نشرت جريدة الأخبار في عددها الصادر اليوم تقريرا خطيرا للجنة التعليم بمجلس الشعب حول حجم القصور الموجود في العملية التعليمية في مصر بمختلف جوانبها، كما قدم التقرير مجموعة من التوصيات للوصول إلى مسار تعليمي جيد. تقدم الأخبار للتقرير عبر مقولة العالم الكبير فاروق الباز الذي أكد أن الطريق الوحيد والصحيح لدولة مصرية حديثة هو التعليم، وأن إصلاح أحوال التعليم هو أول مبادئ الحداثة. أول القصيدة....... يشير التقرير في بدايته إلى مجموعة من الإحصائيات، فيذكر أنه توجد 36027 مدرسة حكومية تحتضن 15470272 طالبا، إلى جانب 4841 مدرسة خاصة يوجد بها 1240000 طالب، بإجمالي 49640 مؤسسة تعليمية تشتمل على حوالي 17 مليون طالب. ولأن البداية تكون مع رياض الأطفال، فقد رصد التقرير مجموعة من السلبيات قال عنها: "إن عدم تخصيص الكثير من الموجهين والمشرفين لدعم وتقويم مدارس رياض الأطفال ينعكس سلبا علي جودة العملية التعليمية، ويؤكد أنه يتم أحيانا تعيين معلمات رياض أطفال بنظام التعاقد لسد العجز مما يؤدي إلى أن تترك بعض المعلمات فصولهن في منتصف العام الدراسي وينتج عن ذلك عدم استمرار العملية التعليمية وتشير الإحصاءات إلى كثافة الفصول في جميع المحافظات وطبقا للمعايير الدولية للجودة يجب ألا تتجاوز الكثافة20 طفلا في الفصل". المرحلة الابتدائية.... بصيص من الأمل يرصد تقرير لجنة التعليم بعض الإيجابيات في المرحلة الابتدائية حيث يتركز الاهتمام علي رفع معدلات القيد وتوفير المناخ الذي يساعد علي التعليم مما يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في نسبة التسرب، ونتيجة للاهتمام بتعليم الفتيات انخفض التسرب بين الفتيات ليصل إلى أدنى حد بالإضافة إلى ظهور العديد من النظم التي تقوم على دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية وإتاحة التعليم من خلال استخدام الوسائل المختلفة مثل الإنترنت والتعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني من خلال معامل العلوم المتطورة. قم للمعلم ... وفه "التدريبا" ينتقل التقرير إلى المرحلة الإعدادية ويرصد تراجعا في كفاءة معلمي هذه المرحلة رغم وجود مؤسسات لإعدادهم، ويرجع التقرير هذا إلى الاستعانة ببعض المعلمين من غير خريجي كليات التربية، رغم أن هؤلاء يعانون من بطالة شبه كاملة.. كما يوجد معلمون يحملون شهادات متوسطة وفوق المتوسطة.. بالإضافة إلى "شيوع المجاملة على حساب العمل".... ويرصد التقرير كذلك الزيادة الكبيرة في كثافة الفصول خاصة في المدارس الحكومية ... "بالنظر إلى حساب عدد التلاميذ لكل معلم سنجد أن المؤشرات منخفضة كذلك ساعات الدراسة لينزل بمعدل الجودة إلى مستوى رديء في المدارس التي تعمل فترتين أو تعمل مساء حيث لايتجاوز طول اليوم الدراسي 4أو 5 ساعات". كما يرصد التقرير سلبيات المقررات الدراسية التي يقول عنها إنها تعكس خللا واضحا في التوازن بين التكوين النظري للتلميذ والتكوين التطبيقي العملي نظرا لاحتفاظها بخصائصها التقليدية.... كما يشير إلى أنه رغم توفير البنية التحتية لاستخدام التكنولوجيا في التعليم، إلا أن الاستفادة تظل محدودة نظرا للثقل الكبير الذي يعانيه المدرسون من أعباء تدريس المقررات. منهج الثانوية العامة...... "قاصر" رغم أن التقرير يشيد بإعداد المعلم في المرحلة الثانوية، إلا أنه ينتقد أيضا ارتفاع كثافة الفصول، وكذلك يرصد "قصور مناهج المرحلة" التي تعاني فجوة بين الواقع العملي والأهداف المعلنة... "ويرجع السبب إلى أن منهج المدرسة الثانوية بكل مكوناته يظل منهجا أحادي الاتجاه لا يؤهل النشء للقيام بمتطلبات الحياة العملية وإنما يمدهم بكل ثابت من المعلومات التي يتم حفظها للامتحان وللحصول علي درجات عالية بخلاف اختزال كل مصادر المعلومات في صورة الكتاب المدرسي وطريقة التدريس تقليدية تعتمد علي التلقين ومع سيطرة هذه الطريقة لايكون هناك مجال للطرق الحديثة".