العرب دائماً في قلب مصر، والمصريون يحبون كل الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج. ويتحملون نظرة شعوب دول النفط التي لا ترى في مصر إلا الشحاذين وفتيات شارع جامعة الدولة العربية وملاهى شارع الأهرام، ويتحملون عنف عرب شمال إفريقيا تجاههم خاصة "ليبيا والجزائر" والذي يبدو واضحاً من الاعتداءات التي تتعرض لها الفرق الرياضة المصرية منذ تم اختراع الرياضة. ولكن الغريب والجديد هو أنه لم تحدث من قبل مثل هذه الاعتداءات الوحشية أو أي أعمال شغب من قبل الجماهير التونسية أثناء أي مقابلة رياضية بين الفرق الرياضة التونسية والمصرية، فقد فاز الاهلى على الصفاقسى التونسى بهدف أبوتريكة الشهير فى الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع وأخذ بطولة دوري الأبطال من وسط مناصري الصفاقسى، وجاء النجم الساحلي وفاز3-1 على الاهلى وسط مشجعيه وأخذ نفس البطولة من قلب القاهرة. وقبل لقاء الاهلى والترجى الاخير كانت الاجواء مثالية ورائعة فقد كان هناك استقبال حافل لبعثة الترجى من قبل إدارة النادى، وكذلك هناك بعث مشترك بين قناة الاهلى وقناة حنبعل التونسية بحضور نجم الاهلى وقائد منتخب مصر احمد حسن وحاتم الطرابلسى نجم الكرة التونسية، وكل ذلك يؤكد أواصر الحب والمودة بين جماهير الاهلى ومناصرى الترجى التونسى لذا جاء مشهد اعتداء مناصرى الترجى على رجل الإطفاء المصري بشكل وحشي صادماً ومفزعاً للمصريين الذي يحبون الشعب التونسى كثيراً. فهذا الاعتداء لا يدل إلا على كره بغيض مجنون كامن في النفوس لا أجد له مبررا منطقيا واحدا: هل هزيمة المصريين فى مباراة لكرة القدم له طعم خاص ونشوة لا تضاهى نشوة عند الاخوة العرب ؟! حتى أنها أحياناً تعادل الفوز ببطولة عند البعض ؟! هل فخز المصريين بمكانة بلادهم التي صاغتها عوامل التاريخ والجغرافيا والثقل الثقافي والسكاني والذي يفسره بعض الإخوة العرب بأنه نوع من التعالى عليهم. رغم أن مصر القوية هى قوة لكل العرب كما أن تونس القوية هى قوة لكل العرب أيضا؟! أما عن عدوى التعصب التي انتشرت مؤخراً بين جماهير الكرة فقد رأينا اعتداءات جماهير الزمالك على النادي الاهلى والتى طالت حتى المارة فى الشوارع وأصبحت فيروساً أصاب كل جماهير الكرة فى بلاد شمال إفريقيا.