منذ لحظة الإعلان عن اختيار الفنان السورى عابد فهد ليلعب دور الممثل الراحل نجيب الريحانى فى مسلسل بعنوان «الضاحك الباكى»، بدأت الأصوات تتعالى اعتراضا على هذا الاختيار خصوصا أن هذه ليست المرة الأولى التى يقع فيها اختيار جهة إنتاج على ممثل سورى ليلعب دور شخصية فنية لها مكانتها فى قلوب المصريين، من هذه النقطة انطلق حوارنا مع الفنان عابد فهد الذى تحدث عن كيفية ترشيحه واستعداداته الخاصة لأداء الشخصية. كيف تم ترشيحك للعب شخصية الريحانى؟ اتصل بى المنتج ممدوح شاهين والمؤلف محمد الغيطى وعرضا على المسلسل الذى اعتبره أهم عرض تلقيته، لأنه يتيح لى تقديم شخصية عظيمة مثل نجيب الريحانى الذى تميز بخفة ظل وتركيبات نفسية ممتعة للغاية، إضافة إلى أن المسلسل يعرض علاقته بزملائه الفنانين مثل بديعة مصابنى وبديع خيرى والمواقف التى جمعته بأسرته، وزوجته الثانية وتبنية لبنت أخيه بناء على وصية والده، وعلاقته بالخديوى واحداث أخرى مثيره، وغيرها من الأحداث المهمة، وهو ما دفعنى لكى أتفرغ تماما لهذا المسلسل واعتذرت بسببه عن 3 مسلسلات هى «الجماعة» و»شيخ العرب همام» أمام يحيى الفخرانى و«الهاربة2». وما تعليقك على حملة الهجوم التى تعرضت لها قبل ان يبدأ التصوير؟ جعلنى هذا الهجوم أشعر بمسئولية أكبر حتى أكون عند حسن ظن الذين اختارونى لهذا الدور الذى اعتبره تحديا جديدا ومغامرة خطيرة للغاية ومسئولية كبيرة ليست بالسهلة، إلى جانب أن شخصية الريحانى شخصية غير عادية فقد كان يتعامل مع فنه بصدق وإخلاص ولأنه كان يؤمن بأنه يقدم رسالة فنية تعمل على توضيح ثقافة الحياة للجماهير. وكيف كانت استعداداتك الخاصة لهذه الشخصية؟ لن أعمل على تقليد شخصيته كما يحدث فى كثير من أعمال السير الذاتية بل سأسعى للتركيز على الجانب الإنسانى للريحانى وكل ما خفى فيها عن الناس حيث يركز المسلسل على العالم الخاص للريحانى من خلال مذكراته التى كتبها بنفسه. من وجهة نظرك هل هناك تشابه بين شخصيتك والريحانى؟ أرى من خلال قراءتى لمذكرات الريحانى أننى أشبهه فى تفكيره وإخلاصه لفنه. من خلال دارستك لشخصيته فى الحقيقة هل كان إنسانا فكاهيا؟ نجيب الريحانى ملقب بالضاحك الباكى فقد أضحك الناس بقدر مأساته الحقيقية التى عاشها والمشاكل والهموم التى كانت تحاصره من كل ناحية، كان يبكى وراء الكواليس وفى منزله وقمت بالاتفاق مع المؤلف «محمد الغيطى» على أننا لا نريد أن نفتعل الكوميديا فالعمل ليس مطروحا لتقديمه بشكل كوميدى وإنما لإظهار الجانب الإنسانى من الشخصية. هل سنرى أى إضافات لك على شخصية الريحانى؟ بالتأكيد سيكون لى بعض الإضافات للشخصية ولكنى فى الوقت الراهن لم أضع يدى على تلك الإضافات لأنى أحتاج إلى أن أنصهر تماما داخل الريحانى حتى أصل إلى حالة التقمص الكامل. اعتدنا أن تسلط أعمال السير الذاتية الضوء على الجوانب المضيئة للشخصيات التى تتناولها فهل سيحدث الأمر ذاته مع الريحانى؟ هذا الكلام صحيح ولكن فى هذا المسلسل تعمدنا أن نرصد الجوانب السلبية والإيجابية للشخصية فلكل منا فى حياته نصفان: الأول مضىء والآخر معتم، فعند تقديمنا للسيرة الذاتية لا بد أن نقدمها بكل تفاصيلها وجوانبها ويعد خطأ كبيرا تقديمها بنمط واحد ، فنحن لا نستطيع أن نرى ضوءا من غير ظل. شاركت فى أكثر من عمل سيرة ذاتية فهل تستهويك هذه الأعمال؟ طبعا لأنها ممتعة وتجربة ليست سهلة على الإطلاق فقد قدمت فى الدراما السورية من قبل شخصية «الظاهر بيبرس» وهى شخصية غير معروفة للناس بشكل كبير وكذلك دور الحجاج بن يوسف الثقفى وهو معروف لدى الجمهور بالاسم فقط ولكنهم بعيدون عن ملابسات شخصيته الواقعية وهى ما أركز عليه مع الريحانى. وماذا عن اختيار باقى فريق العمل؟ لم يستقر المخرج حتى الآن على الأبطال المشاركين معى فى المسلسل وإن كانت هناك شخصيات قد تم الاتفاق على ترشيحها قاموا من قبل بالاشتراك فى مسلسل «أسمهان»، وأتمنى من وجهة نظرى أن ترشح الفنانة شريهان للقيام بدور بديعة مصابنى لما تتمتع به من خفة الحركة والظل أيضا.