تحرص جريدة المصري اليوم بين حين وآخر على إبراز "الوجه الآخر" لبعض المشاهير في عالم السياسة والفن والرياضة.. بعيدا عن تعقيدات المناصب وأمراض الأضواء. وفي عدد اليوم تحاورت الجريدة مع الدكتور علي الدين هلال أمين الإعلام والتثقيف بالحزب الوطني، واستطاعت أن تخرج بأسرار مهمة لواحد من أهم صناع السياسة في مصر ليس الآن فقط وإنما في المستقبل أيضا. يؤكد هلال أن اللحم لا يدخل بيته وأن أكلته المفضلة هي الفول النابت، كما يقول إن أباه كان يلمع أحذية الجميع قبل نومه، وأن أمه كانت تردد دعاء يحبه هو شخصيا "ربنا يحبب فيك خلقه". واعتبر علي الدين هلال نفسه "متدينا لكن دون دروشة".. وأكد أنه لا يحب السهر أو حضور الحفلات حتى أنه لم يحضر حفل زفاف جمال مبارك.. وأشار كذلك إلى أنه لا يتقاضى راتبا عن عمله في الحزب الوطني وأنه لم يشتر شيئا مطلقا من الدولة. وهذا بعض مما جاء في الحوار: أين ولدت؟ فى منزل جدى لأمى، وكان عمدة شبرا البلد، وكانت وقتها قرية لها عمدة، وكانت عادة الأسرة أن تضع المرأة مولودها بمنزل أهلها. أين كانت تقيم الأسرة؟ - فى الدرب الأحمر، ثم انتقلنا إلى درب سعادة خلف محكمة استئناف القاهرة وكان بجوارنا سجن الاستئناف الذى يوجد به سجن مصر، وعندما كنا نرى العلم الأسود مرفوعا نعلم أن محكوما عليه بالإعدام سيجرى تنفيذ الحكم فيه، وبعد عدة سنوات اشترى والدى قطعة أرض فى الهرم وبنى فيها بيتا انتقلنا للعيش فيه من 1973 إلى 1985 وبعدها انتقلت إلى المعادى حيث بيت الزوجية. كم عدد إخوتك؟ أربعة أشقاء، ثلاثة أولاد، هم اللواء عاطف رحمة الله عليه، وصبرى، ضابط متقاعد، وأنا، والرابعة منى، وتعمل مديرا عاما بوزارة التربية والتعليم. لماذا لم تصبح ضابطا مثل شقيقيك؟ لأننى حصلت على مجموع كبير فى الثانوية العامة، فالتحقت بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية. ما نوعية الكتب التى كنت تحرص على قراءتها؟ الكتب السياسية والتاريخية وكتب السيرة، وربما كان ذلك من أسباب تفوقى فى المرحلة الجامعية، إذ سمحت لنا الجامعة باستخدام وتوظيف معلوماتنا وقراءاتنا وهو ما لم يكن متاحا فى المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، حيث كنا نضطر للتعامل مع المقررات المفروضة علينا، ولم نتمكن من إظهار الطاقات المتراكمة بداخلنا. ما أكثر الأفكار التى تراودك أوتلازمك دائما؟ فكرة العدل الاجتماعى، وأرى أن وظيفة الحاكم دعم الفقراء، وإخراجهم من الحالة القاسية التى يعيشونها، إلى جانب فكرة الديمقراطية وتعدد الأحزاب التى لازمتنى بعد سفرى إلى كندا، إذ رأيت هناك الحرية وتعدد الأحزاب والرأى والرأى الآخر. أتتقاضى أجراً من الحزب عن عملك؟ لا أتقاضى مرتباً، وناس كثيرة تسألنى: تعمل فى الحزب من العاشرة صباحاً حتى العاشرة مساء أغلب الأيام، هل تأخذ "ماهية"؟ فأرد: لا آخذ ماهية ولا بدلاً ولا سيارة ولا سائقاً ولا غذاء ولا أى شىء. وهل لديك فيلا أو شاليه فى الساحل الشمالى؟ لا، ليس لدى شىء فى الساحل الشمالى وعمرى ما اشتريت شىء من الدولة فلا كان ولا هيكون. متى تستيقظ من نومك؟ أصحو فى الرابعة صباحا. ومتى تنام؟ بين الحادية عشرة والثانية عشرة مساء، لذلك أرفض معظم دعوات السهر والحفلات إلا إذا كانت حفل عرس لابن أو ابنة صديق مقرب. هل حضرت حفل زفاف جمال مبارك؟ لا. لماذا؟ لم أتلق دعوة لحضور حفل الزفاف فى شرم الشيخ، لكننى دعيت لحفل الاستقبال الذى أقيم فى دار القوات الجوية، وحضره الرئيس مبارك. ما الذى تتناوله على الإفطار؟ لا أتناول سوى فول مدمس أو فول نابت بشكل أساسى، فأنا أعشق الفول النابت بالليمون وأحيانا بالطماطم، ومعه سلطة وزيتون، والإفطار هو وجبتى الأساسية. هل لا تزال تدخن؟ أقلعت عن التدخين بعد إجراء العملية، وبعدها كنت أحيانا أمسك سيجارة دون إشعالها حتى إن السيدة سوزان مبارك قالت لى ذات مرة: يا دكتور على إنت وزير شباب فكيف تدخن؟ فقلت لها: يا فندم السيجارة غير مشتعلة. فقالت لى: ليس مهما أن تكون مشتعلة أو مطفأة، فأنت تمسك سيجارة. هل هذا لأنك تهتم كثيرا بصحتك؟ - طول عمرى أهتم كثيرا بصحتى، وفى هذا العمر يجب أن يكون الاهتمام أكبر، وطالما أن الله كتب لنا أن نعيش، فليس هناك ما يبرر تدمير صحتنا وعدم الحفاظ عليها، والحمد لله توقفت تماما عن تناول اللحوم فى بيتى منذ أن حذرنى طبيب القلب قبل إجراء العملية من الضرر الذى يقع على الإنسان من تناول اللحوم بسبب الإنهاك والمعاناة الشديدة حتى هضمها. ما الذي يعلق بذاكرتك عن والدك؟ كان طيبا جدا، يأتى من عمله إلى المنزل، وبعد أن نتناول الغداء يجلس على ترابيزة السفرة يقرأ الجرائد، وقبل أن ينام كان يُلمّّع لى ولإخوتى أحذيتنا بنفسه. ووالدتك؟ ربة منزل عادية، وكانت نموذجا للطيبة المفرطة، وأحلى دعوة كانت تقولها لى روح "ربنا يحبب فيك خلقه".