هل اعتادنا ممارسة تسطيح القضايا واختزالها فى كلمات معدودة نحدد به موقفنا مما يحدث دون محاولة للفهم تعتمد على القراءة والتفكير بعيداً عن توقعاتنا التي نتعامل معها على أنها حقائق لا تقبل الشك رغم أنها مبنية على الحدس أو التنبؤ وليس على معطيات نستطيع من خلال التعامل معها الوصول الى نتيجة تكون أقرب الى الحقيقة. فهناك دائما تابوهات ثابتة تحكم تفكيرنا سواء انتبهنا لذلك أم لم ننتبه... فتسطيح وتشويه واختزال ما يجرى فى الشارع الآن لغة يتحدث بها كثير من الناس وبناءً عليها يتم تحديد إلى جانب من سنقف دون أن نكلف أنفسنا عناء البحث عن الحقيقة لأننا لا نهتم بالقراءة والفكر والبحث فقد اعتادنا على الاستهلاك حتى فى الافكار فنحن لا ننتج أفكارنا بل نستخدم افكاراً معلبة من وسائل الاعلام المختلفة بما فيها مواقع التواصل الاجتماعى فبمجرد أن يوضع شخص ما فى دائرة الضوء تبدأ حملة تشويهه على الفور. وكان آخرها الاتهامات التى وجهت للدكتور محمد البرادعى بعد ترشيحه فى ميدان التحرير لرئاسة الوزراء ... فهل كلف أحدنا نفسه مهمة التحقق من اتهامات ممدوح حمزة للبرادعى رغم أن الوسيلة بسيطة "عمل بحث على النت"، وبلغ التسطيح أعلى مقاماته فى قضية" بدلة المشير" التى شغلتنا وشغلت وسائل الاعلام لمدة عدة أيام". وكما يحدث الآن من تسطيح وتشويه واختزال لتيار الاسلام السياسى بعد نجاحه فى الجولة الاولى من الانتخابات البرلمانية فلا أحد يتحدث عن برنامج هذا التيار فى اصلاح الدولة المصرية لبناء دولة حديثة توفر لمواطنيها حاجاتهم المادية " المسكن- المشرب- المأكل- التعليم - الصحة...إلخ . وكذلك حاجاتهم المعنوية الحاجة الى الاحساس بالحرية والإحساس بالقيمة والذاتية والإحساس بالأمان والآمن ...إلخ إنما الجميع يحاول تسطيح وتشويه واختزال الحدث فى نقاب ولحية وجلباب دون نقاش حقيقى حول تحقيق أهداف ثورة 25 يناير التى قامت من أجل الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية وليس من أجل النقاب.