عواصم : - مرسى يعيد البرلمان الإسلامى ويتحدى العسكر بجرأة .. بهذا وصفت صحيفة "واشنطن بوست" المشهد السياسى المصرى بعد قرار الرئيس محمد مرسى بإلغاء قرار المجلس العسكرى بحل البرلمان، وكذلك دعوة البرلمان للانعقاد، والدعوة إلى انتخابات نيابية فى غضون 60 يوماً من الموافقة على الدستور الجديد. وذكرت الصحيفة أن عدداً من المراقبين قد اعتبر هذا القرار محورياً بعد استيلاء الجيش على السلطة التشريعية قبيل نتيجة الانتخابات، كما أن القرار يعتبر تحدياً مباشراً للجيش وبداية سياسة حافة الهاوية، فى إشارة إلى أن مباراة الصراع على السلطة بين الجيش والإخوان لن تكون من طرف واحد. ونقلت الصحيفة عن شادى حامد - مدير الأبحاث فى مركز بروكنجز الدوحة - قوله إن قرار مرسى هو أول خطوة عدائية تجاه الجيش، كما أن القرار يأتى بالتزامن مع زيارة ويليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لمصر وقبل أسبوع من زيارة هيلارى كلينتون لمصر. أما صحيفة "نيويورك تايمز" فقد ذكرت أن قرار الرئيس بعودة البرلمان كان مفاجئاً ويتحدى قرارات المحكمة الدستورية والمجلس العسكرى السابقة، وأضافت الصحيفة أن القرار يثير شبح المواجهة بين الإسلاميين والمجلس العسكرى. ورأى بعض المحللين للصحيفة، أن القرار جاء بالتنسيق مع الجيش، فى حين وصف البعض الآخر القرار بأنه مقدمة لأزمة سياسية، ونقلت الصحيفة عن ناثان براون أستاذ العلوم السياسية فى جامعة جورج واشنطن أن الأمر قد يرقى إلى مواجهة قوية بين الرئيس والمجلس العسكرى على الرغم من عدم توفر معلومات لما يدور فى الكواليس. وأضافت الصحيفة أن القرار قد تسبب فى ظهور انقسامات حادة بين الفصائل السياسية فى البلاد، ففى حين أشاد بعضهم بالقرار ووصفه بأنه خطوة جريئة لاستعادة السلطة المدنية، انتقده البعض الآخر باعتباره يشكل سابقة خطيرة فى نقض أحكام المحكمة الدستورية العليا. أما صحيفة "وول ستريت جورنال" فقالت إن القرار يحاول أن ينتزع مرة أخرى السلطة التشريعية من المجلس العسكرى، لكن من غير الواضح إن كان الجيش سيرضخ لقرار مرسى أم لا، وعندئذ يمكن أن يؤدى الأمر إلى أزمة دستورية شاملة. وأضافت الصحيفة أنه فى الأشهر القليلة الماضية لجأ كل من العسكر والإخوان إلى المناورات القانونية والاحتجاجات فى الميادين فى صراع مرير على السلطة السياسية. واعتبر تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية قرار الرئيس المصرى بإعادة البرلمان المنحل دليلاً على عزمه تحدى المجلس العسكرى. والقرار كما تؤكد مصادر "الجارديان" الأول فى سلسلة من القرارات التى يعتزم الدكتور مرسى اتخاذها ضد العسكريين، وأضافت: قرار مرسى يعنى عدم صحة الشائعات التى أكدت وجود صفقة بين المجلس العسكرى والرئيس "الهادئ" الذى اتخذ سلسلة من القرارات لتخفيف الاحتقان الداخلى مثل زيادة حوافز القطاع العام ورفع المعاشات. فيما قالت صحيفة "الديلى تليجراف" إن قرار مرسى خطوة لتنفيذ وعوده الانتخابية بانتزاع السلطة من العسكريين. وأشارت إلى أن الرئيس اتخذ قراره بعد لقائه نائب وزيرة الخارجية الأمريكية ويليام بيرنز الذى أعلن عن رغبة الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى لقاء مرسى فى سبتمبر المقبل على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة فى نيويورك. واعتبرت الصحيفة أن نتيجة المواجهة الحالية ستحدد من صاحب اليد العليا فى حكم مصر. وتحت عنوان "مرسى يتحدى العسكر" كتبت صحيفة "الفاينانشال تايمز" أن مرسى يسير فى طريق الصدام مع المجلس العسكرى، وقالت إن قرار الرئيس يأتى فى إطار الصراع على السلطة بين جماعة الإخوان المسلمين والجيش الذى يحتكر السلطة فى البلاد منذ عام 1952، مضيفة أن دعوة مرسى لانتخابات تشريعية جديدة هو محاولة لتجنب أى اتهامات بعدم احترام أحكام القضاء، كما يشير إلى عزمه رسم حدود لصلاحياته تختلف عن الحدود التى وضعها العسكر. بينما اعتبرت "إسرائيل هيوم" القرار "دراما فى القاهرة، مرسى يصطدم بالجيش" وقالت إن قرار الرئيس المصرى سيؤدى إلى حدوث حالة من التوتر الشديدة بينه وبين المجلس العسكرى. ووصف موقع "نيوز إسرائيل" القرار ب"الخطوة الاستفزازية" وبداية الصدام القوى حول انتزاع الصلاحيات بين الرئيس والجيش. وقال موقع "القناة السابعة" إنه منذ اللحظة الأولى كان واضحاً أن منظومة العلاقات بين الرئيس الإخوانى و"العسكرى" لن تكون مزدهرة، وذلك رغم تبادل الابتسامات والتهانى، واعتبر الموقع قرار عودة البرلمان الإسلامى - المفاجئ لكثير من المصريين - خطوة لمساعدة مرسى على تمرير كل قراراته دون معارضة. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن البعض فى مصر يشعرون بالخوف من أن يؤدى قرار الرئيس مرسى بإعادة مجلس الشعب المنحل للانعقاد إلى صراع سياسى وغموض، وإلى وضع الرئيس الجديد على مسار الصدام مع الجيش، مشيرة إلى أن اللواء عبدالمنعم كاطو، الذى وصفته بأنه أحد المقربين للمجلس العسكرى، وصف القرار بالخطير، وبأنه سيؤدى إلى اندلاع صراعات بين السلطات. ونوهت الصحيفة إلى أنه فى المقابل، تظهر حالة من الرضاء لدى نواب مجلس الشعب ومن ضمنهم نواب الإخوان الذين يتمنون العودة إلى مقاعدهم، وفى مقدمتهم الدكتور الكتاتنى. وربطت الصحيفة بين القرار ولقاء مرسى مع بيرنز، الذى سلمه رسالة تهنئة من الرئيس الأمريكى باراك أوباما. المصدر : صحيفة الوطن