فى مقالته الأخيرة "خجلونا البريطانيين" يقول الأستاذ فهمى هويدى "انتابنى شعور عميق بالخجل حين طالعت صورة كبيرة لمجموعة من الناشطين البريطانيين الذين حمل كل واحد منهم لافتة تدعو إلى وقف مخطط برافر الذى يستهدف اقتلاع بدو النقب وتهجيرهم من أرض أجدادهم، وخجلت كيف أن العشرات من الإنجليز تظاهروا أمام السفارة الإسرائيلية فى لندن فى ذكرى حملة التضامن مع فلسطين فى بريطانيا". كان لكاتبنا الحق فى أن يخجل أيضا حين طالبت منظمة العفو الدولية ومنظمات أخرى بسرعة الإفراج الفورى عن بنات مصر الحرائر المحكوم عليهن 11عاما؛ هم يغارون على ما يفعلوه فى أبناء جلدتهم أما الانقلابيون فلم تكن عندهم مسحة خجل. ففى عصرنا المتقدم وفى مصرنا المحروسة فحينما نرى صورة لأم تخرج بولدها الصغير عاريا من الحمام وهى خائفة مفزوعة من عسكر كسروا باب شقتها ودخلوا دون أن يرعوا ذمة لنساء أو لعرض أو لحرمه ومزقوا كل شىء.. بل ونهبوا الذهب والمال ويحملون فى أيديهم أسلحة رشاشة كالفاتحين لأرض العدو، بحثا عن زوجها فماذا نقول عن هؤلاء المجرمين؟! أشباه رجال خلت من قلوبهم الرحمة والمروءة. لقد كان كفار قريش لا يهتكون ستر البيوت؛ فعندما هاجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وترك سيدنا على بن أبى طالب فى فراشه، نظر كفار قريش من ثقب الباب فوجدوا عليًّا ينام فى الفراش وهو يتغطّى ببردته -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: والله إن هذا لمحمدٌ نائمًا. فتحيّر القوم، فقام فيهم من يقترح أن يقتحموا البيت على هذا النائم، فاعترض معظمهم بل وامتنع أبو جهل عن اقتحام البيت وظل واقفًا على الباب فى أربعين رجلًا ينتظر خروجه -صلى الله عليه وسلم- من بيته. أتدرون لماذا؟ حتى لا تقول العرب إن أبا الحكم بن هشام روّع بنات محمد وقالوا: والله إنها لسُبَّة فى العرب أن يُتحدثَ عنا أنْ تسورنا الحيطان على بنات العمِّ، وهتكنا سترَ حرمتنا. خجلت من نفسى وأنا أرى صورة لفتياتنا الحرائر الصغار سنًا، الكبار فى عزتهن وثباتهن وهن يسجلن علينا نقاطا ولا يبالين بما فعله الصغار الأصفار، تعلوهن الابتسامة من وراء القضبان فلم يعبئن بما حكم به قاضى مبارك المسعور، أحد عشر عاما وبسرعة البرق فى حين قضايا القتلة وسارقى مصر ظلت وما زالت لسنوات بل والكثير منهم خرج براءة!! فأى فُجر هذا!! لكن بهذه الابتسامة المشرقة لهن لقن قاضى العسكر درسا بل ألقمنه حجرًا فهى كالرصاصة فى وجهه وكالسكين فى ظهر الانقلابين، أما القاضى نذكره بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "قاضيان فى النار وقاض فى الجنة" فليختار سيادة القاضى. وقد اختار. والنار فى انتظار!! لقد أظهرت لنا الأيام أن هناك من هو أشد جهلًا من أبى جهل. سبحان الله! كفار قريش لا يهتكون ستر البيوت، ولا يقتحمون حرمات الديار وهؤلاء الانقلابين الفاشيون لا يرعون فى المصريين وحرائرهن إلا ولا ذمة. كان كفار قريش يملكون من الرجولة والنخوة برغم كفرهم!! عن هؤلاء الغجر ومن يدافعون عنهم ومَن استخف بهم الفرعون فأطاعوه وناصروه، إن هذه الأفعال لم نرها إلا من اليهود فى فلسطين والأمريكان فى العراق والصرب فى البوسنة. أما أن يحدث من بنى جلدتنا ممن يقال عنهم أبناء الوطن وحراسه وخير أجناد الأرض.. فيا للعجب!! إنه الغباء بعينه والغباء فى بعض الأحيان يكون جندا من جند الله يملأ الله به عقول هؤلاء الانقلابيين، فما لبثوا أن ينتهوا من واقعه وتعاملوا معها بغباء وإجرام إلا وافتعلوا موقفا آخر أكثر غباءً ويزداد على الغباء خسة ونذالة. هذه صور متكررة لا نراها أبدا إلا هنا فى منطقتنا العبرية، عذرا سبقنى قلمى "العربية"!! فلا داعى للانزعاج من هذه الصور فقد رأينا صورا أشد ضراوة لهؤلاء المجرمين وهم يقتلون ويحرقون جثث الموتى والأحياء المصابين فى رابعة والنهضة ومن قبل فى المنصة ورمسيس، وبالأمس طالب الهندسة محمد رضا يُقتل فى الحرم الجامعى، وها هى مدن مصر وجامعات يُطارد فيها الشرفاء ويسجنون ما بين طبيب ومهندس وعميد جامعة وأستاذ بل وقضاة ومستشارين شرفاء.. وحدث ولا حرج. أكان الكفار أحسن خلقا من المنافقين والفجار"إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ"!! حرائر مصر صبرًا يا كبار إن بعد العسر يسرا وانتصار كبروا الله أكبر لا انكسار زلزلوا عرش الطغاة فهم صغار أنتن خير أجناد الأرض ولا فخار روحى الفدى رخيصةً لكنَّ يا أطهار اثبتن فالنصر آت وعد من القهار سيعود الحق ومعه ورئيسنا المغوار لا تظنوا السجن قيدًا للكبار رُب سجن للحرائر قد صنع انتصارا