتهم تحت قيادة الجيش.. استتر المتربصون بقناع الثوار.. وراحوا يحفزون طوائف الشعب علي المطالبة جميعاً بحقوقهم التي نهبها منهم نظام مبارك علي مدي 03 سنة.. وبسبب الأمية التي نشرها بيننا نظام مبارك.. انساق وراءهم الجميع بحسن نية وخرجوا يطالبون جميعاً في وقت واحد بمطالب فئوية هي حق لهم أصيل ويعلمه يقيناً المسئولون حالياً ولكن الجميع علي جهل غير مقصود.. تخيلوا أن نجاح الثورة كأنها ليلة القدر ستحقق الأحلام في وقت واحد.. وستعيد الحقوق المنهوبة في وقت واحد.. وبالقطع والعقل هذا مستحيل.
سخرية من صنم الرئاسة!
هل من حق البسطاء أن يتدافعوا في طوابير مرشحي الرئاسة.. ليصيروا مرشحين لرئاسة الجمهورية؟
إن هذا شرعاً مقبول.. فمن حق أي فرد في الأمة أن يرشح نفسه للحصول علي حق الرئاسة.. ولكن فعلياً.. يجب ألا تكون بهذه الصورة الساخرة.. فقد صارت حقا يراد به باطل .. فما يجري حقيقة فيه شيء من السخرية.. ينفث فيه المصريون عن غضبهم من هذا المنصب الذي تسبب لهم في كل هذه المعانناة علي مر السنين.
ويضيف د. واصل: إن ما يجري نذكره بما فعله المسلمون الأوائل عندما هدموا الأصنام الالهة التي كانوا يعبدونها من دون الله قبل إسلامهم.. فالقهوجي والعامل والمتسولة.. وجميع الفئات التي تقدمت للترشيح للرئاسة يعلمون تماماً انهم لن يترشحوا ولكن ليتباهوا في الزمن القادم بين أقرانهم في القري والنجوع وبين الجيران بما فعلوه. وإن هذا من ثمرات ثورة يناير.
ولكني علي يقين.. أن الانتخابات القادمة للرئاسة ستنقي كل هذه الشوائب.. وما يجري الآن هو من حق العباد.. وسيبقي للتاريخ.
كانوا أقوياء
ما رأي د. واصل والشرع في تخلي الإخوان والإسلاميين عن وعدهم بترشيح رئيس.. ومحاولة مرشحي الرئاسة الحصول علي تأييدهم وخطب ودهم لضمان الفوز بمنصب الرئيس.. باعتبار الإسلاميين هم الأغلبية؟
أولاً.. الحنث بالوعود.. هي صفة أهل السياسة.. وليست من صفات أهل الدين.. والشعب الآن تعلم في مصر والمنطقة العربية كلها وأصبح الجميع يعرفون مقالب وفساد أغلب أهل السياسة. ولكنني أخشي علي العملية الانتخابية، من تأثير الآلة الإعلامية الرهيبة.. واستغلال فقر الناس والأمية والتأثير عليهم بالرشاوي الانتخابية وهي شرعاً.. خطيئة ومعصية مروعة تدخل الطرفين الراشي والمرتشي لتزييف إرادة الأمة في مشكلة كبيرة مع الله.
أما عن ادعاء الإسلاميين سواء الإخوان أو السلفيين.. بأنهم يملكون الأغلبية وانهم يملكون القوة بهذه الأغلبية من الشعب التي منحتهم أصواتهم.. فإنني أري أن هذا الادعاء بعد مرور 41 شهراً علي الثورة لم يعد حقيقيا.. فقد كان هذا في أول الثورة بالفعل وراءهم تعاطف شعبي جارف من الإخوان وغير الإخوان ومن غير الإسلاميين وكانوا قوة منظمة.. واستطاعوا باتحادهم مع شباب الثوورة وجميع طوائف الشعب حماية الثورة ونجاحها والقضاء علي النظام الفاسد بوحدة الجميع في فرقة واحدة.. أما الآن فقد تفرق الجميع.. وحتي التيارات الإسلامية دب فيها الشقاق بسبب ضعف النفس أحياناً.. وعدم نهيها عن الهوي وانسياقها وراء مصالح الدنيا أغلبهم يتخيل أو يروج انها ستوصل إلي تحقيق حلم يبحثون عنه لتحقيق أمر ديني أو إلهي.. ولكني أري أن أداء أغلبهم لم يكن جيداً.. وما لمسه الناس منهم تسبب في فقدان الثقة.. والناس أصبح عندها وعي كبير.. لذلك لا يستطيع الإسلاميون أن يدعوا انهم يملكون هذه القوة الطاغية التي كانت متوفرة لهم في بداية الثورة.
صفات الرئيس القادم
ما صفات رئيس مصر الصالح لمصر في هذه المرحلة العصيبة.. وماذا عليه أن يفعل ليفوز بهذا المنصب.. وبماذا تنصح؟
إن الصفات الشرعية هي المطلوبة أولاً.. وتعني أن يكون المرشح أو الرئيس مشهودا له بالإيمان والأمانة والصدق والإيثار والإخلاص في العمل.. وهذه صفات رئيس مصر القادم.. ولا أعتقد أن هناك اثنين يختلفون علي ذلك.
وعليه أن يقدم برنامج واضح.. فالشباب والمجتمع الآن في احتياج لهذا.. ولكي يفوز بهذا المنصب أؤكد له أن التنافس الآن سيكون حقيقياً ونصيحتي له ألا يعتمد فقط علي أن يخطب ود الإسلاميين.. بل يعتمد علي قدرته في إدارة شئون البلاد.. وثقته وإيمانه بنفسه وبالله.. وبأن التصويت هو الذي سيحسم هذا المنصب الذي في علم الله حتي الآن.. ويثق أنها في النهاية.. حسب قول الله تعالي {يؤتي الملك من يشاء.. وينزع الملك ممن يشاء}.
ويثق في قوله تعالي {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات.. ليستخلفنهم في الأرض} أما لا قدر الله لو حدث توافق كما يدعون فيما بينهم أو حدث تزوير.. فستكون هذه أيضاً بمشيئة الله لقدر وحكمة عنده.. والحاكم القادم سيراقبه الشعب كله.. ويحكمه الدستور الذي سنضعه.
مكافأة من الله
هل تري فضيلتكم.. تصاعد الإسلاميين في مصر ودول الربيع العربي مكافأة السماء علي كفاحهم لظلم الحكام؟.. وهل يقدرونها ويحافظون عليها الآن؟
نعم هي مكافأة لهم من السماء لأنهم منذ 08 عاماً يواجهون ظلم وطغيان الحكام والأنظمة الفاسدة.. والتاريخ يشهد أنهم بالفعل قد عانوا كثيراً في رحلة كفاحهم في سجون ومتعقلات هذه الأنظمة وذاقوا ألوان العذاب علي أيدي جلادي هؤلاء الطغاة.. لذلك أري أنها بالفعل مكافأة من الله لهم علي صبرهم.. وإيمانهم وثقتهم بالله طوال هذه الرحلة ولكن.. علي حد تعبير د. نصر فريد واصل.. عندما تولوا الأمور للأسف بعضهم حالياً نتيجة تصرفاتهم يبدو أنهم لم يقدروا هذه المكافأة والمنحة الإلهية حق قدرها.. فيجب أن يسارعوا بالعودة إلي الوحدة مع جميع طوائف الشعب.. وأن يوحدوا الأمة.. وينظروا إلي مصالح العباد والأمة حتي لا يستغلنا المتربصون بنا.. وهم كثيرون.
الطغاة والأعداء
البعض يري صعود الإسلاميين لتولي الأمور والسلطة في مصر والدول العربية.. سيكون وبالاً علي العالم.. هل هذا حقيقي؟
إن هذا الرأي خطأ.. وهذه هي الفزاعة التي استخدمها الحكام العملاء لستر طغيانهم وفسادهم وهي التي جعلت هذه الأنظمة الفاسدة تعمر وتستمر بالحكم طوال هذه السنوات.. وحتي دول الاستعمار.. وأمريكا وإسرائيل وأعداء الإسلام روجوا لهذه الفزاعة.. وإنه لا دين في السياسة.. وهذا خطأ.. واستمرار إفزاع الناس.. والعالم من حولنا من تحول مصر والدول العربية بعد تولي الإسلاميين أمور السلطة إلي دولة دينية ستكون خطراً علي العالم.. أمر خاطئ بالمرة.. ولا يقره الشرع.. فالإسلام عقيدة وشريعة دين ودنيا ومنه يتحقق الأمن والأمان والحكم الرشيد والشوري.. وجميع المعاملات ترتبط بالعقيدة والشريعة فتنصلح حياة العباد.. وتقوي الدول.
فالإسلام وحكمه ليس علي الإطلاق دولة دينية.. فنحن في كل دولة إسلامية.. لن يوحي للحاكم من السماء.. ولن نكون دولة كهنوتية.. فليس هذا في دولة الإسلام علي مر التاريخ منذ الخلفاء الراشدين.
ويضيف د. نصر: إن الدستور في ظل النظام السابق ينص علي اننا دولة إسلامية، والشريعة هي مصدرنا الرئيسي.. ولم نتحول إلي دولة دينية.. وياليتنا كنا تحولنا إلي دولة دينية بمفهوم الدولة الإسلامية الصحيح.. لما كان حال مصر صار إلي ما نعانيه الآن! إنما الذي حدث هو فصل الدين عن الدولة.. فتأله الحاكم.. وتنازل الشعب عن حقوقه التي تمنحها له الشريعة والدستور في مراقبة الحاكم.. ولم يواجهوا تفشي فساده وظلمه.. فطغي وتجبر وعندما أفاق الشعب بعد 03 سنة وعاد للحياة.. واجه الحاكم الظالم وفساده.. وجاهد أعظم جهاد في 81 يوماً من 52 يناير حتي 11 فبراير لأن »كلمة الحق عند سلطان جائر هي أفضل الجهاد« صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.
ويطالب د. نصر بتطبيق الشريعة بعقيدة وإيمان.. وهي التي ستؤمن شعب مصر مسلمين وأقباطا.. ويطالب الليبراليين بألا يواجهوا هذا النداء.. فعمر بن الخطاب أمن نفسه وشعبه بهذا الطريق.. ويطمئنهم بأن الدستور سيردع تصرفات الاسلاميين أو غير الاسلاميين.. ويقظة الشعب وقوته الموحدة ستردع أي حاكم إخوان مسلمين أو غيره.. لأن الناس فاقت من الغيبوبة.
ويؤكد أن هذا سيحقق قوة الأمة التي يخشاها أعداؤنا.. ويري أن تصاعد الاسلاميين بتوحدهم مع الشعب بطوائفه وثقتهم بأنفسهم سيحققون الخير للأمة.. ويوفرون الدولة القوية التي تقلق الأعداء من حولنا عندما نحقق قوله تعالي: {وأعدوا لهم ما استطعتهم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم صدق الله العظيم.
لا للخلاف مع العسكري
ما رأي فضيلتكم في الخلاف المتفجر بين الإخوان والمجلس العسكري من خلال بياناتهم التي يتوعدون فيها بعضهم البعض؟
إن حالة مصر الاستثنائية التي تمر بها الآن تحتاج من الجميع السياسة والحكمة والتوحد بدون خلافات تؤدي إلي شق وحدة الصف.. وأعتقد علي حد تعبيره أنه علي الطرفين الآن التوحد فوراً كفرض عين.. لأن تنازعهم وصدامهم فشل للثورة.. وتهديد للعباد والأمة.. واختلافهم عطلنا 41 شهراً عن تحقيق أحلام الثورة.. وآمال الشهداء.
ويطمئن فضيلته أهل مصر.. أنه بقربه من الأحداث يعتقد أن هذا الصدام والصراع المتفجر بين الإخوان المسلمين والمجلس العسكري لا تزيد عن خلاف ودي في وجهات نظر وليس خلافاً جوهرياً حقيقياً.. وأنه علي يقين من أن الطرفين علي قدر المسئولية التي حملها لهم أهل مصر للعبور إلي بر الأمان لتحقيق جميع أهداف الثورة.
التحالف مع إيران وتركيا
ماذا تري في سعي تركيا وإيران للتحالف مع مصر بعد الثورة.. هل يزيدها قوة.. خاصة بعد تخاذل ومؤامرات بعض الدول علي ثورة مصر؟
يؤكد فضيلته أنه في ظل النظام الفاسد.. طالب بهذا التحالف وأصدر دراسة حول الاستثمار وسوق عربية وإسلامية مشتركة وأفتيت فيها بأن نطاق التواصل في الإنتاج والاستثمار بين العرب وباقي الدول الإسلامية في العالم ومنها إيران هو فرض عين علي كل مسلم أوجبه الله.. ودللت علي ذلك بالحجج الشرعية في المعاملات المالية والاقتصادية.
وأكد أن هذا التحالف بلا شك سيوحد أمة محمد صلي الله عليه وسلم في أنحاء العالم.. وسيحول دول المنطقة إلي قوي عالمية لا يستهان بها.. وبه يتحقق قوله تعالي {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} صدق الله العظيم.
وهذا التحالف يرهب بالفعل عدو الله وعدوكم.. لأن بعضها دول مثل إيران.. وماليزيا وباكستان وتركيا متقدمة عن مصر كثيراً في التكنولوجيا والصناعة.. ولابد من التقارب معهم بأي صورة لتزيد مصر قوة بعد الثورة وأتمني أن يحدث هذا بين جميع الدول العربية وهذه الدول الإسلامية.
استسلام وليس سلاما
وماذا تري عن موقف وتعامل مصر ودول الربيع مع أمريكا وإسرائيل بعد نجاح ثورات الشعوب؟
نبني قوتنا أولاً.. ثم نتعامل مع هؤلاء بما يمليه علينا شرع الله.. إن جنحوا للسلم فاجنح لها.. وإلي أن نبني قوتنا.. نتعامل معهم بحذر شديد.. ولا نفتح معهم أي جبهات.. وبعد ذلك نراجع اتفاقاتنا معهم التي وقعها معهم النظام الفاسد لمبارك.. وهو وغيره ممن سبقه من عملاء، كانوا كنوزاً للأعداء فوق عروشهم.. والآن إرادتنا بأيدينا.. فنعيد حساباتنا وفقاً للضرر والنفع.. وما كان صالحاً يبقي وما نراه طالحاً نلغيه.. فإسلامنا دين سلام.. وليس دين حرب. ولكن هذا السلام مبني علي قوتنا.. وإنما السلام الذي عشنا فيه 03 عاماً مع إسرائيل في ظل نظام مبارك كان ضعفاً واستسلاماً وإذلالاً.. ولم يكن أبداً سلاماً.
حد الحرابة
وماذا تري عن بعض مشروعات القوانين التي تقلق البعض مثل حد الحرابة.. وهل حالتنا الآن في احتياج لها؟
الحدود هي حق الله.. وهي كناية عن حق المجتمع وليست حقا شخصيا وشرعها الله.. في حد الحرابة عندما يهدد المجتمع ما يؤدي لتدميره وترويع العباد.. وتطبيقه واجب لحفظ المجتمع وأمنه.. ولذلك جعله الله في الضرورات القصوي التي تحتاج إلي ردع.
ولكن.. لابد عند تطبيقه.. أن نهييء المجتمع لتطبيق هذا الحد.. بتوفير الأمان والأمن له أولاً.. وتوفير الطعام والشراب وكل ما يحتاجه المواطن.. وعندما نحقق كل ذلك.. ويخرج أحداً ليحارب المجتمع يصبح مثل خلية السرطان.. ولابد من استئصاله.
ويري أن الشرع يطالبنا أن نحتوي هذا المحارب الذي سيهدد المجتمع قبل أن يصل إلي هذه الدرجة وهذه العقوبة.. بدليل.. أنمن تاب قبل أن نقدر عليه وسلم سلاحه قبل أن تقبض عليه الشرطة.. فلا يطبق عليه حد الحرابة. وتطبق عليه العقوبة الشخصية إذا كانت قتل مثلاً فيكون دم بدم أو دية.
وأكد أنه رغم المخاطر التي تهدد المجتمع الآن فلا يؤيد ولا يطالب بتطبيق حد الحرابة.. والناس فاهمة خطأ.. ولكننا نطالب بتغليظ العقوبة الحالية وفوراً بما يتناسب مع مصالح المجتمع مثل مجرمي السوق السوداء في البنزين والبوتاجاز والسولار.
ويؤكد.. ويطالب المسئولين والحكومة باحتواء الهاربين من السجون حتي الآن.. وهم بالآلاف وراء تهديد مصالح المجتمع ويروعون الآمنين.. علي الشعب والحكومة دعوتهم بالأمان.. ويعرض عليهم تسليم أنفسهم.. ولهم الحق في الحياة بعد أن يسددوا حق المجتمع عن جرائمهم ونتعاون لاستيعابهم.
وأكد.. أنه لا يوافق شرعاً علي قانون العفو عن نزلاء طرة وأعوان النظام السابق لأن أصحاب الحقوق لابد لهم من الحصول عليها.. ويجب أن تأخذ العدالة مجراها وردع من أفسد.. وهناك فرق بين المستثمر أو التاجر عندما يفسد.. وبين الحاكم والمسئولين..، فتطبيق القانون العفو علي هؤلاء وأعوانهم هو جريمة في حق الشعب.. أمثال أحمد عز في السلطة وحسين سالم سخر السلطة.. فكلاهما لا يجوز التصالح أو العفو معهم.. بل يجب عقابهم ومصادرة ما استولوا عليه من أراض وأموال.. وكذلك أعوان النظام من المستثمرين يجب استعادة جميع الأراضي التي نهبوها بسبب علاقتهم بفساد السلطة.. ونرد إليهم ما دفعوه من مقدمات واسترداد هذه الأراضي.. لأنها ملك الدولة وحق الأجيال القادمة وهذا ليس تأميماً بل استعادة هذه الحقوق ممن استولوا عليها بلا حقوق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.