أكد رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى بأنه لن يتنازل عن فترة رئاسة ثانية للحكومة لافتا إلى أن الأوضاع الأمنية مستقرة وإن المستثمرين لم يفقدوا الثقة بسبب طول الفترة التى أخذتها المحادثات الرامية للاتفاق على تشكيل حكومة. واعترف المالكى فى حديثه لوكالة رويترز أنه جزء من الأزمة السياسية التى يشهدها العراق حاليا نافيا فى الوقت نفسه أن يكون من خلق تلك الأزمة المتمثلة فى الإخفاق فى تشكيل حكومة العراق منذ مارس الماضى. وأكد المالكى فى مقابلة أجراها مع وكالة رويترز أنه لن يرضخ لما سماه بالضغوط الإعلامية ولن يتنازل عن فترة رئاسة ثانية للحكومة لافتا إلى أن الأوضاع الأمنية مستقرة وأن المستثمرين لم يفقدوا الثقة بسبب طول الفترة التى أخذتها المحادثات الرامية للاتفاق على تشكيل حكومة. ومن ناحية أخرى اتهم المالكى خصومه بمحاولة إضعاف سلطته، مضيفا أن ذلك من شأنه إعادة التوتر والاضطراب إلى العراق ويعطى الفرصة لعودة أذناب تنظيم القاعدة المسلحين الذين كانوا مرتبطين بأحداث العنف الطائفى. وأشارت "رويترز" إلى أن الانتخابات البرلمانية التى جرت فى السابع من مارس الماضى لم تفرز عن فوز حاسم لكتلة ما تخول لها تشكيل الحكومة بمفردها مما أدى إلى تفاقم الصراع بين إياد علاوى الذى يترأس القائمة العراقية والمالكيى. وحلت القائمة العراقية فى المركز الأول بالانتخابات بفارق مقعدين عن ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكى. و حتى الآن تعجز أى من الكتلتين من تشكيل تحالف تستطيع المضى به إلى البرلمان لتشكيل الحكومة من خلال تحقيق الأغلبية داخله، ويواجه كل من المالكى وعلاوى صعوبة فى إقناع الكتل للانضمام إلى تكتليهما لتشكيل الحكومة. ويرى المالكى أنه مع أن هناك من يعارضونه إلا أنه ستكون هناك معارضة أوسع لأى مرشح آخر، واعترف بأنه جزء من المشكلة فى العراق إلا أنه قال "ولكنى لست من خلق المشكلة". وكان التحالف الذى شكل بين قائمة المالكى ذات الصبغة الشيعية وقائمة الائتلاف الوطنى الذى يضم غالبية الأحزاب الشيعية قد وصل قبل ايام معدودة الى طريق مسدود عندما اعلن قادة الائتلاف الوطنى رسميا عن وقف مباحثاتهم مع قائمة المالكى بسبب إصرارها على استمرار ترشيحه كمرشح وحيد لرئاسة الوزراء. وطالب قادة الائتلاف الوطنى قائمة ائتلاف دولة القانون بتقديم مرشح آخر غيره وهو مطلب قوبل بالرفض الشديد من القائمة والمالكى. وقال المالكى "أعرف أن هناك أناسا أقوياء ولكن أعرف أنهم لا يمتلكون المقبولية، هم يقولون إن هناك اعتراضات واسعة على المالكى... لكن أعرف أن هناك اعتراضات أوسع على مرشحين يعملون من أجلهم." وتحدى المالكى خصومه وشركاءه على السواء أن يتمكنوا من الاتفاق على مرشح واحد وقال "أنا قلتها فى السابق وأقول اعتبروا المالكى غير موجود فى العملية السياسية، أنا منسحب، اعتبرونى مجمد لترشيحى اتفقوا على مرشح أنتم والعراقية والتحالف الكردستانى ونشوف (لنرى) لكن لا يستطيعون." ورغم توقف المباحثات بين الحليفين التقليدين وهما قائمة المالكى وقائمة الائتلاف الوطنى الذى جاء ثالثا بالانتخابات إلا أن المالكى قال إنه لن يمانع بانضمام الائتلاف الوطنى للمباحثات التى قال إنها تجرى الآن بين قائمته وقائمة علاوى بمشاركة الأكراد وقائمة التوافق، ووصف المالكى هذه المباحثات بأنها "جادة وقوية". واستبعد المالكى أن يكون لازمة تشكيل الحكومة أى تأثير على الاستثمار فى العراق وقال إن هناك مشاريع ما زالت تعمل بكامل طاقتها، وقال المالكى إنه فى حال وصول شخصية ضعيفة لا تحظى بدعم القوى السياسية المختلفة إلى رئاسة الوزراء فإن ذلك سيشكل خطرا على أمن البلاد. وبالإشارة إلى نية الولاياتالمتحدة سحب 50 ألف جندى من العراق مع نهاية الشهر قال المالكى إنه من السابق لأوانه الحديث عما إذا كان يجب طلب تمديد بقاء القوات الأمريكية فى الأراضى العراقية. وأضاف لا تستطيع الولاياتالمتحدة الإبقاء على قواعد فى العراق إلا بطلب من البرلمان العراقى، رئيس الوزراء يستطيع تقديم اقتراح للبرلمان ولكن البرلمان هو من يملك حق القبول أو الرفض".