إذا كان اللي بيتكلم مجنون.. يبقى المستمع إيه؟

وسط حالة من الذهول والاستغراب، شنت ابنة الراحل الكبير نجيب الريحاني "جينا" حملة هجوم عنيفة على فريق عمل مسلسل "الضاحك الباكي" الذي سيتناول السيرة الذاتية لوالدها، مطالبة بحقها المادي والمعنوي في هذا المسلسل.
فالسيدة التي فاجأتنا عام 2007 في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مؤكدة أنها ابنة الرائع نجيب الريحاني، والتي لم يذكر عنها شيئاً خلال فترة حياته، قالت بلهجتها العربية المخلوطة باللغة الفرنسية وملامح الكبر: "اللي حيجيب سيرة أبويا حامسح بيه البلاط?"..
غريب أن يصدر هذا الكلام من سيدة تبلغ من العمر حوالي ال 73 عاما وعاشت معظم حياتها في ألمانيا مع والدتها الفرنسية، والأكثر غرابة في هذا الأمر هو المعلومات التي أفصح عنها بعض الزملاء الصحفيين مؤخراً والتي كان من بينها أن الريحاني لم يكن ينجب لأنه كان يعاني من العقم، وأن جينا كانت تعمل طوال الفترة الماضية كممثلة أدوار صغيرة في فرنسا، وهو ما لم تفصح عنه لأحد.
ليس هذا فقط فالحوارات الصحفية والتليفزيونية التي قامت بها "جينا" خلال الأربع سنوات الماضية أكدت أن التفاصيل التي ذكرتها عن حياة والدها تحتوي على تفاصيل مغلوطة تماماً ومسيئة بشكل كامل للريحاني، فيكفي إعلانها بأنه كان يخون زوجته بديعة مصابني ويكفي أن تقول بأنها ابنة غير شرعية له... كل هذه الأشياء تقال من جانبها دون وجود أي أدلة أو وثائق تثبت نسبها للريحاني، فما الذي يجعلنا نعاملها على أنها ابنة الريحاني ونحن لم نشاهد لها حتى ولو صورة واحده تجمعها بالريحاني.
الشق الثاني، والذي أثارته الكاتبة الكبيرة حنان شومان، وهو تركة الريحاني التي دائماً ما تتحدث جينا حولها في لقاءاتها، والتي تقدر بحوالي 70 مليون جنيه وقصر كبير في حدائق القبة - والتي تستحوذ عليه وزارة الثقافة حالياً كقصر للثقافة - هذا إلى جانب فيلا برأس البر ولوحة قيمة للغاية بحجم كبير للريحاني، فإذا كانت جينا تعامل الآن معاملة النجوم من جانب وسائل الإعلام والجرائد فمن يدري فقد تستجيب وزارة الثقافة لطلبها وتعطيها قصر حدائق القبة لتسكن به مثلما تريد منذ أن وضعت قدميها على أرض مصر.
بشكل عام فنحن لا نملك دليلاً قاطعا على إدعائها لبنوة الريحاني، ولكن كل الأمور السابق ذكرها تجعلنا نتساءل لماذا قررت جينا القدوم إلى مصر عام 2007 لتعلن أنها ابنة الريحاني على الرغم من مرور أكثر من ستين عاما على وفاته؟!... وما الذي دفع الريحاني لإخفاء ابنته عن الجميع وإصراره على انه وحيد ولا يوجد له بنت أو ولد على الرغم من انه كان معروفا بجرأته.. وما الذي يجعلنا نحن نصدق أنها ابنته وما الذي يعطيها الحق في أن تطالب بثروته وهي ابنة غير شرعية؟.