لم ينفصل الفنانون المصريون عن جموع الجماهير فى الاستفادة من حالة الحراك السياسى التي يشهدها حاليا الشارع المصرى مع اقتراب الانتخابات الرئاسية القادمة فى سبتمبر 2011. ولأول مرة نجد عددا كبيرا من الفنانين يبدون رأيهم صراحة فى حالة الجدل السياسى المثارة حاليا، سواء بدعم شخصية معينة أو رفضها. وأسفر ازدياد حالة الوعى السياسى وانغماس الكثيرين فى التعبير عن انتماءاتهم وقناعاتهم السياسية عن ظهور ثلاثة اتجاهات بين الفنانين، فمنهم من اتخذ موقف "مع البرادعى" مثل المخرج خالد يوسف والفنان مدحت صالح، ومن هو "ضد البرادعى" مثل الفنان عادل إمام، ومنهم من اتخذ موقفا حياديا حيال الأمر، مثل الفنان محمد منير والفنانة فاتن حمامة. فبعد أيام قليلة من الهجوم الذي شنه الفنان عادل إمام على المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الذي أعلن فى عدة مناسبات أنه سيخوض غمار المنافسة على كرسى الرئاسة فى الانتخابات القادمة، أعرب الفنان خالد أبوالنجا عن موقف مختلف تماما، حيث أعلن مؤخرا عن تأييده للبرادعي والانضمام إلى حملته من أجل التغيير والاصلاح السياسى فى مصر. ونقلت صحيفة "المصري اليوم" أمس عن أبوالنجا قوله إن البرادعي يمثل "طوق نجاة" لمصر التي وصفها بأنها تتجه نحو الأسوأ. وأضاف ان حملة البرادعي تقدم الإطار الصحيح الذي يعتمد على ديمقراطية حقيقية ومساواة بين أبناء الوطن، وأن يكون لدينا دستور حقيقي يضمن نزاهة الانتخابات. ووصف أبوالنجا الحزب الوطني الحاكم في مصر بأنه "فقد شرعيته ومصداقيته"، حيث قال: "لا يستطيع أي شخص الآن أن يقول إن النظام أصبح مفيداً لمصر، لأن البلد يسير من سيئ إلى أسوأ داخلياً وخارجياً، ولا تتوافر لدى القيادة السياسية نية لوضع برنامج صريح للقضاء على هذه المشكلات، بل يسعى النظام إلى تلميع نفسه حتى يخفي أخطاءه". ودافع أبوالنجا عن موقفه السياسي بقوله "ظهور البرادعي شجعني على التعبير عن رأيي"، مضيفا "دائماً أتحمس لأي عمل يتعلق بالعدالة الاجتماعية". وكان عادل إمام قد شن هجوماً لاذعاً على البرادعي وصف فيه بعض تصريحاته بأنها كوميدية وبأنها "كلام غريب ومضحك" كما وصف لقاءاته مع قادة الإخوان المسلمين بأنها نوع من الانتهازية السياسية.