منذ عدة أعوام تم نشر جريمة اغتصاب أو هتك عرض عدد من الفتيات في إحدى مدارس البنات، وهاجت الدنيا وماجت وقتها. وتم العام الماضي الكشف عن مدرس شهير صاحب علاقات متعددة مع تلميذاته كان يسجلها فيديو عبر هاتفه المحمول والتي وصلت إلى أكثر من 18 فتاة، وكان يواقعهن جنسياً داخل منازلهن اثناء تلقيهن الدروس الخصوصية بحكم إغلاق الغرفة عليهما ويمارس الرذيلة معهن، إلى أن تمت إحالته للنيابة العامة والتحقيق معه على خلفية القضية وفي انتظار الحكم عليه. وقبل أسابيع أصدر وزير التربية والتعليم قراراً بنقل مدرس رياضيات بكفر الدوار إلى وظيفة إدارية بإدارة دمنهور التعليمية بعدما تبين أنه يقوم بلمس المناطق الحساسة من أجساد تلميذاته في الصف الثاني الابتدائي ويقوم بإدخال يده تحت ملابس بعضهن. كما قرر الوزير أيضاً نقل مدرس رياضيات بمدرسة شبرا الإعدادية بنين بإدارة روض الفرج التعليمية إلى وظيفة إدارية بإدارة السيدة زينب التعليمية وخصم 5 أيام من راتب مدير المدرسة لنفس السبب. وأكدت التحقيقات التى أجرتها الشئون القانونية بالوزارة، أن المدرس الأخير ارتكب أفعالاً مخلة وخارجة عن حدود الآداب العامة مع الطلاب، حيث كان يقوم بوضع يده على مناطق حساسة من أجساد الطلاب وتقبيلهم بطريقة شاذة ويجبرهم على الجلوس على رجليه. " وهناك عدد من الأسئلة والاستفسارات التي تدور في الأذهان حول هل يكفي كعقاب نقل المدرس ممارس الرذيلة لمنصب إداري قد يتفوق فيه ويصل إلى مدير الإدارة التعليمية مثلاً بعد أن كان يتحرش بتلميذات لا تتعدى أعمارهن الثامنة من العمر أى لا تظهر عليهن أى مظاهر أنثوية على الإطلاق، بل لم يكتف بذلك بل كان يداعب المناطق الجنسية لديهن بيده من أسفل ملابسهن؟. " هل التحقيق في الواقعة أو تحويل المدرس للنيابة العامة وسجنه ورفته من وظيفته أو نقله لوظيفة إدارية يعني بأى شكل من الأشكال أن تلك الكارثة وجدنا لها حلاً بغض النظر عن أنها المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الأفعال الشاذة والخادشة للحياء، فهل هؤلاء الأطفال الذين تعرضوا للتحرش والاغتصاب لا يحتاجون لإعادة تأهيل نفسي؟ أم أن وزارة التربية والتعليم تتبنى سياسة جديدة لتخريج جيل مشوه نفسياً. الوزارة اسمها التربية والتعليم وجميعنا يعلم جيدا أنها فقدت التعليم منذ فترة زمنية طويلة وتم التدليل على هذا من خلال لقاءات مع عدد من الطلاب في المرحلة الاعدادية لا يجيدون قراءة العربية ولا يعرفون الحروف الأبجدية من الأساس، وها هو الحال بالنسبة للتربية فما ذنب هذه الطفلة التي لم تتعد العاشرة من عمرها ليتم التحرش بها ونهش عرضها؟ وما ذنب هذا الجيل الذي هو مستقبل هذا البلد في أن يخرج مشوهاً وشاذاً جنسياً، فهل كلف أحد المسئولين نفسه وزار هؤلاء الأطفال قبل فوات الأوان. أين المسئولية المنوطة بها وزارة التربية والتعليم، وقد أصبح التعليم مقابل المال، في هذا البلد الذي ماتت فيه مقولة "التعليم حق مكفول للجميع"، ومجانية التعليم التي لم يتم تحقيقها على الإطلاق. فأين التربية، أين دور الأزهر، أين دور الكنيسة، وأين المسئولين في هذا البلد. فلم تكن المدرسة كما تركتها، فقد تلونت أسوارها بالجير وتغيرت ملامح الطلاب في الصفوف بعد أن كانوا هم أصدقائي وزملائي في الصف الدراسي.. وقد يرجع السبب في ذلك إلى أنهم تخرجوا مثلما فعلت.. إلا أن المدرس تبدلت أخلاقه بعد أن كان أقصى ما يفعله هو الضرب على ظهر اليد بعصى خشبية.. الآن أصبح التحرش الجنسي سمته الأساسية في علاقته مع تلاميذه لذلك صرخ في وجه الطالب الشريف معلناً أن اسمه "حجر السيد حجر" تطبيقاً للمثل الشعبي الذي يؤكد أن الأفضل من إقامة علاقة مثلية مع إنسان هو إقامة علاقة مع حجر، ليوقف بهذا المثل المدرس الشاذ عن القيام بفعلته الدنيئة تجاهه هو وزملائه.