عندما تلعب أي لعبة حربية فأنت في الغالب إما تقوم بدور طيار حربي، تلاحق طائرات الأعداء لتسقطها، أو تلعب دور قبطان إحدى السفن المقاتلة في البحر، تحاول أن تتفادي طوربيدات الأعداء في الوقت الذي تخطط فيه لنسف مقاتلاتهم أو سفنهم. أو في ألعاب أخرى تقوم بدور قائد الجيش كله حيث تتحكم في المعركة من خلال تحريك عشرات الوحدات القتالية المختلفة. أما بالنسبة للعبة Battlestations: Pacific فأنت تفعل كل ذلك من خلال المهمات التي تكلف بها بتوازن بين الأدوار المختلفة. وتدور أحداث لعبة Battlestations: Pacific أثناء الحرب العالمية الثانية، في منطقة عمليات جيش الولاياتالمتحدةالأمريكية بالمحيط الأطلسي. وتسمح لك اللعبة باختبار الأحداث التاريخية التي مرت على هذه المنطقة بين جيش الولاياتالمتحدة والجيش الياباني، ولكن ما يميز اللعبة حقا أنها لا تقدم لك الأحداث من وجهة نظر أمريكية فقط، بل أيضا تسمح لك بالتقرب من معسكر الجيش الياباني، لتتابع كيف كانت الإمبراطورية اليابانية تطمح لتوسيع نفوذها عبر الأطلسي وذلك عبر قصفها لميناء بيرل هاربور. وبالطبع فإن معظم الأحداث التي تروى في القصة لا تعتمد على سرد أحداث حقيقية أو تاريخية بقدر ما تقدم قصصا وسيناريوهات تتفق مع مجرى اللعبة والتعليمات الاسترشادية للمهام المختلفة. ولكن يؤخذ على اللعبة الطريقة غير المألوفة في سرد الأحداث والأصوات الجانبية المبالغ فيها. وخلال اللعبة سوف تستمتع بتجربة فريدة داخل الطائرات المقاتلة أو قاذفات القنابل، كما ستستمتع باستهداف مقاتلات الأعداء وإسقاطها، أو إطلاق الطوربيدات على القطع البحرية لجيش الأعداء. وبالطبع ستستغرق بعض الوقت حتى تألف أزرار التحكم الخاصة باللعبة، ولكن بمجرد اعتيادها ستجد نفسك مسيطرا ومتحكما في قطعك الحربية، وتنفذ بها المهام الموكلة إليك بحرية وسهولة. وسوف يجد لاعبو Battlestations: Pacific تجربة مختلفة تصاحبهم مع كل طائرة مقاتلة يركبونها سواء قاذفة القنابل ال B-25 أو ال F4U Corsair، حيث سيشعر اللاعب بالراحة والحرية في التحكم والقوة في الأداء وفي استهداف الأعداء. ومن ضمن المميزات الأخرى في اللعبة خاصية ضبط الكاميرا على المقذوفات لمشاهدتها أثناء تحليقها وتدميرها لأهدافها. كذلك سيستطيع لاعبو Battlestations: Pacific استخدام الغواصات الحربية، إلا أن قيادتها تحتاج إلي قدر كبير من المهارة والصبر، ويمكن أن يطفو اللاعب بالغواصة على سطح الماء لتأدية بعض المناوشات القتالية أو للتزود بالأكسجين، ولكن يجب عليه أولا مراقبة السطح قبل أن يطفو إليه للتأكد من خلوه من أيا وحدت قتالية للأعداء وذلك باستخدام المجهر الخاص بالغواصة والذي يوفر رؤية لسطح الماء دون تعرض الغواصة لخطر انكشافها ومن ثم استهدافها. ولكن تبقى خطورة انكسار المجهر إذ ما مرت من فوقه إحدى السفن. وتعتبر الغواصات واحدة من أفضل القطع الحربية وأهمها في تحقيق النصر على جيوش العدو، إلا أنها ليست شيقة فيما يتعلق بحركتها ومناوراتها. أما بالنسبة للمؤثرات البصرية والجرافيكس، فقد تم تطويرها بصورة ملحوظة في Battlestations: Pacific مقارنة بالإصدار السابق للعبة Battlestations: Midway، فالمعارك مصممة بصورة مذهلة، والمشاهد بها جذابة للغاية. إلا أنها لا تخلو بدورها من بعض عيوب الجرافيكس، فالانفجارات مثلا لم تصمم بطريقة واقعية جذابة وخصوصا إن كانت قريبة، أيضا بالنسبة لبعض المناطق فهي تظهر بدقة ضئيلة تفتقد للتفاصيل. ولكن كل ذلك لا يمنع اللعبة من أن تكون شيقة وجذابة بالقدر الكافي لما فيها من مميزات وإمكانيات عالية، فالمؤثرات الخاصة بتغيير حالة الجو واقعية للغاية مما يجعل أي معركة بحرية أثناء الليل في غاية الحدة والقوة والإثارة. كذلك تحتوي اللعبة على العديد من اللمسات الجمالية مثل منظر المياه وتصميمها الواقعي والجذاب وخصوصا عند انعكاس الأضواء عليه، وأيضا التصميم الخاص بطاقم السفن، وتصميمات سفن الأعداء وتصويرها والدخان يتصاعد منها بعد تلقيها إحدى ضرباتك العنيفة. وبالطبع لم تهمل اللعبة المؤثرات الصوتية، فصوت انفجار الطوربيد عند اصطدامه بالسفينة يصدر صوتا لا يمكن مقاومته في مدى واقعيته وتأثيره المذهل، كذلك باقي الأصوات الأخرى كالمدافع، والرشاشات، وغيرها. أخيرا، تعد لعبة Battlestations: Pacific واحدة من أكثر الألعاب نجاحا وشهرة فيما يتعلق بتصوير أحداث الحرب العالمية الثانية، وإيجاد جو قتالي يحاكي للواقع بدرجة كبيرة. كذلك يعد الاهتمام بجميع العناصر الخاصة باللعبة بصورة مستقلة والتركيز على أدق التفاصيل المتعلقة بها، دون عزلها عن الإطار العام للعبة نجاحا ساحقا يستحق الإعجاب والتقدير.