أحمد عبد الرسول على عكس المتوقع، أبرزت الصحف الجزائرية الصادرة صباح اليوم الأربعاء خبر العقوبات الموقعة على مصر من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم " الفيفا" فى إطار متوازن شابه القليل من الهجوم والتجريح. وعاقب الفيفا مصر بخوض منتخبها الأول مباراتين خارج ملعبه الرئيسي بالقاهرة وغرامة قدرها 100 الف فرانك سويسري بسبب تعرض حافلة المنتخب الجزائري للرشق بالحجارة فى نوفمبر الماضي بالقاهرة قبل لقاء المنتخبين فى تصفيات المونديال. وكالعادة كانت صحيفة "الشروق"- المشهورة بلعب دور بارز فى اشتعال الأزمة بين البلدين من قبل- الأكثر هجوما وعنونت تقريرها الذى وضعته فى صدر صفحتها الرئيسية قائلة: " الفيفا تدين المصريين وتبلغهم العقوبات.. 100 ألف فرنك سويسري ومقابلتان خارج القاهرة". واستغربت الصحيفة تأخر الفيفا فى اصدار الحكم وهو ما وصفته بأنه فتح الباب أمام الكثير من التأويلات حول وجود نية لمعالجة الموضوع لصالح المصريين، مشيرة إلى أنه بالرغم من أن بساطة العقوبة فاجأت الكثيرين، فإنها أدانت المعتدين وبينت للعالم أن المصريين ارتكبوا جريمة فى حق منتخب شقيق. وأكدت الصحيفة أيضا أن العقوبة فى حد ذاتها جاءت لتدحض كل الأكاذيب المصرية التى حاولت تضليل الرأي العام العالمي قبل أن تعود لاسلوبها السابق فى التجريح بالحديث عن ان سمير زاهر وأعوانه وأتباعه من أشباه الإعلاميين لبسوا ثوب الضحية وتلفيق قصص وسيناريوهات عن مباراة أم درمان بالقول إن الجماهير المصرية تعرضت للاعتداء من جماهير الجزائر. واختتمت الصحيفة تقريرها- الذى أرفقت به صورة للاعبين جزائريين تسيل الدماء من رأسيهما وقيل وقت الحادث أنهما لم يصابا بالفعل- بانتقاد الفيفا واتهامه بأنه لم يتبع لوائحه فى توقيع العقوبة على اتحاد وصفته بأنه "له سوابق" فى مجال الاعتداء على الفرق الرياضية من قبل مثل منتخب زيمبابوي عام 1997 والنجم الساحلي الذى لعب ضد الأهلي فى نهائي دورى الأبطال عام 2007. وبالانتقال لصحيفة "البلاد" التى بدت ذات مصادر ضعيفة، نجد أنها نشرت خبر العقوبة بعنوان "مباراتان خارج القاهرة وغرامة مالية ب100 الف فرانك سويسري" نقلا عن القنوات الفضائية المصرية ومستندة كذلك لتصريحات محمود الشامي عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة المصري الذى هون فيها العقوبات وأكد أنها "منطقية" وجاءت عكس التوقعات بأنه سيتم خصم نقاط من مصر. واختتمت الصحيفة تقريرها بالاشارة إلى أن مصادر بالاتحاد الجزائري لكرة القدم أكدت أن العقوبات لن تصدر قبل اسبوع من اجتماع الأمس بالفيفا وأن ما تم الاعلان عنه أمس هو مجرد محاولة من الجانب المصري لجر الفيفا لعدم التمادي فى العقوبات وهو ما يثبت ان الصحيفة كانت فى واد آخر. وأخيرا، اهتمت صحيفة "الخبر" بوضع تقريرها عن العقوبة فى صفحتها الرئيسية مرفق به أيضا بصور تبرز تحطم زجاج حافلة اللاعبين وصور اثنين منهم تسيل دمائهما تحت عنوان "الفيفا تدين مصر وملف أم درمان فارغ". وأبرز التقرير اعتراف لجنة الانضباط بالفيفا بتقصير مصر فى حماية حافلة اللاعبين مما أدى لتحطم زجاجها وإصابة 3 لاعبين وكذلك أنه لم تتوافر الشروط اللازمة لفتح تحقيق حول ادعاءات الجانب المصري بما حدث فى الخرطوم. وأبرز التقرير ارتياح الجانب المصري للعقوبات من خلال تصريحات زاهر بأنها مخففة ومخالفة للتوقعات، وكذلك اشارة الصحف المصرية إلى الدور الذى لعبه المصري هاني أبو ريدة عضو المكتب التنفيذ للفيفا فى تخفيف العقوبة واخيرا عدم وجود نية للمصريين لاستئناف العقوبة ورغبتهم فى غلق هذا الملف . وكان زاهر قد أعترف خلال جلسة الاستماع أمس بالهجوم الذى وصفه بالعمل الفردي، لكنه برأ الاتحاد المصري من مسئولية الاعتداء على الحافلة من خلال ملف أعده خصيصا لذلك.