على غرار حرب داحس والغبراء التي استمرت حوالي 40 عاما في أيام الجاهلية.. بدأت حرب كلامية عربية أخرى قد تستمر لسنوات، أو ينجح العقلاء في إطفاء نارها مبكرا. الحرب التي تشهدها الصحف والمواقع الإلكترونية العربية بدأت مع أول أيام الشهر الكريم الذي من المفترض أن يكون شهر التراحم والتواد والتسامح - هكذا أراد له الله عز وجل - ولكن مع تحوله في كثير من الدول العربية لشهر المسلسلات المثيرة والبرامج الفضائحية... أصبح من السهل أن نرى الكثير من القضايا الخلافية التي ما أنزل الله بها من سلطان .. وكله "من ورا دراما رمضان". الحكومة المغربية.. نعم الحكومة نفسها... شنت انتقادات واسعة ضد بعض الدول العربية بسبب ما أسمته بالصورة السيئة التي رسمته للمغربيات في بعض الأعمال الدرامية العربية، واعتبرتها مسيئة للمرأة المغربية ومهينة لمشاعر أكثر من 30 مليون مغربي. وقال خالد الناصري وزير الإعلام المغربي والمتحدث باسم الحكومة "إن المغرب سيعير هذه القضية ما يلزمها من الاهتمام وسيدافع، بما يلزم من الجدية والحزم، عن كرامة المغاربة، رجالا ونساء". كما انتقد الناصري بعض وسائل الإعلام العربية لكونها تظهر المرأة المغربية في نمط أحادي، يبخس دورها الريادي، معتبرا أن "الدعارة ليست اختصاصا مغربيا"، كي تلقي المسلسلات العربية الضوء على هذه الظاهرة، التي توجد في كل بلدان العالم. الفعل الأبرز كان قيام مجموعة من المغربيات بتأسيس جمعية أطلق عليها - وفقا لجريدة القدس العربي - اسم "مغربية وأفتخر" بهدف تصحيح الصورة عن فتيات المغرب ونسائه، على المستويين الإعلامي والفني. وترجع الأزمة إلى بداية الشهر الكريم حيث اخترق مغربي موقع الديوان الأميري الكويتي احتجاجا على إساءة مسلسل الرسوم المتحركة الكويتي 'بوقتادة وبو نبيل' الذي تعرضه قناة 'الوطن' لسمعة النساء المغربيات بإظهارهن على أنهن ساحرات ومشعوذات يسعين إلى خطف رجال الخليج وتزويجهم لبناتهن... واعتذرت وزارة الخارجية الكويتية عقب تفجر الأزمة للشعب المغربي وطلب البرلمان الكويتي محاسبة وزير الإعلام ورئيس الحكومة على خلفية بث المسلسل. بعدها بأيام أعلنت جريدة الأهرام عن قيام مغربي آخر باختراق موقع وزارة الإعلام المصرية ردا على الصورة التي ظهرت بها ملكة جمال المغرب في مسلسل العار، حيث ظهرت كفتاة ليل... وهو ما نفاه أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون وأصدر تعليمات مشددة لإدارة الرقابة والمشاهدة بالتلفزيون لمراجعة كل المسلسلات المعروضة علي الشاشات المصرية، والتأكد من أنها لا تحمل أي إساءة لصورة المرأة العربية في أي قطر عربي. كما أكد في بيان أن "التلفزيون المصري حريص على صورة المرأة العربية، ويرفض أي إشارة تسيء إليها في البرامج أو الدراما التلفزيونية التي ينتجها أو التي يبثها من إنتاج الآخرين".