أمرت نيابة حوادث شمال الجيزة بحبس سائق الميكروباص المتهم بقتل تلميذ فى إمبابة أثناء خروجه برأسه من أتوبيس المدرسة، ووجه محمود حلمى، مدير النيابة، تهمة القتل الخطأ للمتهم، فيما أكد شهود عيان أن السيارة بدون لوحات وأن السائق لا توجد لديه رخصة قيادة. وتبين من مناظرة الجثة والمعاينة لموقع الحادث أن الطفل لقى مصرعه على الفور، وأن المكان الذى مر منه السائق المتهم ليس طريقه وأنه ضيق للغاية ولجأ للمرور منه بسبب الزحام الشديد فى يسار الطريق، وتصادف أن الضحية كان يطل برأسه فلقى مصرعه. وقالت المشرفة على التلاميذ فى التحقيقات، أنها كانت تحضر تلميذين آخرين من داخل المدرسة وفوجئت بالحادث عقب خروجها من المدرسة، بحسب صحيفة المصري اليوم الصادرة الخميس. في حين قال المتهم فى التحقيقات، أنه شاهد الأتوبيس، الذى كان يقل الضحية متوقفا، وأنه قرر أن ينطلق من الناحية اليمنى للأتوبيس وكانت ضيقة وحدث احتكاك بين سيارته والأتوبيس، واعترف المتهم بانه كان يسير بسرعة، قائلا "وعندما قدت سيارتي بجواره لم أر المجني عليه وهو يخرج رأسه، وعندما وجدت الصراخ والبكاء نزلت لأرى ما الذي حدث فاكتشفت أن الطفل كان مخرجًا رأسه من شباك الأتوبيس الدراسي وسيارتي الميكروباص هشمت رأسه لسيري بسرعة في وضع ملاصق لسيارة المجني عليه". فيما أقر فارس عبدالنبي "سائق أتوبيس المدرسة" بأنه كان واقفا بالأتوبيس جهة اليمين لينقل التلاميذ من منطقة سكنهم بإمبابة إلى مدرسة ابن خلدون الابتدائية بأرض اللواء وفوجئ بالسيارة الميكروباص تسرع نحو الأتوبيس ليسقط المجني عليه غارقا في دمائه وتهشمت رأسه. من جانبه، أكد والد الطفل الضحية محمد عمر انه يقيم بمنطقة إمبابة منذ زمن، فبعد أدائى الخدمة العسكرية تقدمت للتطوع ثم تزوجت ورزقنى الله بطفلين أحدهما محمد، وكان فى الصف الرابع الابتدائى، فى صباح يوم الحادث استيقظ محمد كعادته فى تمام الساعة الخامسة والنصف فجراً وجلس بجوارى وسألته عن أحواله ثم أخذ مصروفه واصطحبته والدته إلى شارع الشركة، وعند الساعة السادسة تجمع زملاؤه فى انتظار أتوبيس مدرستهم ابن خلدون". مأساة أب وأوضح الأب، فى حديثه قائلا "إن مشرفين تابعين للمدرسة يتسلمون الأطفال من أولياء أمورهم وبعد أن اطمأنت زوجتى على محمد غادرت المكان وأثناء سيرها شاهدت أتوبيس المدرسة الذى يستقلونه فاطمأنت وعادت إلى المنزل وبعد فترة وأثناء تواجدى فى العمل تلقيت اتصالاً هاتفياً من أحد أقاربى أخبرنى بأن محمد أصيب بحادث تصادم وتم نقله إلى المستشفى وعدت مسرعا إلى المنزل وفى وسط الطريق تلقيت اتصالاً من زوجتى أخبرتنى بأن محمد لفظ أنفاسه الأخيرة". السيارة قسمت رأس الطفل إلى نصفين وتابع الاب "توجهت إلى مشرحة مستشفى إمبابة العام وشاهدت أبشع شىء فى حياتى حين علمت أن السيارة قسمت رأسه إلى نصفين، وانتابتنى حالة من الجنون والحسرة على ابنى وطلبت مقابلة المتهم، لكى أفتك به، وأخبرنى شهود العيان بأن المتهم كان يقود السيارة بسرعة جنونية وأثناء توقف السيارة لنقل الركاب حاول المتهم تخطى سيارة الأتوبيس ظناً منه أنهم ركاب".