أكد رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته نوري المالكي، أنه "جزء من المشكلة" التي تعيق عملية تشكيل الحكومة الجديدة، إلا أنه لم يخلقها، متحدياً في الوقت ذاته حلفاءه وخصومه السياسيين على السواء في إيجاد مرشح آخر بديل أفضل منه لرئاسة الحكومة. وقال المالكي فى حديث خاص لوكالة رويترز للأنباء إن "الأمن في العراق ما زال مستقرا"، مؤكدا أن ثقة المستثمرين لم تتأثر بإطالة أمد المفاوضات التي لم تثمر حتى الآن عن أي تحالف قد يفضي إلى تشكيل الحكومة. واعترف المالكي أنه كشخص وكتلة جزء من مشكلة تشكيل الحكومة العراقية، لكنه يمتلك القناعة والتصور ويريد النجاح في الرئاسة، رافضا التخلي عن مسؤولياته تحت ضغط الإعلام، ومؤكدا أنه لم يخلق المشكلة وأنه يسعى إلى حلها. وتحدى المالكي خصومه في حل الأزمة بعيدا عنه بالقول: "ماذا لو إني تخليت عن هذه القضية هل يستطيعون حلها بالشكل الذي يجعل العملية السياسية تستمر". وحذر من محاولات خصومه السعي إلى إضعاف صلاحيات منصب رئيس الوزراء، وأكد أن هذا الإجراء سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار وفسح المجال أمام عودة تنظيم "القاعدة" والجماعات المسلحة والميليشيات التي كانت السبب في إغراق العراق في بحر من الدماء نتيجة الصراع الطائفي الذي بلغ ذروته عامي 2006 و2007. ورغم توقف المباحثات بين الحليفين التقليديين وهما قائمة المالكي وقائمة "الائتلاف الوطني" الذي جاء ثالثا بالانتخابات إلا أن المالكي قال إنه "لن يمانع بانضمام الائتلاف الوطني للمباحثات"، مضيفا أنها تجري الآن بين قائمته وقائمة علاوي بمشاركة الأكراد وقائمة التوافق وفي سؤال فيما إذا كان العراق سيسمح ببقاء قواعد عسكرية أمريكية في العراق لما بعد الانسحاب قال المالكي "هذا موضوع متروك لرئيس الوزراء القادم وموافقة البرلمان ولا يمكن الإبقاء على قواعد أمريكية إلا إذا اختار البرلمان ذلك". إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز الشرق للبحوث أن غالبية العراقيين يعتقدون أن إيران تشكل العقبة الأكبر أمام تشكيل الحكومة العراقية. واظهر الاستطلاع الذي شمل عينة من 12000 شخص في محافظات العراق كافة ان 41.2% من العراقيين يرون ان "إيران وراء تأخر تشكيل الحكومة"، فيما يرى 31.5% ان الولاياتالمتحدة هي السبب. واعتبر 38.3 بالمائة من المستطلعين ان الصراع على السلطة وراء تأخير تشكيل الحكومة، فيما رأى 19 بالمائة ان تدخل دول الجوار السبب في ذلك، بينما اعتبر 17.5 بالمائة فشل العملية الديمقراطية هي السبب".