البورصة المصرية دخلت سلخانة عيد الاضحي.. ولكن الضحية ليس خراف العيد.. بل إن المستثمرين داخل المقصورة الرئيسية الذين يدفعون الآن ثمن التخبط السياسي.. وعودة ماراثون المليونيات إلي ميدان التحرير.. لكن يزداد ألم المصريين ومعاناة الاقتصاد القومي.. لأننا ببساطة شديدة أمة لا تحب العمل. أسعد جمال مستثمر في البورصة يقول: خلاص زهقنا.. وأصابنا الملل والقرف لأننا ندفع الآن حالة الدربكة السياسية والصراع الدائر علي لعبة الكراسي. قال: بالطبع خسرت الكثير منذ بداية الثورة حتي الآن مشيرا بأنه علي الرغم من ارتفاع المؤشرات خلال الفترة الماضية.. إلا أنني لم استطيع تعويض حجم الخسائر في محفظة أوراقي المالية والتي بلغت 70% من القيمة النقدية للمحفظة. إبراهيم عبدالستار مستثمر في البورصة يقول: إن سبب ارتفاع مبيعات المستثمرين المصريين خلال تعاملات الأسبوع الماضي ترجع إلي المخاوف التي أصابت معظم المستثمرين بسبب الأحداث السياسية الأخيرة.. لأن الاستثمار في البورصة ينشط حسب الحالة النفسية والمزاجية لجميع المستثمرين. قال إذا عاد الهدوء إلي الشارع السياسي من الممكن أن تنتعش حركة التداول وتعود السيولة الكبيرة إلي المقصورة. تراجع الختامية محمد سعد طلبه نائب رئيس شركة الأقصر للأوراق المالية يقول: إن جلسة نهاية الأسبوع شهدت تراجعا محلوظا ويرجع ذلك إلي استمرار المخاوف وعودة المليونيات إلي ميدان التحرير بالإضافة إلي الانخفاض الطفيف في مؤشرات البورصات العالمية. قال: انخفض المؤشر الرئيسي ايجي اكس 30 بواقع 31% ومؤشر 70 بمقدار 0.96% ومؤشر 100% "0.75%" وبلغت قيمة الصفقات نحو 579 مليون جنيه. أضاف: إن المستثمرين المصريين مستمرون في عمليات البيع الجماعي مقابل حالة ترقب وشراء متأرجح من الأجانب بينما لايزال العرب متجهون للشراء. قال: تراجع سهم أوراسكوم تيلكوم ليسجل 374 قرشا مقابل 371 قرشا وسهم سوديك 22.55 جنيه مقابل 22.70 جنيه والحديد والصلب 10.16 جنيه مقابل 10.35 جنيه بينما ارتفع سهم طلعت مصطفي ليسجل 494 قرشا مقابل 487 قرشا. تذبذب التعاملات محسن عادل نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار قال إن أداء البورصة المصرية خلال الأسبوع قد عكس ارتداده صعودية بدعم من مشتريات مؤسسية مصرية وأجنبية بعد مواجهة مؤشر البورصة الرئيسي لمستوي دعم قوي مما حفز القوي الشرائية متوسطة الأجل علي الظهور استباقا للكشف عن تطورات بعض الصفقات بالإضافة إلي قرب الإعلان عن مؤشرات نتائج الربع الثالث للشركات المدرجة. أضاف عادل إن الأسبوع قد شهد تذبذبا في تعاملات الأفراد المصريين والذين تحولوا إلي الاتجاه البيعي مشيرا إلي أن القوي الشرائية المؤسسية كانت حاضرة خلال التعاملات وهو ما أضعف من الضغوط البيعية للأفراد موضحا أن قدرة السوق علي الاستمرار في النشاط سيرتبط بالأنباء الداخلية في السوق بالنسبة للشركات مع استمرار اجتذاب سيولة جديدة متوقعا أن تكون تقديرات نتائج الشركات للربع الثالث المحفز الأكبر لأداء أسواق الأسهم المحلية خلال الفترة القادمة. أشار إلي أن انخفاض أحجام التداولات يعكس حالة الترقب الحذر لدي المستثمرين لتطورات التداولات خلال الجلسات المقبلة مشيرا إلي أن هناك إحجاما عن ضخ سيولة جديدة من جانب المتعاملين الأفراد المصريين فالسيولة تتناقل في الأساس ما بين الأسهم والقطاعات بصورة واضحة. وأضاف أنه يجب مراعاة عودة قيم وأحجام التداول لمستوياتها الطبيعية عند النظر في إلغاء أي من الإجراءات الاحتزازية بالبورصة والنظر إلي كل إجراء احترازي علي حدة حسب طبيعة وتأثيره منوها إلي ضرورة أن يتم ذلك من خلال التنسيق والتشاور التام والكامل فيما بين البورصة والهيئة العامة للرقابة المالية المصرية مشيرا إلي أن تفعيل بعض الآليات بسوق المال المصري قد يؤدي إلي تحسن أداء السوق في الوقت الحالي بصورة تدريجية مؤكدا أن وضوح الرؤية والاستقرار السياسي هما الداعم الرئيسي للسوق حاليا مشيرا إلي أن إصلاح هذه الآليات يعد تمهيدا لفترات ما بعد الاستقرار ويجب علي الجميع ألا يتعجل نتائج هذه الإصلاحات الآن مؤكدا أن مثل هذه القرارات تعكس استجابة الجهات الرقابية والتنظيمية لمقترحات الجمعيات والمتعاملين والفاعلين بالسوق لتطوير سوق المال المصري.