تأتي الإجازات الصيفية بعد سلسلة من المتاعب والضغوط التي يتعرض لها طلاب المدارس والجامعات طوال العام الدراسي، مرورا بالامتحانات وما تفرضه من أجواء من التوتر والانزعاج. من الطبيعي أن يُقدم الطالب على الراحة ونسيان هموم العام أو تناسيها على الأقل، فهو يعلم جيدا أن سلسلة المتاعب التي مر بها ستتكرر بمجرد نهاية فترة الإجازة، ما يدفعه للتركيز على الاستمتاع والجدية في البحث عن وسائل للترفيه. العودة إلى النشاطات الرياضية والفنية والدردشة مع الأصدقاء والخروج معهم في نزهات ومشاهدة البرامج المفضلة والتوجه إلى الشواطئ أول الأمور التي سينخرط فيها الطالب فور انتهاء العام الدراسي، لكن هل هذه الأنشطة هي الأفضل والأنفع دون غيرها من النشاطات؟ نستعرض سويا مجموعة من الأنشطة التي قد تعود بقدر أكبر من النفع على االطلبة والطالبات في المستقبل، ولضمان نجاحها في إفادته على الوالدين معاونتهم في القيام بها. مشاهدة الأفلام مع الأسرة في المساء بدلا من قضاء الليل في التنزه مع الأصدقاء، حاول دفع ابنك لقضاء الوقت مع الأسرة في مشاهدة البرامج والأفلام. اختر دائما الكلاسيكيات والروائع وعوده على مشاهدة الأعمال التي تنأى عن الألفاظ الخارجة وتحترم حياء المتفرج، فقد يدفعه ذلك للابتعاد عن مشاهدة الأفلام الإباحية التي باتت منتشرة كالفيروس على الإنترنت. الاشتراك في إعداد الطعام عوداوا أبناءكم على المشاركة في إعداد الوجبات الغذائية ولو بشراء المكونات. سيفيد ذلك في اعتيادهم على جو المنزل وإكسابهم خبرة في إدارة شؤونه، خاصة الفتيات. ألعاب الفيديو على الوالدين محاولة تعلم ممارسة ألعاب الفيديو المفضلة للأبناء ومشاركتهم في ممارستها، فهي خير وسيلة لخلق مناخ حميمي في الأسرة وتعويد الأبناء والبنات على البوح بمشكلاتهم وتعليمهم أهمية مشاورة الكبار قبل اتخاذ القرارات وضرورة إطلاعهم على ما يتعرضون له من أزمات. لعب الألعاب التقليدية الأخرى كالطاولة والكوتشينة والشطرنج مع بقية أفراد الأسرة أيضا من الأمور المنصوح بها لخلق جو من التفاهم والتناغم وإزالة التوترات. التشجير وإعادة تزيين المنزل علموا الأبناء مهارات جديدة سيحتاجون إليها لا محالة حينما يشبون ويصبحون مسئولين أعن أسرة، ومن أبرز تلك المهارات تقليم الأشجار المحيطة بالمنزل وزراعة الأشجار والورود في الأماكن المجاورة للمنزل وإعادة تزيين المنزل وطلائه. زيارة أفراد الأسرة يجب أن يتعلم الأبناء قيمة صلة الرحم وضرورة تواصلهم مع بقية أفراد العائلة. عودوهم على أن الخروج من دائرة الخلافات مع بعض أفراد الأسرة وألا يقطعوا الاتصال بهم، وتأكدوا أن طبيعة تعاملاتكم مع أقاربكم ستنعكس على طريقة تعاملهم مع الآخرين عموما. تنمية الروح القيادية حملوا الأبناء مسؤولية تصريف أمورهم الشخصية وراقبوهم عن بعد ولا تتدخلوا إلا حينما تتأكدوا من استحالة مواصلة تصريف أمورهم دون مساعدتكم. حاولوا إشراكهم في إدارة شؤون المنزل وعلمهوهم قيمة الاقتصاد في الإنفاق والفتوا نظرهم إلى المشقة التي تتكبدونها في سبيل الحصول على المال لسد حاجات الأسرة. الإعداد لتحديد أهداف المستقبل عودوا الأبناء والبات على كيفية مواجهة الحياة العملية بعد انهاء الدراسة وساعدوهم على تحديد أهداف المستقبل كي يختاروا لأنفسهم المهنة التي يميلون إليها. اسردوا لهم تجربتكم الشخصية باستفاضة وساعدوهم على التعرف على تجارب الآخرين، فلعلها تنفعهم لاحقا. تنمية المهارات البناءة شجعوا الأبناء على تعلم آلتهم الموسيقية المفضلة أو الرسم أو الانضمام لإحدى الفرق الرياضية، فهذا أفضل بكثير من قضاء الوقت أمام التلفاز أو في الدردشة على مواقع التواصل. حاول اجتذاب االأبناء إلى ما هو أصلح من أنشطة قد تعود بالنفع على حياتهم الشخصية أو المهنية في المستقبل. لا يمكننا أن نتجاهل إمكانية إحجام الابناء عن المثول لنصائح الكبار والتعامل معها بجدية، فقد يُصرون على مواصلة ممارسة نشاطاتهم المحببة، وحينها عليكم ألا تُجبروهم على التصرف على حسب ما ترونه أنتم الأنسب واتركوا لهم حرية الاختيار وتأكدوا أن الإغراء هو الوسيلة الأمثل لدفعهم للامتثال لنصائحكم والتصرف على النحو الذي ترونه أنتم أنسب لمصلحتهم.