الخرطوم:- استخدمت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع لتفريق المظاهرة التي انطلقت بعد صلاة الجمعة بمدينة أم درمان القريبة من العاصمة الخرطوم. وذكر شهود أن مئات المحتجين توجهوا من مسجد الإمام عبدالرحمن بالمدينة المذكورة للتظاهر في إطار فعاليات "جمعة شذاذ الآفاق" الاحتجاجية التي دعت إليها المعارضة، لكنهم اضطروا للعودة إلى الوراء بعد الاصطدام بالشرطة فور خروجهم. ونقلت "رويترز" عن النشطاء المعارضين قولهم إن هناك جرحى بين المتظاهرين. من جانبه أعلن متحدث باسم الشرطة السودانية عن وقوع احتجاج محدود، مضيفا أن الشرطة تمكنت من احتوائه دون أية خسائر. من جهتها نسبت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إلى مدير المكتب الإعلامي لحزب الأمة القومي المعارض قوله إن عدد المتظاهرين يقدر بما بين 3 و4 الآف من الاشخاص، وإن الشرطة قامت بقمع المظاهرة وطوقت المسجد الآنف الذكر. وأكد المعارض وجود إصابات من بين المتظاهرين. يذكر أن حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي رئيس الوزراء السوداني الاسبق هو أحد أبرز الأحزاب المعارضة التي وقعت يوم الاربعاء "وثيقة البديل الديمقراطي" التي تدعو إلى تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات حرة ونزيهة. وكانت الاحتجاجات قد انطلقت في السودان يوم 16 يونيو الماضي بعد أن أعلنت الحكومة السودانية عن إجراءات التقشف الاقتصادي، وأطلق الرئيس السوداني عمر البشير على من اشترك في تلك المظاهرات اسم" شذاذ الآفاق" -والذي يعني "الغرباء المتفرقين"- انتقاصا منهم. ومنذ ذلك الحين تغيرت مطالب المتظاهرين الذين لا يحتجون الآن على التقشف فحسب، بل ويطالبون بإصلاح سياسي.