حدائق الشيطان.. قصر المنتزه سابقاً لم يعلم الملك بأنه بناها للتحول في يوم من الأيام الي وكر لرموز الفساد وللمحاسيب.. وحتي قصري السلاملك والحرملك لم يضع حولهما حواجز حديدية ولكن كبار المسئولين في النظام القديم السابق سواء كانوا من الوزراء أو المحافظين أو رجال الأعمال كل منهم استقطع لنفسه قطعة أرض وقام بتسويرها وحولها "عزبة خاصة لنفسه" وحرم الشعب من ممتلكاته.. ولم يتركوا مساحة أو موقع بداخل الحدائق إلا وكان لهم فيه نصيب.. وتحولت الحدائق الي مستعمرات خاصة للوزراء والمحافظين ورجال الأعمال والشلل. المفاجأة ومن المفاجآت أنه عقب قيام ثورة 25 يناير تقدم العديد من الأشخاص ببلاغات لنيابة الأموال العامة ضد هؤلاء المنتفعين وضد الفساد الذي حول تلك الحدائق الي "بؤر" ومرتع لهؤلاء وما كان من نيابة الأموال العامة إلا ان فتحت ملف "حدائق الشيطان" بالكامل بداية من جميع العقود التي تم تحريرها وخاصة للعقود المتعلقة بالفنادق والكافتريات والمطاعم وغيرها من العقود. واقتربت "الجمهورية" من بعض صفحات ملف الفساد بالمنتزه وأيضاً استمعت لرأي من يهمهم الأمر وغير راضون عن أحوال أهم بقعة وأجمل موقع بالاسكندرية. في البداية قال الكاتب الروائي السكندري سعيد سالم انني حزين علي ما وصل اليه حال حدائق قصر المنتزه التي تغيرت تماماً بعد ان استولي عليها رموز الفساد واحتلوها وكان العدد قليلاً وظل يتزايد تدريجياً إلي ان تحولت الي مستعمرة للوزراء والمحافظين ورجال الأعمال وشلل وعصابات المنتفعين من النظام السابق لدرجة ان هناك طرق قد أغلقت بقواطع حديدية بعرض الشارع وفي منتصفها بحيث يحجز كل صاحب شاليه لنفسه وأمام كابينته وخلفها منطقة شاسعة ممنوع المرور فيها. وأضاف بأن الملك فاروق نفسه لم يضع حواجز أمام قصريه السلاملك والحرملك بل في بعض الاحيان كان يسهر مع عامة الشعب في تلك الحدائق. فينسيا الشرق سرقوها أما المهندس ياسر سيف رئيس جبهة انقاذ الاسكندرية فقال لقد تحولت حدائق المنتزه الي قطاع خاص بدون ضواب خاص بالمحاسيب فالشاليهات والكبائن في الأماكن المتميزة تم تخصيصها وبيعها للوزراء والمسئولين من النظام السابق وبأسعار زهيدة وبعض رجال الأعمال استولوا علي معظم كبائن المنتزه وكذلك الشاليهات وقاموا بتسويرها والبناء علي صخور البحر واقتطعوا أجزاء كبيرة منه وأضافوها لهم مثل ما حدث أمام الفنار وأصبحت الحوائط الأسمنتية الضخمة بدون أي موافقات عليها.. ولقد قام معظم هؤلاء ببيع تلك الشاليهات عقب قام الثورة خشية من المساءلة. وأضاف بأن هناك نظام التايم شير قام هؤلاء المنتفعون باستخدامه. ولعبة الكارينهات ولم يكتف هؤلاء الفاسدون باستغلال الحدائق لأقصي حد ممكن بل حتي كارينهات دخول المنتزه تاجروا فيها ووصل سعر الكارنيه الي 300 جنيه ويتحصل كل واحد منهم علي أكثر من 50 كارنيهاً بطريقته الخاصة ونفوذه. واليخوت لوثت الخليج ومن المؤلم أيضاً أن خليج المنتزه تلوث بالزيوت من أحد الأندية حيث تقف مجموعة من اليخوت والمراكز الخاصة برجال الأعمال والوزراء السابقين وتبث بسمومها في مياه الخليج دون مراعاة لقانون البيئة. وفي النهاية إن الملف ضخم أمام نيابة الأموال العامة التي تفحصه بدقة حتي تعود حدائق المنتزه لسابق عهدها وتطهر من كل أنواع الفساد واستغلال النفوذ.