الفلول ومؤيدو شفيق بالميدان.. ومليونية جديدة الجمعة القادمة.. وانتقال الاشتباكات إلى كورنيش النيل.. والعليمى يعلن الاعتصام.. وخالد يوسف يدعو لعصيان مدنى.. وحمزاوى: شرعية مرسى سقطت.. احتشد بميدان التحرير أمس الثلاثاء الآلاف من المتظاهرين للمشاركة فى مليونية "للثورة شعب يحميها"، التى دعت إليها بعض الحركات والقوى الثورية رفضًا للإعلان الدستورى المكمل الجديد، الذى أصدره الرئيس محمد مرسى، والمطالبة بحل الجمعية التأسيسية وإعادة تشكيلها بتوافق وطنى، وإقالة حكومة الدكتور هشام قنديل وتطهير وزارة الداخلية. وتعالت الهتافات داخل الميدان منها: "الشعب يريد إسقاط النظام" و"عيش حرية عدالة اجتماعية" و"ياحرية فينك فينك مرسى بينا وبينك" و"الشعب يريد إسقاط مرسى" و"إنت فاكر نفسك إيه احنا الثورة يا سعادة البيه".. و"ولا فلول ولا إخوان الشرعية فى الميدان".."مرشد ما يحكمش الثورة لازم تمشي". وأعلن منصة التيار الشعبى فى ميدان التحرير عن تنظيم مليونية جديدة يوم الجمعة القادم والاعتصام حتى إلغاء الإعلان الدستوري. فيما قال أحمد خيرى، المتحدث الرسمى باسم حزب المصريين الأحرار، إن الحزب مستمر فى اعتصامه بميدان التحرير ضمن القوى المشاركة فى جبهة الإنقاذ الوطنى التى يقودها الدكتور محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور، مهددًا برفع سقف المطالب إذا لم يتم إلغاء الإعلان الدستوري. ورصدت "المصريون" أن المشاركين فى مليونية أمس أغلبهم من متظاهرى المنصة ومؤيدى أحمد شفيق ومؤيدى المجلس العسكرى وحركة آسفين ياريس وفلول الحزب الوطنى المنحل، علاوة على بعض الشخصيات السياسية والعامة مثل الدكتور عمار على حسن والدكتور مصطفى السيد. وقال حمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبي، خلال كلمته فى ميدان التحرير أثناء مشاركته فى مليونية "للثورة شعب يحميها" إن الثورة العظيمة التى بدأت من ميدان التحرير هى سبب وجودنا اليوم فى الميدان وأن الثورة من أهم أهدافها عيش حرية عدالة اجتماعية، مشددًا على ضرورة استكمال الثورة من أجل تلك الأهداف الهامة والأساسية للشعب والوطن. وأكد صباحى أننا جئنا اليوم من أجل إسقاط الإعلان الدستورى، لأنه لا يتفق مع المبادئ التى قامت من أجلها الثورة ولا يتفق مع الأسس الديمقراطية، وأن الشعب هو صاحب القرار وعلينا أن نستمر فى العمل الجماعى السلمى الثورى. وأشار صباحى إلى أن الجبهة الوطنية صوت لكل المصريين وتعبير عن إرادة الشعب وأن المصريين جميعًا يد واحدة من أجل إسقاط الديكتاتور. ووجه الدكتور عمرو حمزاوى، رئيس حزب مصر الحرية من أعلى منصة ميدان التحرير أربع رسائل، أولها إلى جماعة الإخوان المسلمين: "مصر ليست تركة أحد وأن مصر لكل المصريين ولا أحد يطغى عليها من أى فصيل أو جماعة"، والثانية للرئيس: "شرعيتك سقطت بإعلانك الدستورى ولا نقبل بديكتاتور جديد وأن مستشاريك قد خانوك"، والثالثة للمتظاهرين: "إن حقوق الشهداء لن تضيع هدرًا والكل فى الميدان يد واحدة من أجل إسقاط النظام"، والرسالة الرابعة والأخيرة "لابد من الاستعداد لدفع الحرية بدمائنا". وأكد الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية، أن الثورة مستمرة ضد الطغيان، محملاً جماعة الإخوان المسلمين ضياع سنتين على الشعب المصرى بسبب الصفقات التى عقدوها مع المجلس العسكرى والأمريكان، زاعمًا أن الرئيس مرسى حاكم لجماعته وحزبه فقط وليس رئيس كل المصريين، وردد قائلا: "على مرسى التراجع عن الإعلان الديكتاتورى لأننا لن نقبله أبدا". وأشار زهران إلى أن المتواجدين فى الميدان حوالى 2 مليون بجانب متظاهرى المحافظات، وليس كما يشاع البعض، مؤكدًا أن الإخوان والسلفيين لن يحصلوا على 10%من الأصوات فى الانتخابات القادمة، خاصة بعد أن خاطب الرئيس مرسى أنصاره أمام قصر الاتحادية ولم يخاطب شعبه، معتبرًا هذا خطأ كبير ارتكبه فى حق شعبه. وأعلن زياد العليمى عضو مجلس الشعب المنحل، عن اعتصامه داخل ميدان التحرير حتى إسقاط الإعلان الدستورى، مؤكدًا أن مرسى الوجه الآخر للرئيس المخلوع مبارك، ولكن بإتيكيه "الذقن"، مؤكدًا أننا قمنا بثورة من أجل اقتلاع النظام السابق ولكن جاء مرسى ليعيد نظامه مرة أخرى ولكن بذقن. فيما دعا المخرج خالد يوسف الشعب المصرى إلى العصيان المدنى حتى إسقاط الإعلان الدستورى، مطالبًا بحرق العلم الأمريكى والإسرائيلى بميدان التحرير. ورصدت "المصريون" انتشارًا كاملاً من اللجان الشعبية والتى انتشرت منذ الأيام الأولى من الاعتصام للسيطرة على تأمين مداخل ومخارج الميدان، حيث أغلقت مدخل ميدان التحرير من ناحية المتحف المصرى واتجاه شارع قصر العيني، أمام الجهة المخصصة لمنصته حيث تم وضع الحواجز والكشف عن بطاقة الهوية ومنع دخول السيارات. ونظم العشرات من شباب الأولتراس وقفة احتجاجية أمام شارع محمد محمود، للمطالبة للقصاص للشهداء ومحاكمة القتلة، ورفعوا علم مصر يبلغ طوله 15 مترًا وطافوا به ميدان التحرير، مرددين هتافات "ارحل يا مرسى"، "يسقط يسقط حكم المرشد". وعلى الجانب الآخر، انتشر الباعة الجائلون وبائعو الأطعمة فى أرجاء الميدان، ونصب أكشاك الشاى المتحركة وزجاجات المياه والسجائر، كذلك تواجد ما يقرب من 30 عربة إسعاف فى شارع طلعت حرب وعمر مكرم، لإجراء الإسعافات الأولية للمصابين ونقلهم إلى المستشفيات القريبة من الميدان. وقام المسئولون عن المنصة الوحيدة بالميدان بعرض شاشة كبيرة وتجمع العشرات أمام المنصة لمشاهدة بعض الفيديوهات والأفلام الوثائقية وقامت بعرض كلمات للشاعر "محمد سعيد" اسمع فى دولتنا المصرى إن مات شهيد هيقوم مية شهيد "انتهى زمن الخرص "اتتهى زمن العبيد"، كما تم عرض بعض الفيديوهات التى توضح انتهاكات المجلس العسكرى وأحداث بورسعيد. كما تم عرض لقطات فيديو لقوات الجيش وهى تقتحم ميدان التحرير أثناء اعتصام مجلس الوزراء وقيام قوات الشرطة العسكرية بسحل الفتاة ولقطات لأحداث شارع محمد محمود وإصابة الدكتور أحمد حرارة وعرض بعض أغانى أم كلثوم الوطنية وإطلاق الألعاب النارية. وطافت مسيرة تضم مئات المتظاهرين ميدان التحرير، للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس مرسى، واصفين إياه بأنه نظام فاشل أصدر إعلاناً دستورياً غير شرعي، مرددين هتافات: "الشعب يريد محاكمة الرئيس" و"الشعب يرفض قرار الرئيس".. "يابلتاجى قول لبديع دى ثورتنا ومش هضيع".. "مدنية مدنية مش عاوزينها وهابية".. و"بيع بيع الثورة يابديع". وعلى جانب آخر، شهد ميدان سيمون بوليفار تجدد الاشتباكات بين الحين والآخر بين قوات الأمن والمتظاهرين، الذين قاموا باستفزاز قوات الأمن المكلفة بتأمين السفارة الأمريكية بإلقاء المولوتوف والحجارة على الجنود، ما أدى إلى إطلاق الغازات المسيلة للدموع وطلقات الصوت ناحية المتظاهرين، ومطاردة المتظاهرين داخل شارع عمر مكرم، وفى الوقت ذاته أصيب العديد من المتظاهرين بحالات إغماء واختناقات نتيجة كثافة الغازات. وفى الساعة الثانية بعد منتصف الليل، انتشر عمال شركة الخدمات البيئة وأبدوا استياءهم من كثرة القمامة الموجود فى الميدان بسبب الباعة الجائلين. وفى تمام الساعة 2.30 صباحًا شهد الاعتصام حالة من الفزع والذعر بعدما استغاثت اللجان الشعبية بمكبرات الصوت بعدد من المعتصمين، وبأن البوابات تحتاج إلى تأمين فظن البعض أن هناك بلطجية قادمين إلى الاعتصام. وفى حوالى الساعة الرابعة، دفعت قوات الأمن المتواجدة فى محيط السفارة الأمريكية بسيارتين مصفحتين نحو شارع عمر مكرم، وقامت بإطلاق الغازات المسيلة بكثافة على المتظاهرين، الذين قاموا بقذفها بعدد من زجاجات المولوتوف والحجارة. ومع قرب أذان الفجر، توقفت المنصة الرئيسية عن ترديد الهتافات وانخفضت أعداد المتظاهرين فى ميدان التحرير، وسادت حالة من الهدوء داخل أجواء الميدان، وانصرف المتظاهرون إلى منازلهم بعد قضاء يوم شاق من الهتافات، فيما قام عدد من الشباب بإشعال النيران فى بعض الأخشاب للتدفئة من برودة الجو. وفى الساعة السادسة إلا ربع من صباح اليوم الأربعاء، احتشد العشرات من المتظاهرين أعلى كوبرى قصر النيل، وذلك بعد انتقال الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين إلى شارع كورنيش النيل، وقام المتظاهرون بقذف قوات الأمن المتواجدة فى محيط السفارة الأمريكية من ناحية الكورنيش بالحجارة، ردًا على إلقاء قوات الأمن بالعديد من القنابل المسيلة للدموع التى وصلت حتى أعلى كوبرى قصر النيل، الذى شهد حالة ارتباك مروري.