ياسر حماية - عيون ع الفن: تقرير مشبوه أذاعته القناة الثانية الإسرائلية، ونشره موقع الإم بي سي, عن أحوال السينما المصرية هذه الأيام، وميلها للمشاهد الجنسية والإباحية وهذا ما سوف يثير رجال الدين في مصر . التقرير الذي أذيع على القناة الثانية، عرض بعض المشاهد الساخنة مترجمة إلى العبرية من فيلم كلمني شكرا للمخرج خالد يوسف، وفيلم أحاسيس للمخرج هاني جرجس فوزي، وفيلم بالألوان الطبيعية لنفس المخرج، وكان ختام التقرير بعد أن ذكر فيه جميع الصور التي يمكن أن تسيء للسينما المصرية أن هذه الأفلام ما هي إلا ثورة للمجتمع المصري ضد المحرمات، وذكرت على سبيل المثال القضية التي رفعها المحامي نبيه الوحش على "فيلم أحاسيس" على اعتبار أنه يحتوي على مشاهد جنسية صريحة وإيحاءات مبتذلة . وأشارت القناة الثانية الإسرائيلية -التي بثت التقرير- أن انتقادات رجال الدين لم تصمد أمام موجة "الأفلام الإباحية" التي يتصدرها هذا الموسم فيلم "بالألوان الطبيعية"، وتدور أحداثه داخل جدران كلية الفنون الجميلة، وفيلم "أحاسيس" الذي تلعب بطولته الفنانة علا غانم، ويتناول قصة امرأة تعاني مشاكل جنسية مع زوجها، ويصور الفيلم التخبطات التي تنشأ نتيجة ذلك، ويعرض مشاهد الخيانة الزوجية بشكل صريح. وقال الوحش في تصريح نشر له إنه أصيب بالذهول حينما شاهد "تريلر" الفيلم، حيث تضمن مشاهد صريحة على السرير تجمع بين الفنانة المصرية علا غانم وإدوارد، وكذلك اللبنانية مروى مع باسم سمرة ونبيل عيسى، ناهيك عن مشاهد الرقص وبدلة الرقص الساخنة التي ترتديها اللبنانية ماريا. المشكلة الحقيقية في كم التعليقات التي نشرت على موقع الأم بي سي والجروبات الغريبة التي ظهرت على الفيس بوك من بعض الجزائريين الذي حاولوا بسبب هذه الأفلام إثبات أنهم شعب الله المختار وأنهم أبرياء من الفن المصري والانحلال الذي ظهر في المجتمع, إنهم يحمدون الله أن مشكلة الجزائر ومصر التي حدثت في التأهل لبطولة كأس العالم منعت عنهم هذا الفساد الذي يمكن أن يصيب بلادهم وقومهم الشرفاء الذين يفتخرون بأنهم جزائريون . حيث تقول إحدى الفتيات إنها لا تستطيع مشاهدة الأفلام المصرية في البيت وسط عائلتها التي تشعر بالخزي والعار من المشاهد التي تعرضها السينما المصرية . وهذا ما فتح الحوار لبعض المصريين والجزائريين للتراشق بالسباب واللعنات على كلا البلدين وتطور الأمر إلى محاولة بعض الشباب من البلدان المختلفة سواء السعودية أو تونس للتسخين أحيانا وللصلح أحينا أخرى . ومن وجهة نظري -التي قد تعجبني ولا تعجب الآخرين- أن ما يحدث بعينه هو العار , فمحاولة إهانة السينما المصرية هي محاولة وضيعة , فصحيح لدينا أخطاء ولكن كفانا فخرا أننا نعترف بها وأن لدينا الجرأة لعرض مشاكلنا الداخلية وأخطائنا البشرية على الملأ وعبر شاشاتنا السينمائية ولا نكتفي بالسكوت عنها , محاولين الاعتراف بها وليس كما يفعل البعض بدفن رأسهم في الرمال .