ما يحدث. وما حدث في مصر خلال الأيام الماضية. وما سيحدث اليوم. يؤكد أن مصر في خطر. إن ما يحدث الآن في مصر يستدعي كل القوي الوطنية لكي تتكاتف من أجل إنقاذ الثورة. وبالتالي إنقاذ مصر والحفاظ علي كل ما حققه المصريون منذ قيام ثورة "25 يناير". استطاعت كل القوي الوطنية في مصر أن تنجح هذه الثورة التي شاركت فيها كل أطياف المجتمع المصري. فقد خرجت كل قوي الشعب المصري وتكاتفت من أجل إسقاط ديكتاتورية مبارك. ولكن رغم جهود القوي الثورية في مصر. ظلت بيننا عناصر تمسكت بأساليبها القديمة وحاولت استغلال كل الأموال التي نهبت لتمويل البلطجية والفلول في إصرار وعناد حتي يحققوا حلمهم في عودة الديكتاتورية. وعودة كل المرتشين لتحريض رجالهم من أجل عرقلة مسيرة الثورة المصرية التي أذهلت العالم كله. اليوم لابد أن يتأكد كل مصري أن مصر الآن في خطر وأن الثورة التي روتها دماء الشهداء أصبحت مهددة بالفشل والعودة إلي عهود الطغيان. إن ما يحدث الآن في مصر يمثل انتفاضة لفلول نظام مبارك. مع مرور الأيام بدأت الفلول تتسلل إلي كل مناحي الحياة في مصر بعد أن انضم إليها عدد كبير من أعداء الثورة وأعداء مصر المنتشرين في كل مناحي الحياة المصرية والتي وصلت إلي مؤسسات مصرية عريقة نزلت من عليائها من أجل تحقيق مكاسب مادية ومناصب تؤكد وجودها في المجتمع المصري وتعرقل مسار الثورة المصرية. إن من يري ما حدث ويحدث في ميدان التحرير الآن لابد أن يشعر بالخطر.. هذه الأخطار بدأت مع ادعائهم بالاحتفال بذكري شهداء شارع محمد محمود وغيرهم. ولكن من زار ميدان التحرير وشوارع قصر العيني ومحمد محمود لابد أن يشعر بالخطر. فالاحتفالات التي احتلت ميدان التحرير والشوارع المحيطة أكدت لكل من له عينين أن ما يحدث هو مؤامرة علي مصر وليست احتفالاً بذكري الشهداء. لا أعرف هل هي مصادفة أم هي ترتيب وتنسيق لتزامن تلك التظاهرات العنيفة مع الإعلان عن القرارات الدستورية من جانب الرئيس محمد مرسي.. فعندما أعلن الرئيس عن قراراته التي أثارت الغضب كانت جماهير التحرير ومحمد محمود متواجدة في الميدان والتي حولته إلي تظاهرة ضد الرئيس وقراراته. قد يكون الرئيس مرسي قد تسرع في إعلان تلك القرارات. وقد يكون معاونوه ومستشاروه هم من ورطوه في إعلان تلك القرارات في ذلك الوقت المشحون بالمشاكل المتعددة. ذلك في تواجد المتظاهرين في الميادين بمناسبة الاحتفال بذكري الشهداء.. وإن كنت متأكداً أن ذلك التوقيت المتزامن مع قرارات الرئيس والمشاجرات في ميادين التحرير وشوارع قصر العيني ومجلس الشعب.. فتواجد الجماهير ملأ المتظاهرين بالاحتقان. بالنسبة لي فإنني رغم احترامي الشديد للدكتور محمد مرسي. فإنني أنتقد تسرع الرئيس لاتخاذه بعض القرارات في الأوقات غير المناسبة.. إن تراجع الرئيس إرضاءً للجماهير في أكثر من أزمة أعطي الفرصة لأعدائه وأعداء مصر لانتقاده. ومحاولة وصفه بالتردد وعدم القدرة علي اتخاذ القرار وأن الذين يسيرونه هم العاملون معه. والذين تنقصهم الخبرة السياسية. رغم كل ذلك فأنا أقدر الدكتور مرسي وأرجوه أن يدقق في قراراته قبل إذاعتها علي الجماهير. إن التركة التي حملها الدكتور مرسي ثقيلة لأن الثورة التي حدثت في مصر لا تستطيع أن تغير كل شيء في مصر خلال فترة قصيرة.. والكل في مصر يعلم أن كل الفلول وأعداء الثورة متواجدون حتي بعد الثورة في أمكانهم وهم لم يتغيروا بعد الثورة. بل إنهم هم من يسيرون مصر حتي الآن وفي نفس الطريق الذي ورثوه عن حسني مبارك. إنني إلي جانب الدكتور مرسي في معركته مع القضاء فنحن مازلنا نتذكر قضية الأجانب الذين خرجوا بواسطة أحكام قضائية متسرعة شوهت صورة القضاء المصري. إنني أيضاً مع كل من يطالبون بإقالة النائب العام السابق. فإذا كان الدكتور مرسي قد أقاله من منصبه. فذلك لأن الجماهير هتفت ضده في أكثر من مناسبة خاصة بعد سلسلة أحكام البراءة لكل من اشتركوا في قتل المتظاهرين في ميدان التحرير وغيره من الشوارع والميادين. قد يكون الدكتور مرسي قد تعجل في عدد من قراراته وليسمح لنا الدكتور مرسي بأن نطالبه بعدم الاستعجال في اتخاذ القرارات وننصحه بالتدقيق في نصائح مستشاريه الذين ورطوه في أكثر من مناسبة. ونحن مع مصلحت ومصلحة مصر. نطالب الرئيس مرسي بعدم الاستعجال في إصدار القرارات المصيرية حتي لا يتخذ أعداؤه وأعداء مصر أي خطأ صغير لتكبيره في محاولة لإحراج الرئيس. إن خروج بعض رموز السياسيين في مصر والذين كان من بينهم مرشحو الرئاسة إلي الميادين والاندماج مع المتظاهرين الذين جمعوهم وأغدقوا عليهم بالأموال. يحاولون انتهاز الفرصة للقفز علي منصب الرئاسة. إنني من خلال متابعتي لما يحدث في ميدان التحرير وخاصة توافد كل الطامعين للمناصب السيادية أشعر برائحة الخيانة ليس للرئيس مرسي فقط ولكن الخيانة للشعب الذي استغلوا فقره وجهله ليخرجوه إلي الميادين بعد الإغداق عليهم بالأموال. إنني أتساءل كلما جلست أمام شاشات التليفزيون أراقب الهتافات وأراقب الأسلحة وأراقب الخيام المنصوبة وأنا في دهشة: من الذي يمول كل ما يحدث في التحرير.. من الذي دفع أثمان الخيام المنصوبة.. ومن الذي يوفر الطعام والشراب للمتواجدين ليل نهار في الميدان.. ومن الذي يمول لشراء الشماريخ والصواريخ والأسلحة بكل أنواعها من الخرطوش إلي القنابل الحارقة وجميع أنواع الأسلحة.. ومن الذي يغري أطفال المدارس للتجمع في الميدان وإذا قتل واحد منهم تاجروا به واتخذوه سبوبة لمخططاتهم في تشويه الثورة. نطالبك يا سيادة الرئيس أن تحقن دماء المصريين وألا تعطي الفرصة لطلاب الشهرة بإلغاء قراراتك التي نعرف أنها اتخذت بحسن نية من أجل السيطرة علي الانفلات في نواحي الحياة في مصر. نطالبك بأن تلغي تلك القرارات الآن.. لأن أي اشتباكات بين المتظاهرين لابد أن تتحول إلي معارك دامية فلا نحن ولا أنت يمكن أن نوافق علي ذلك.. وإذا حققت تلك المطالب وهدأت الأمور تكون قد أنقذت مصر من حرب أهلية لا يعرف نتائجها إلا الله.