تشهد مصر هذه الأيام أحداثاً خطيرة تهدد أمن واستقرار أبناء سيناء بل إن تلك الأحداث تؤكد تهديد أمن مصر لأن سيناء كانت ومازالت هي الحارس الأمين علي أمن مصر طوال العصور. التصرفات المشينة التي اتسمت بالعنف والقسوة ضد أبناء سيناء وأبناء كل أنحاء مصر الذين استشهدوا خلال الفترة الماضية علي يد مجموعة من المجرمين الذين يحاولون وصف أنفسهم بالإسلاميين وهم من الإسلام براء. إن من يقتل جنود مصر سواء كانوا مسلمين أم أقباطاً في وقت الإفطار في رمضان لم ولن يكونوا من المسلمين إن عمليات إرهاب المواطنين وقتلهم بلا سبب لا يمكن أن تكون في مصلحة الإسلام والمسلمين. إن من يستخدمون العنف وقتل المدنيين والعسكريين من أبناء مصر لابد أن نقف جميعا لمواجهتهم والقصاص السريع منهم. لقد انتهزت تلك الفرقة الخارجة علي القانون ما حدث من انفلات أمني في مصر ليعيثوا في سيناء فسادا دون سبب واضح مما يؤكد أن تلك الفئة الضالة هم عملاء مأجورون من جانب أعدائنا وأعداء الإسلام الذين يحاولون أن يجعلوه ستارا لجرائمهم البشعة والتي يقف ضدها كل أبناء سيناء وكل أبناء مصر. إنني أعجب من بعض السياسيين الذين يحاولون الدفاع عن تلك المجموعات الخارجة عن القانون والتي تعمل ضد تعاليم الإسلام السمحة. نعم لا نستطيع إنكار بعض التصرفات من جانب الدولة التي يرفضها أبناء سيناء ونحن معهم ولكن لابد أن ندين تلك الجماعات والوقوف ضدها بل والعمل علي القضاء عليها. ظهرت بوادر عمليات تخريبية في سيناء منذ عدة سنوات قبل ثورة 25 يناير ولكن ما حدث بعد ثورة يناير من انفلات أمني في كل أنحاء مصر شجع تلك المجموعات الخارجة علي القانون لارتكاب أبشع الجرائم ضد المواطنين المصريين وفي مقدمتهم رجال الجيش وجنود الأمن.. ما يحدث الآن من إرهاب بشع في سيناء أصبح يمثل تهديدا لأمن مصر وليس لأمن سيناء فقط. لا شك أن تلك الجماعات الإرهابية والتي تحاول أن تتمسح في الدين الإسلامي والإسلام منها براء تحصل علي كميات هائلة من الأسلحة الحديثة مما يثير التساؤل من الذي يمول تلك الجماعات ويدعمها ويمدها بكل أنواع الأسلحة. نعم هناك أخطاء وتصرفات غير مقبولة من جانب قوات الأمن في سيناء وكذلك هناك أخطاء أكثر خطورة من ذلك التصرف الأمني وهو تجاهل سيناء لسنوات طويلة.. وعندما أعلن أنور السادات عن المشروع القومي لتنمية وتعمير سيناء علي أن ينتهي في عام 2017 يكون خلالها قد تم تهجير أربعة ملايين من أبناء الوادي لتعمير وتنمية سيناء وذلك بزرع البشر والشجر في المنطقة المواجهة للممرات في وسط سيناء. في بداية المشروع القومي لسيناء تم شق بعض الطرق في سيناء وتم توصيل الكهرباء إلي بعض القري الموجودة كما تم افتتاح مدارس في المناطق النائية. كذلك تم تشجيع أبناء الوادي للعمل في سيناء مقابل علاوات مادية لإغرائهم للعمل في سيناء والاستقرار فيها. ولكن ما حدث بعد فترة قصيرة من الإعلان عن ذلك المشروع هو إهمال ذلك المشروع مما أدي إلي عودة من عملوا في سيناء إلي قراهم ومدنهم. وفي نفس الوقت ومع هذا التجاهل للمشروع القومي تمت عمليات توزيع أراضي ترعة السلام القريبة من قناة السويس كان توزيع الأراضي علي بعض المصريين في الوقت الذي حرم أبناء سيناء من الحصول علي نصيبهم من تلك الأراضي. في نفس الوقت أيضا لم تعترف الدولة بملكية أبناء سيناء لأراضيهم ومنازلهم التي عاشوا عليها مع آبائهم وأجدادهم. إن حرمان أبناء سيناء من نصيبهم في أراضي ترعة السلام أجبرهم علي البحث عن مورد لهم من خلال ممارسات غير شرعية. والسؤال المنطقي هو كيف يعيش أبناء سيناء بدون مياه وبدون تملك أرض وبدون مشروعات صناعية جادة توفر لهم فرص العمل؟ لا شك أن تلك الظروف الصعبة يمكن أن تدفع البعض منهم لارتكاب أخطاء. الخطر الأكبر علي أمن سيناء وأمن مصر ظهر قبل عدة سنين ممثلا في مجموعات متشددة تتواري خلف مسميات دينية تلك الجماعات تقتل وتدمر تحت شعار الدين فكيف يمكن أن يقتل مسلم مسلما آخر ساعة أذان الإفطار في رمضان. هؤلاء المتعصبون لا يمكن أن يشعروا بالانتماء لمصر مهما تواروا خلف الدين الإسلامي. إننا نؤكد أن ما يحدث في سيناء هو من عمل مجموعات معادية للإسلام والمسلمين ومعادية لمصر بل إننا نؤكد أن تلك الجماعات مغرر بها من جانب بعض أعدائنا في الشرق. إن ما يحدث في سيناء الآن لابد أن يواجه من كل فئات الشعب المصري للقضاء علي تلك الجماعات التي تتستر خلف ستار الدين الإسلامي. إننا نطالب كل المسئولين في مصر للعمل علي مواجهة ذلك الإجرام الذي يهدد أمن مصر فهؤلاء المجرمون يحركهم أعداء مصر ويمدونهم بالسلاح والأموال. خطط وهمية نحن نطالب المسئولين بتشديد الإجراءات الأمنية ضد كل من يخالف القانون ونؤكد علي استخدام كل الوسائل للقضاء علي تلك المجموعات المجرمة رغم تمسحها في الإسلام والإسلام منهم بريء. من جانب آخر نحن نطالب المسئولين بالتحرك الفعلي من أجل تنمية وتعمير سيناء.. إننا نقر أو نسمع منذ عدة شهور عن خطط لتنمية وتعمير سيناء ولكن للأسف لم نر حتي الآن تحركاً عملياً علي أرض سيناء. لابد أن تسعي الدولة لتمليك أبناء سيناء لمساكنهم ومزارعهم فتلك الأرض ورثوها عن آبائهم وأجدادهم وهم أكثر دراية بأساليب الزراعة الصحراوية. لابد أيضا أن نؤكد علي مساواة أبناء سيناء بكل أبناء مصر ولابد أن يجد أبناء سيناء فرصة للالتحاق بالكليات العسكرية. لابد أيضا أن تترك الدولة عملية اختيار مشايخ القبائل دون تدخل من الأجهزة الأمنية في عملية الاختيار لأن أبناء القبائل هم الأدري بمصالحهم والأدري بمن يمكن أن يضعوا ثقتهم فيه. نحن نؤكد ونناشد كل المسئولين الذين يمطروننا بأخبار عن مشاريع جاهزة لتعمير وتنمية سيناء لابد أن تري تلك المشاريع علي الطبيعة وليس فقط في الملفات. إن حدود سيناء هي حدود مصر.. وحماية تلك الحدود تتأكد عندما يقتنع كل أبناء سيناء أن مصلحتهم في تعمير سيناء وتنميتها.