أطلق الفنان الشاب هانى سلامة فى حواره الذى تنشره اليوم صحيفة "المصرى اليوم" عددا من التصريحات الجريئة القوية، حيث أبدى اعجابه بالدكتور محمد البرادعى المزمع ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة، كما أكد أن المصريين باتوا مكروهين من اخوانهم العرب.. وأن مصر بدأت تفقد وزنها الدولى. يقول هانى: "أنا أؤيد أى شخص يستطيع أن يقدم شيئاً لهذا البلد ولديه برنامج محترم يخدم مصر، وأرى أن البرادعى صاحب فكر وعلم ولكنى لا أعرف برنامجه حتى الآن، لكننى أفضل أن يكون هناك أكثر من مرشح لهذا المنصب، وتترك لى الحرية الكاملة كى أختار بينهم". وأعلن سلامة أن ما طلبه البرادعى هو "موقف كل الأشخاص الطبيعيين لأنه لابد من وجود تعددية وأن يكون هناك تغيير حقيقى وديمقراطية تسمح للشعب بأن يقول رأيه ويختار من يراه مناسبا لمنصب رئيس الجمهورية. وطالب "سفير النوايا الحسنة للتوعية ضد مرض شلل الأطفال" بأن نتبع أسلوب الدول الديمقراطية الكبرى فى انتخابات الرئاسة المقبلة، وأن نتبع أسلوب المناظرة كما حدث مؤخرا فى انتخابات حزب الوفد التى كانت مثالاً محترماً للانتخابات، معللا بأنه ليس من المستحيل أن يعرض كل مرشح جدوله الانتخابى على شاشة التليفزيون. سلبيات كثيرة وحول الوضع الراهن فى مصر، يقول هانى: "أنا متفائل دائما، ومازلت أرى أن الحياة فى مصر ليست مظلمة تماما، ومازالت هناك فرصة لإحداث تغيير لأن السلبيات الموجودة لدينا موجودة فى دول كثيرة، والمهم أن نفكر فى تغييرها. وشدد هانى فى معرض حديثه، إلى أنه بات يستفزه أن المواطن المصرى أصبح بلا قيمة وغير مرغوب فيه فى الخارج خاصة فى معظم الدول العربية، ملمحا إلى أن تطوير التعليم وتحسين الخدمات الصحية هما السبيل للخروج من الوضع الراهن. ويكمل هانى: "شاهدت بعينى كره العرب لنا أثناء مباراة مصر والجزائر فى السودان، كنت شاهد عيان على كل الأحداث، ووقفت خارج الإستاد، ووجدت أن هناك كرها كبيراً داخل بعض الأشخاص، ولم أتصور أن تتدهور العلاقات التاريخية بيننا بسبب شىء تافه. وأنا حزين جدا ممن يقولون إن أحداث مباراة الجزائر مبالغ فيها. إنها حقيقية وكان هناك بعض التجاوزات من الجزائريين، لكنهم أداروا الأزمة بشكل أذكى منا بكثير ونجحوا فى أن يضعونا فى موقع المخطئ بينما فشلنا نحن فى أن نأخذ حقنا لأننا لم نقدم ما يدينهم. مصر يجب أن تظهر العين الحمرا: واستطرد سلامة: "الكبير لابد أن يحترم وعندما يرى أن هناك من يتطاول عليه لابد أن يضعه فى مكانته الحقيقية لأن سكوتنا أصبح كارثة، ولابد أن نظهر العين الحمرا لأى من يفكر أن يتطاول على مصر التى وقفت بجانب كل هذه الدول كى تنهض، ولا أرى أى مبرر لتراجع دورنا الخارجى بهذه الطريقة. فمصر ربما بدأت تفقد مكانتها وزعامتها فى المنطقة"، مرجعا أسباب تدهور الأوضاع بشكل كبير إلى الأداء الحكومى، ومطالبا الشعب بالتعاون مع الحكومة للارتقاء بالمجتمع، ومطالبا فى الوقت ذاته بالتغيير، "لأننا تأخرنا كثيرا فى التغيير بسبب النظام الحالى الذى إذا قرر أن يغير من نفسه ويدرك ما تأخر عنه ويعترف بذلك أمام الجميع فمن الممكن أن أؤيده"، على حد تعبيره. التشدد الدينى: وحول حالة التشدد الدينى التى بدأت تظهر حاليا فى المجتمع المصرى، والتى اتخذت طريقها إلى الفن، وبالتحديد السينما، يقول الفنان الشاب : "لا أعرف كيف وصلت مصر إلى هذه الصورة من التشدد رغم أنها كانت رمزا للحرية، وبصراحة المجتمع المصرى فقد العديد من الأخلاقيات وأصبح من السهل أن تتعرض منتقبة إلى المعاكسة فى الشارع، وأن يقتل شخص أخاه من أجل عشرين جنيهاً، والجرائم أصبحت عادة". ويؤكد هانى أن التشدد لم يقتصر على الفنانات بل انتقل إلى الفنانين الرجال، وأصبح الفنان يرفض أى مشاهد جريئة وكأنه سيقدم فيلم "إباحى" رغم أنه لا يمثل شخصيته فى الفيلم، كما أصبحنا ننظر للممثل الذى يقدم المشاهد على أنه "فاسق"، وأصبح كل شخص يتعامل مع أفكاره على أنها ثوابت دينيه، رغم أنه لا يجب أن نتعامل فى الدين بالشكل الظاهر لأنه ليست كل محجبة محترمة وليست كل غير محجبة غير محترمة، فأنا لست ضد الحجاب وأعتبره حرية شخصية، لكن لا يجب أن نعمم خاصة أن الملابس أصبحت مجرد وسيلة لتحقيق أهداف خاصة ليس من ضمنها الدين، وأعتقد أن ذلك قد حدث بسبب إحباط الناس وعدم ثقتهم فى النظام الحالى.