مشكلة مؤلمة من فلاحة مصرية في الدقهلية كل ما تطلبه أن تستطيع الحصول علي مياه لري أرضها بعد أن ضربها العطش!! وتقول في رسالتها وهي السيدة سماح محمد الشرقاوي قرية الشعيرة مركز ميت سلسيل: أنا امرأة فلاحة أعول أطفالاً يتامي أرجوكم ساعدوني في ري أرضي حتي استطيع اطعام اليتامي.. وبسبب اهمال الري في الدقهلية من الصعب ري هذه الأرض. وتقول في رسالتها: إنه كان يتم ري الأرض من ترعة اسمها فرع الجوابر من أمام عزب الشعيرة والربعمائة التابعة لمركز ميت سلسيل ونظرا لأن أرضنا في نهاية هذه الترعة فلا تصل إليها ليس بسبب قلة المياه أو ندرتها ولكن بسبب فتحات قام بها الأهالي في المنطقة بين الجسر الواقع بين ترعة فرع الجوابر المذكورة وبين مصرف الايراد وهذه الفتحات عبارة عن مواسير خرسانية قام بها الأهالي بعد الثورة وتسببت في ضياع المياه إلي الصرف الزراعي ولا تصل إلي أراضينا وعندما شكونا إلي المهندس عماد ميخائيل وكيل وزارة الري بالدقهلية صدر قرار بازالة هذه الفتحات غير الشرعية. وذلك بسبب تقاعس أجهزة الشرطة عن القيام بعمليات الازالة وهو ما يضعنا في حالة من اليأس لعدم تطبيق القانون والمحافظة علي نحو 50 ألف فدان يتم ريها من هذه الترعة. وهذه مشكلة غاية في الخطورة فهذه السيدة لا تطلب وظيفة في الحكومة ولا معاشاً استثنائياً لإطعام الأيتام ولكنها تريد أن تحصل علي الحق الطبيعي في مياه الري لزراعة أرض الأيتام. مديرية الري تقف عاجزة وتكتفي بالاستماع للشكاوي وأحيانا توقع قرارات لا تنفذ. وأجهزة الشرطة عندما يتم ابلاغها لا تهتم أو تؤثر السلامة رغم أن الأراضي معرضة للبوار. إن الاهتمام بالزراعة والمحافظة علي تدفق مياه الري هو أكثر أهمية من أي شيء آخر ويجب أن يكون له الأولوية في اهتمام أجهزة الدولة. مياه الري الفاقدة والضائعة بسبب فتحات غير شرعية علي الترع والمصارف أو حجب هذه المياه عن الأراضي في نهاية الترع جريمة بكل المقاييس وربما أنها مشكلة متكررة في مناطق أخري عديدة ولكن يجب ألا لا تكتفي أجهزة الري بالصراخ مع الضحايا. وصرخة هذه السيدة يجب أن يتم الاستماع لها والتدخل لحلها من كافة الأجهزة المعنية سواء الري والشرطة معا. وتبوير أرض صالحة للزراعة عمدا جريمة في حق المجتمع كله.. وضرر يلحق بأسر تعتمد في كل حياتها علي الزراعة. ولا سبيل لهؤلاء الا الزراعة والاهتمام بالأرض التي تحرم من المياه بسبب مخالفة القانون.وفي محافظات عديدة تراجع الاهتمام بالترع والمصارف الرئيسية التي تروي الأراضي وخاصة في القري الصغيرة مما يدفع بأصحاب الأراضي إلي تركها بوراً وبلا زراعة. وهذا خطأ كبير ولا يجوز وجريمة في حق مجتمع يستورد أكثر من 80% من احتياجاته الغذائية من الخارج وهذا العام هناك تحذيرات من مؤسسات دولية عن ارتفاع جديد لأسعار المواد الغذائية عالميا بسبب زيادة الطلب عليها. وتأمين الغذاء واستمرار تشجيع الناس علي أعمال الزراعة عمل هام. وهجرة الأراضي الزراعية بسبب هذه التصرفات وعدم توافر المياه سيؤدي إلي خطر داهم ويزيد من الاعتماد علي الاستيراد الخارجي في وقت نعاني فيه ندرة الموارد بالنقد الأجنبي. ويستحق كل فلاح وفلاحة مصرية التقدير للحرص علي الاستمرار في هذه المهنة الزراعية الشاقة التي تتمثل في صعوبة تدبير مستلزمات الانتاج والخدمة الزراعية أساسا فإذا ظهرت أزمة المياه فهي كارثة ستدفع الفلاحين إلي هجرة الأراضي وتحويلها إلي خرابات ومبان لن تضيف إلي المجتمع الا العشوائية ونقص الغذاء. كلمات لها معني أغلي طاقة في العالم.. هي طاقة الانسان وهي لا تنفد توماس جيفرسون الرئيس الثالث للولايات المتحدة