المدارس المصرية إلى أين؟؟.. سؤال أصبح يتردد كثيرا على ألسنة أولياء الأمور الذين باتوا ضحية لمشاعر الفزع التي تنهشهم بعد كل حادثة يسمعون بها أو يقرأون عنها في مدارس "التربية" والتعليم... وما أكثرها من حوادث. أبشع الحوادث التي وقعت مؤخرا ونشرتها الصحافة المصرية أمس كانت عن واقعة قيام ثلاثة طلاب بإحدى مدارس مصر الجديدة باستدراج زميل لهم إلى بدروم المدرسة واغتصابه بل وتصوير فعلتهم الشنعاء.. وسط تستر مريب من مدير المدرسة الذي مسح الفيديو وضرب المجني عليه. التفاصيل ترويها صحيفة المصري اليوم في عدد الاثنين حيث التقت التلميذ الذي يبلغ من العمر 14 عاما وفي الصف الأول الإعدادي وأجرت حوارا معه ومع والده وأيضا مع مدير المدرسة. زملاء المجني عليه "يعايرونه" باسم الجاني لن توجد كلمات أبلغ تعبيرا عن تفاصيل المأساة من كلمات الطالب نفسه الذي يقول: "أنا لا أريد الذهاب إلى المدرسة مرة أخرى، زملائي يسخرون مني، وينادون علي باسم المتهم (الفولي)، لا توجد أي خلافات معهم، أنا أعرفهم جيدا، هم طلاب فى الصف الثالث الإعدادي، وكنت فى الحصة الخامسة فوجئت بزميل لي يطلب مني النزول معه لشرب المياه، والذهاب للحمام، نزلت معه، وبمجرد الاقتراب من الحمام فوجئت بالطلاب الثلاثة يستدرجونني إلى بدروم أسفل غرفة التأمين الصحي. وأضاف التلميذ: "هددوني، وطلبوا مني ممارسة الجنس، إلا أنني رفضت فقام أحدهم بطرحي على الأرض، وقاموا بنزع ملابسي، واعتدى أحدهم عليّ جنسياً، بينما اكتفى الثاني بالضحك، وظل الثلاثة يصورون الواقعة عن طريق جهاز موبايل". وأشار التلميذ إلى أنه توجه إلى مدير المدرسة وأخبره بالواقعة، إلا أنه اعتدى عليه بالضرب، واستدعى الطلاب الثلاثة وسحب منهم الموبايل الذي صور الواقعة، وقام بمسح الفيديو، وطلب مني العودة إلى المنزل وأخبرت والدتي بالواقعة. والد الطالب يصف ما حدث بالكارثة ويتهم مدير المدرسة بالتستر أما نورالدين عبد الفتاح والد الضحية فقد قال إن ما حدث لابنه جريمة من مدير المدرسة، الذي حاول تضليل العدالة. ووصف ما حدث لنجله داخل المدرسة ب"الكارثة"، وتساءل الأب: لماذا لم يبلغ مدير المدرسة بالواقعة، وقام بالتستر على الواقعة، ورفض طلب معاون مباحث مصر الجديدة باصطحاب الطلاب إلى قسم الشرطة بحجة أن الطلاب لديهم امتحان، إلا أن النيابة أمرت بضبط وإحضار الطلاب الثلاثة. وأضاف الأب: "أنا أريد حق ابنى بالقانون، أعلم أن ما حدث لابني اختبار من عند الله، أثق فى القضاء ثقة كاملة، لكن أريد القصاص من مدير المدرسة، الذي يريد ضياع حق ابني". مدير المدرسة للنيابة: هتك العرض لم يحدث.. ولم يكن هناك فيديو لأمسحه أما أقوال مدير المدرسة أمام النيابة فجاءت لتنفي وقوع الحادثة بهذا الشكل.. وإنما كان مجرد شروع في ارتكابها تم تداركه بعد أن تناهت إلى أسماعه أصوات صرخات المجني عليه. يقول مدير المدرسة: "اللي حصل إنه أثناء تواجدي بمكتبي بالمدرسة إمبارح أثناء الحصة الخامسة سمعت صوت دوشة فخرجت من المكتب وفوجئت بتجمع الطلبة، وبيقولوا إن الطلبة مهند نور الدين ومحمد الفولي كانوا عايزين يعملوا فعل فاضح وكان واقف الطلبة إسلام محمد أحمد، وأحمد عبد الله عبد الرازق فقمت باستدعاء الأستاذ مؤمن مدرس الرياضة بالمدرسة للتحقق من الأمر وأخذ هو الطلبة عشان يعرف إيه اللى حصل بالضبط وعاقبهم وطلب مني استدعاء أولياء أمورهم، وقال لي إن الطالب محمد الفولي كان عايز يعمل فعل فاضح مع مهند. وعن حذفه للفيديو قال: "لا.. ولو كان فيه حاجة زى كده أنا كنت مسكتها وأبلغت على الفور". كلمة موقع جودنيوز: تبقى الحقيقة غائبة إذن خاصة مع ضياع الفيديو الذي يؤكد المجني عليه أنه تم تصويره، بينما يؤكد المدير أنه لم يكن موجودا من الأصل.. وبصرف النظر عن هذا التضارب.. ومع تمنياتنا بأن ينال الجناة جزاء عادلا لفعلتهم يخفف بعض الشيئ من آلام لن تندمل للطالب وأسرته.. فإن الواقعة بتفاصيلها المعلنة وغير المعلنة تضع علامات استفهام كثيرة أمامنا .. أمام المجتمع بكل طوائفه وفئاته.. ما الذي حدث حتى نصل إلى هذه المرحلة؟؟.. وهل القادم أسوأ؟؟.. ومتى نتحرك حتى لا يزداد الأمر سوءا؟؟