لم تعد مشاكل السكة الحديد تقتصر علي فوضي المزلقانات أو تهالك العربات والجرارات أو الاستيلاء علي مخصصات الهيئة وأصولها القضبان تحولت إلي مقالب قمامة بعلم المسئولين بعد أن منعت المحليات متعهدي النظافة في القري من إلقاء المخلفات علي الطرق وهددتهم بتحرير محاضر وفسخ العقود فلم يجدوا أمامهم سوي شريط السكك الحديدية الذي لا يجد من يحميه أو يحرسه فبدأوا في تفريغ العربات الكارو والجرارات الزراعية المحملة بتلك المخلفات علي الشريط غير مبالين بالمشاكل المتوقعة من إشعال الحرائق اثناء مرور القطارات مسرعة مما يهدد بكارثة لن تقل عن مأساة قطار الصعيد. ففي منطقة بشتيل التابعة لمحافظة الجيزة اكتظت الشوارع بالقمامة ومخلفات المباني ولم يجد الأهالي متعهدي القمامة سوي حرم السكة الحديد الذي لا تشرف عليه المحليات وقاموا بتفريغ المحتويات عليه حتي ارتفعت تلال القمامة لأكثر من ثلاثة أمتار وأصبحت الوسيلة الوحيدة للقضاء علي تلك التلال حرقها بشكل يومي مما جعل المخاطر تزداد بصورة كبيرة علي قطارات الوجه القبلي من وإلي القاهرة. عمال النظافة اختفوا محمد إبراهيم "صاحب محل بقالة" يقول عمال النظافة اختفوا تماما من المنطقة لم نرهم منذ أكثر من شهر تقريبا ولم تدخل سيارة النظافة الشارع حتي أصبح الوضع لا يطاق فالقمامة تتراكم وتتزايد يوما عن يوم والغريب أنه يتم سداد رسوم النظافة شهريا مع فواتير الكهرباء بدون مقابل فالخدمة متوقفة ولا أدري سببا وراء تدهور حالة النظافة بالمنطقة بعد أن كانت شبه ممتازة وكان عمال الشركة يمرون بشكل يومي حيث يلجأ الأهالي إلي حمل أكياس المخلفات وإلقائها علي شريط السكة الحديد وبعدها تشتعل الحرائق للتخلص من تلك المخلفات والتي يتم بسببها استدعاء المطافي في بعض الاحيان قبل أن تتسلل إلي القطارات. أما سعاد منصور ربة منزل فتقول إنها تدفع ثمن جمع القمامة مرتين حيث يتم تحصيل 5 جنيهات شهريا علي ايصال الكهرباء نظير قيام عمال شركات النظافة لجمع القمامة. كما يتم تحصيل 5 جنيهات في نفس الشهر لعامل القمامة الذي يتعامل معه الأهالي بعد تراجع شركات النظافة في أداء واجبها ورغم ذلك لا توجد خدمة علي الاطلاق. محمود شاهين "موظف" من أهالي المنطقة يوكد أن منظر القمامة البشع أصبح عنوان المنطقة فبعد أن كان شارع المطار يعد من اجمل الشوارع في بشتيل وكان مخصصا لسوق الجمعة لكنه تحول إلي مقلب عمومي كما تحول ميدان الشجرة إلي مقلب عمومي آخر لا تخمد فيه النيران ويصدر التلوث بكل أشكاله مما يعرض سكان المنطقة لأمراض صدرية خطيرة. وتقول عليا عشري إن أكوام القمامة بطول شريط السكة الحديد اصبحت ماوي للحيوانات الضالة التي لم تعد تفارق المنطقة علي الاطلاق الأمر الذي تسبب في تعرض سكان المنطقة لحالة من الخوف الشديد والذعر من تجمع هذه الحيوانات علاوة علي انتشار الناموس والحشرات بكثافة شديدة. مدفن للقمامة ويضيف صلاح إسماعيل "مدرس" أن محافظة الجيزة ليس لديها مدفن خاص بالقمامة وبالتالي يتم نقلها من مكان إلي آخر حيث اصبح الوضع لا يسر عدوا ولا حبيبا فالقمامة اصبحت اشبه بالتلال والاغرب أن جميع الاحياء تقوم بتنظيف الشوارع الرئيسية فقط من باب المجاملة متجاهلة تماما المناطق الأخري ففي بشتيل يتم تجميع القمامة مرة أو مرتين علي مدار الشهر ويتم تجميعها تحت كوبري المطار الذي أصبح بمثابة مستودع للقمامة والادهي أنهم يتخلصون منها عن طريق إشعال النيران الأمر الذي يؤدي إلي حدوث كارثة خاصة أنه يؤدي إلي تآكل حديد الكوبري في ظل تجاهل واضح من المسئولين.