هل يكون يوم 30-6 استنساخا لثورة 25 يناير... بعدما تغيرت الأوضاع ولم تعد كما كانت قبل 25 يناير 2011، فلا اللاعبون فى الساحة السياسية بقوا على حالهم، ولا قواعد اللعبة كما كانت تسير. فلكل طرف مصلحته وأهدافه وهو ينظر لهذا اليوم من خلال هذه المصلحة والأهداف بصرف النظر عن الحقائق التي لا يمكن إغفالها على أرض الواقع، فالطرفان يتعاملان بمنطق المصلحة....وقد قادهما هذا المنطق إلى العراك والتشاجر على طريقة الحارة المصرية فى روايات نجيب محفوظ حيث يصبح الفائز فى العراك "الفتوة" الذى يحكم الحارة. فالخروج فى هذا اليوم ليس من باب الاحتجاج أو المعارضة وإنما لاسقاط سلطة مر عام على توليها زمام الامور ولم تقدم خلاله أى اجابة صحيحة على الأمراض المتوطنة داخل المجتمع المصرى منذ عقود طويلة خاصة الاقتصادية، حيث كنا نأمل من السلطة الجديدة أن تقدم لهم ولو ثمرة واحدة من ثمار الثورة...إن بقيت هناك ثورة من الأصل بعد هذا الاداء شديد السوء لأن من فى السلطة يصر على تعيين أولي الثقة بدلا من أولى الكفاءة فهل نستطيع تحمل ذلك لمدة 3 سنوات اخرى؟! ربما المرة الوحيدة التى أحسنت فيها جماعة الاخوان المسلمين قراءة المشهد السياسى هي بعد نحاج ثورة 25 يناير حيث كانت تصريحات الاخوان حينها تدل على حسن النية وتبديد المخاوف داخليا وخارجيا والرغبة فى العمل بمبدأ المشاركة لا المغالبة فأعلنت الجماعة أنها ستخوض انتخابات مجلس الشعب بنسبة اقل من النصف، وأنها لن تقدم مرشحا للرئاسة. ولكن على أرض الواقع كانت تصريحات الجماعة مجرد "كلام جرايد" فقد تراجعت عن التزاماتها المعلنة أمام الرأى العام، وبدأت تدور فى فلك مصالحها هى فقط لا مصالح مصر ...حيث تجدها دائما أينما تكون هذه المصالح... حتى النزول الى ميدان التحرير كان تعبيرا عن هذه المصالح وهذا هو مبدأ الجماعة منذ نشأتها قبل نحو 85 عاما. وبعد فوز مرشحها الدكتور محمد مرسى برئاسة الجمهورية أنهى النظام ذا الرأسين أو ازدواجية النظام بين الرئاسة والجيش، وذلك بعد إحالة المشير طنطاوى ورئيس الاركان سامى عنان ومعظم أعضاء المجلس العسكرى الذين أداروا المرحلة الانتقالية للتقاعد وعين وزيرا جديدا للدفاع وأبطل كل الاعلانات الدستورية للمجلس العسكرى. ولكن بعدها بدلا من التفرغ للعمل السياسى والاقتصادى... أدخلنا الرئيس فى صراعات مع القوى السياسية بإعلانات دستورية تمنحه سلطات تنفيذية وتشريعية كاملة، وتمكنه من فرض سيطرته وجماعته على أركان الدولة خاصة اعلانه الدستورى فى 22 نوفمبر من العام الماضى ...الذى أثار أزمة سياسية كبيرة ومثل اعتداء صارخا على استقلال السلطة القضائية . وحتى إقرار الدستور وتمريره خضع للأهواء السياسية والمصالح، بالاضافة الى نكوص الرئيس عن كل وعوده للقوى الوطنية التى دعمته فى انتخابات الرئاسة بتشكيل حكومة وحدة وطنية بل جاء تشكيلها صادما للشارع المصرى قبل النخبة السياسية، مع التخبط فى القرارات ما بين الاصدار صباحا والالغاء قبيل الظهيرة. كل هذا يعزز مسئولية الرئيس وجماعته الكاملة -سياسيا فى المقام الاول وجنائيا إن كان هناك ما يشير لذلك- عن كل ما حدث داخل مصر خلال هذه المرحلة - مقتل الجنود المصريين فى رفح - أحداث الاتحادية - أزمة المياه مع اثيوبيا...إلخ، فهم أرادوا أن يتصدروا المشهد السياسى منفردين، لذا عليهم أن يدفعوا تكاليف هذا الانفراد الكامل بالسلطة...فى ظل عدم وجود أى رؤية للنهوض بهذا الوطن وغياب الكفاءات والكوادر القادرة على ملء المكان الشاغر فى هرم السلطة بداية من قمة الهرم وهو الرئيس. والمعارضة هى الاخرى لا تختلف أبدا عن نظام الاخوان فالمعارضة فى اى نظام سياسى جزء من هذا النظام.... فالنظام يخطئ والمعارضة تقابل أخطاءه بأخطاء أخرى: - إنها تستخدم نفس مبدأ الاخوان فى البحث عن المصالح فكما يقولون "فى السياسة لا عداءات دائمة ولا صداقات دائمة إنما مصالح دائمة...من هنا جاء أكبر خطايا المعارضة وليس أخطاءها بعدما تحالفت مع الحزب الوطنى الذى قامت ضده الثورة وذلك بالاعتراف الشهير للدكتور محمد البرادعى نفسه فى الفاينانيشيال تايمز . وتم تدنيس ميدان التحرير بعدما اختلطت المنصة بالتحرير ...وأصبح الفلول وأعضاء لجنة سياسات جمال مبارك ينادون "ثوار أحرار هنكمل المشوار"...يعنى عدو عدوى صديقى ولا عزاء لأرواح شهداء ثورة 25 يناير. فمن يقفون على منصات ميدان التحرير الآن ليسوا ثوارا أنقياء بل هجين غريب جدا من ثوار تحالفوا مع من قاموا ضدهم بالثورة!!! فرؤوس الثوار على أجساد الفلول ورؤوس الفلول على أجساد الثوار فتحسس رأسك. - كما أن الأخوان لا يملكون رؤية واضحة لحل أزمات المجتمع سياسيا واقتصاديا واجمتاعيا، المعارضة أيضا لا تملك هذه الرؤية...وهى فقط تسعى بكل الطرق الممكنة إلى اسقاط الاخوان حتى لو بالدم أو حرق مصر أو استدعاء العسكر الى المشهد السياسى مرة أخرى دون أن تقدم البديل ...فماذا تملك المعارضة لو سقط محمد مرسى يوم 30-6 غير المناداة ب : - مجلس مدنى لادارة البلاد... ولكن من يشكل هذا المجلس ووفق اى شروط؟! - اجراء انتخابات رئاسية مبكرة ...ولكن كيف تجرى هذه الاتنخابات ومن يشرف عليها؟ّ - عودة العسكر الى قيادة المرحلة الانتقالية الثانية بعد سقوط مرسى...ولكن ساعتها ستنادى هذه المعارضة التى نراها بسقوط حكم العسكر وتسليم مقاليد الامور الى سلطة مدنية منتخبة.... "يعنى لف.... وارجع تانى" !!!!! ويبقى يوم 30-6 يوما لن ينتصر فيه أحد فالجميع سيخرج مهزوما سواء سقط محمد مرسى أم لم يسقط.