الأنابيب.. تزيد "وجع" المحافظات مع دخول الشتاء • الأنبوبة تختفى من المستودعات وسعرها 70 جنيها فى السوق السوداء • اشتباكات بالأيدى والأسلحة البيضاء من أجل الحصول على الأنابيب • المواطن ينتظر ساعات طويلة فى الطوابير.. وكل أمنياته الحصول على "أسطوانة" استمراراً لمسلسل الفشل الذريع لحكومة الانقلاب العسكرى والكوارث التى تصيب البلاد منذ الانقلاب على الشرعية فى 3 يوليو الماضى،عادت أزمة أنابيب البوتاجاز لتطل برأسها من جديد وتضرب جميع مراكز ومدن وقرى محافظات الجمهورية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، ليعيش المواطن البسيط فى ظل الانقلاب مأساة حقيقية من أجل الحصول على أنبوبة الغاز التى يستخدمها فى متطلبات حياته اليومية، وتبدأ مأساة المواطن بالوقوف فى طوابير تمتد لمئات الأمتار والانتظار بالساعات حتى يحصل على الأنبوبة بالسعر المدعم وقد يضطر إلى الاشتباك بالأيدى مع مواطنين آخرين وربما يصل الأمر إلى العراك بالأسلحة البيضاء فى سبيل الحصول على أسطوانة، ولكنه لا يجدها بسبب غياب رقابة وزارة تموين الانقلاب وقيام أصحاب المستودعات ببيعها فى السوق السوداء فيضطر المواطن لدفع ما يزيد عن 50 جنيها للحصول على الأنبوبة مما يثقل كاهله بمزيد من المصروفات. وتشهد معظم محافظات الجمهورية -مع قرب دخول فصل الشتاء- أزمة طاحنة بسبب عدم توفر أنابيب البوتاجاز التى يستخدمها المصريون كل يوم فى احتياجاتهم الحياتية وخاصة طهى الطعام، حيث اختفت الأنابيب من المستودعات الحكومية وطالت الطوابير إلى مئات الأمتار وشهدت بعض القرى والمدن اشتباكات حادة بين المواطنين من أجل الحصول على أنبوبة الغاز بسعر مدعم، فى الوقت نفسه انتعشت السوق السوداء حيث بيعت الأنبوبة فيها بمبلغ يبدأ من 30 جنيها للأنبوبة ووصلت فى بعض المناطق والمحافظات إلى 70 جنيها وسعرها فى ارتفاع مستمر فى ظل زيادة الطلب واختفاء الأنابيب. الوادى الجديد: 100% ارتفاعا فى سعر الأسطوانة ظهرت من جديد الطوابير الطويلة بمئات الأمتار أمام مستودعات الغاز فى محافظة الوادى الجديد مع ارتفاع سعر الأسطوانة بالسوق السوداء بنسب تتراوح بين 50 و100% عن سعرها المدعم. ويقول إسماعيل أبو الحسن –مدرس– إن أسعار أنابيب الغاز فى السوق السوداء ارتفعت لتباع بمبالغ تتراوح بين 15 و20 جنيها للأسطوانة بعد أن كانت تباع للمواطن فى منزله ب12 جنيها فقط، وأرجع السبب إلى تقليل حصة سيارات مشاريع الشباب الخاصة بنقل الأسطوانات بمقدار الثلث، وقلة المعروض بالمستودعات، ليتكدس المواطنون خارجها بالآلاف لطلب الأسطوانات بسعرها العادى. الإسماعيلية: الطوابير تمتد لمئات الأمتار بحثا عن أنبوبة وصلت أزمة أنابيب الغاز مراكز وقرى محافظة الإسماعيلية حيث اشتكى المواطنون خلال هذه الأيام من عدم توافر أسطوانات البوتاجاز ونقص الوزن فى كل أنبوبة الأمر الذى يضطرهم لشراء عدد أكبر من الأنابيب فى وقت قصير وبأسعار مرتفعة. ففى منطقة عين غصين قالت أم محمد أحمد -ربة منزل-: لقد ارتفع سعر أنبوبة الغاز بدرجة كبيرة جداً، وهى أيضا غير متوفرة. وفى مركز فايد والتل والقصاصين وقف المواطنون فى صفوف طويلة للحصول على أنبوبة الغاز الأمر الذى وضح جليا بمستودع أنابيب بوتاجاز أبو بلح على طريق الإسماعيليةالسويس الصحراوى حيث تراصت الأنابيب لمسافة طويلة جداً لم تحدث منذ زمن بعيد فى انتظار ملئها. ويتوقع مراقبون بمحافظة الإسماعيلية تفاقم الأزمة مع قدوم فصل الشتاء فى ظل حكومة الانقلاب العسكرى الدموى الذى فشل فى تلبية احتياجات المواطنين. سوهاج: ضرب وإهانة وسعر الأسطوانة 50 جنيها تشهد محافظة سوهاج بمدنها ومراكزها وقراها أزمة طاحنة بسبب اختفاء أنبوبة البوتاجاز من المستودعات الحكومية، وارتفاع سعر الأسطوانة إلى 50 جنيها فى بعض الأماكن فى السوق السوداء، وهو ما أصاب المواطنين بحالة من الاستياء والغضب الشديدين من الأوضاع الحالية فى ظل حكومة الانقلاب، خاصة وأنه فى تلك الأيام تعود المواطنين على أن يكون هناك وفرة فى البوتاجاز؛ حيث إنهم لم يدخلوا بعد فى ذروة فصل الشتاء. كما شهدت أماكن توزيع الأنابيب تعرض المواطنين للإهانة والضرب من شرطة وزارة تموين الانقلاب والبلطجية التابعين لأصحاب المستودعات، وحمل أفراد الشرطة للصواعق الكهربية والكرابيج وقاموا تحت إشراف الضباط المشرفين على توزيع الأنابيب بإهانة وضرب المواطنين وأصبح أقصى أمنيات المواطن فى سوهاج هو الحصول على الأنبوبة دون النظر إلى كرامته وتعرضه للإهانة والضرب. جدير بالذكر أن سعر الأنبوبة فى مركز طما وصل إلى 40 جنيها وفى مراكز جرجا وأخميم يتراوح سعر الأنبوبة من 30 إلى 35 جنيها ووصل سعر الأنبوبة فى مركز ساقلتة إلى 70 جنيها وفى مركز المنشاة وقراها إلى 30 جنيها للأنبوبة. المنوفية: احجز الأنبوبة واستلمها بعد أسبوع بسعر مضاعف تشهد محافظة المنوفية أزمة حادة فى نقص أسطوانات الغاز حيث وصل سعر الأنبوبة فى بعض القرى إلى 25 جنيها فى حين أن سعرها فى عهد الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية الشرعى والدكتور باسم عودة وزير التموين فى حكومة الدكتور هشام قنديل يتراوح ما بين 7 إلى 10 جنيهات فقط. ويقول يوسف أبو العيش -عضو اللجنة الشعبية لتوزيع الغاز بإحدى القرى-: "كنا نشرف على توزيع الأسطوانات وكنا نبيعها ب7 جنيهات وكان لدينا وفره كبيرة ولم تحدث أى أزمات ولكن بعد الانقلاب العسكرى سحبت مديرية التموين منا توزيع الغاز ورفضت إشرافنا على توزيعه وكلفت المنتمين للحزب الوطنى المنحل وبمجرد تسلمهم حصة التوزيع ظهرت المشكلات والأزمات وظهرت المحسوبية فى التوزيع ومنح الأقارب والأصحاب أسطوانات على حساب المواطن البسيط". وتقول السيدة سعيدة فرج، إننا نأتى لحجز الأنابيب وننتظر تسلمها بعد أسبوع وسعرها ارتفع جدا عن سعرها أيام الدكتور محمد مرسى، وتضيف أننا نتسلم الأسطوانة بشكل غير آدمى فالزحام شديد جدا والتدافع بين المواطنين يصل إلى حد المشاجرات والاشتباكات بالألفاظ والأيدى فى بعض الأحيان. وتظاهر أهالى قرى كفور الرمل بقويسنا أمام مصنع تعبئة أسطوانات الغاز بالمنطقة الصناعية حاملين أسطواناتهم الفارغة وذلك للمطالبة بملئها عقب نشوب أزمة فى الحصول عليها مع بداية فصل الشتاء. وأكد عمرو شادى -أحد شباب القرية- أنهم يعانون من أزمة كبيرة بسبب نقص أسطوانات الغاز وبيعه فى السوق السوداء بأسعار مضاعفة تصل إلى 25 جنيها للأسطوانة فى غياب تام للحكومة ورقابة التموين. الإسكندرية: معاناة حقيقية من أجل الحصول على أنبوبة تشهد محافظة الإسكندرية أزمة شديدة الانفجار فى أسطوانات الغاز، بسبب الارتفاع الهائل الذى وصل له سعر أنبوبة البوتاجاز بعدما وصلت إلى 30 جنيها فى مناطق متفرقة فى شرق وغرب الإسكندرية فى مستودعات النهضة وعبد القادر وخورشيد. واستغل موزعى الأنابيب الأزمة كعادتهم وقاموا بإفراغ ثُلث الأسطوانة من كل واحدة لإفراغها فى أخريات بعد تكدس المواطنين المطالبين بالحصول على أنابيب مع حلول فصل الشتاء. مواطنو الثغر تحدثوا ل"الحرية والعدالة" حول الأزمة وأسبابها ومعاناتهم المستمرة فى الحصول على الأسطوانات خاصة فى العوايد وأبيس والرمل الورديان والدخيلة، والتى تفاوتت ما بين ارتفاع الأسعار والتلف فى الأسطوانات يضاف إليها صعوبة الحصول عليها. تقول سيدة منجى –ربة منزل قاطنة فى خورشيد- نعانى الأمرين من الحصول على الأنابيب وارتفاع ثمنها وتحكم الباعة الجائلين والصبية والكلمة التى نسمعها من أصحاب المستودعات "خلصت ومفيش أنابيب". ويضيف عبد الشافى عبد الفضيل منصور –موظف بالمعاش- إحنا نستاهل اللى يجرلنا كان مش عاجبنا سعرها ب8 جنيه فى عهد الدكتور محمد مرسى.. دلوقتى بناخدها ب30 جنيه مجبرين. بينما تقول باتعة عبد الله –من الورديان- حرام اللى بيحصل فينا الأسطوانة ب30 جنيه ومش لاقينها وبعدين نقف طابور طويل لمدة ساعتين ويقولوا الأسطوانات خلصت كلها روحوا اشتكوا فى التموين إذا كان مش عاجبكوا. من جهة أخرى، علمت "الحرية والعدالة" من مصادرها أن شركة بتروجاس أوقفت خطاً من الإنتاج كاملاً وأرجعت له السبب الرئيسى لتلك الأزمة الطاحنة بالإسكندرية حسب أحد المصادر الموثقة، بالإضافة إلى وجود قيام بعض المستودعات بالاتجار فى الأسطوانات بالسوق السوداء وتخزينها فى مخازن خاصة بهم دون إخطار وزارة تموين الانقلاب الدموى والتى تغض الطرف عنها برغم علمها بذلك. المنيا: طوابير طويلة ومشاجرات دون فائدة عادت طوابير أسطوانات البوتاجاز لتضرب بقوة كافة مدن وقرى ومراكز محافظة المنيا، بعد اندلاع أزمة طاحنة منذ حوالى أسبوع تسببت فى ارتفاع سعر الأسطوانة فى السوق السوداء حتى وصلت إلى 60 جنيها فى بعض المناطق وتراوحت بين 30 و 50 فى مناطق أخرى. ويشكو المواطنون من عدم وصول حصتهم من الأسطوانات إلى محلات البقالة واستغلال تجار السوق السوداء للأزمة التى يمرون بها خاصة مع دخول فصل الشتاء. ويقول ممدوح بشرى "أحد المواطنين" لقد لجأت لأحد معارفى للحصول على أسطوانة بوتاجاز بسعر 50 جنيها، مشيرا إلى عدم شعوره بتلك الأزمة طوال العام الماضى أى فى عهد حكومة الدكتور هشام قنديل والوزير باسم عودة، متسائلا عن أسباب عدم انتظام توزيع الأسطوانات على البطاقة التموينية كما كان متبعا خلال الفترة الماضية. وأشار إلى معاناة المواطنين ووقوفهم فى طوابير لساعات طويلة حتى يستنى لهم الحصول على أسطوانة بوتاجاز وقد لا يحصلون عليها بعد كل هذا العناء والتعب، لافتاً إلى وقوع مشادات كلامية وقد تصل إلى معارك بالأيدى بين الأهالى من أجل الحصول على أسطوانة غاز. أسيوط: الحرامية رجعوا.. فاختفت الأنبوبة تفاقمت أزمة أسطوانات الغاز بمحافظة أسيوط حتى أصبحت كالشبح الذى يسعى وراءه أهالى أسيوط دون فائدة، وبات ارتفاع سعر أسطوانة الغاز هما يؤرق أنباء أسيوط بعد أن فشلت الحكومة الانقلابية فى استدراك الأزمة كما فعلت حكومة د. هشام قنديل فى عهد الدكتور محمد مرسى الرئيس الشرعى للبلاد، وارتفع سعر الأسطوانة إلى 30 جنيها بالسوق السوداء، وأصبح شراء أسطوانة واحدة مادة للسخرية فى أحاديث المواطنين فى بينهم. يقول محمد عبد الرحمن، شهدت مستودعات وسيارات الأنابيب بمحافظة أسيوط زحاما شديدا ففى مستودع بلدى ديروط ظل الأهالى ساعات ينتظرون دورهم فى استبدال الأنبوبة وطلب الأهالى التموين لتأمين عملية التوزيع خوفا من عودة الغش إلى أصحاب المستودعات ولكن تأخر مفتش التموين فى القدوم مما تسبب فى مشكلات بالتوزيع. وأشار سعد عبد الموجود، إلى أن اتفاق بائعى التجزئة مع أصحاب المستودعات على شراء حصص الأنابيب بكاملها لبيعها بأسعار مضاعفة فى أوقات متأخرة من الليل، واستغل الباعة المتجولون الجشعون الأزمة حيث قاموا برفع أسعار الأنابيب ليصل سعرها فى بعض المناطق إلى 30 جنيها. ويوضح خالد وليد أن غياب الرقابة من الشرطة الانقلابية وشرطة التموين، هو الذى شجع أصحاب المستودعات وبائعى التجزئة للعودة وبصورة واضحة للتلاعب فى الحصص وبيع جزء كبير منها فى السوق السوداء، ويضيف أن ارتفاع أسعار الأنابيب بالسوق السوداء من جديد مقياس إلى عودة الأزمة وبصورة صارخة، وهذا يهدد جيوبنا نحن كأصحاب منازل لدينا التزامات مادية تثقل كاهلنا. من جانبه، قال أحد أصحاب المستودعات –الذى رفض ذكر اسمه– بأن سعر الأسطوانة وصل إلى 30 جنيها بالسوق السوداء، مشيرا إلى ارتفاع معدل المشاجرات بين الأهالى أمام المستودعات من أجل الحصول على أسطوانة وهو مؤشر خطير ويدل على تصاعد الأزمة. واستنكر بعض شباب الأحزاب والقوى السياسية بأسيوط الأزمة الطاحنة التى تمر بها المحافظة، من نقص فى أسطوانات البوتاجاز –فى صورة تؤشر إلى تضخم الأزمة التى جعلت بعض من أفراد المعارضة يتحدث– خاصة فى القرى والمراكز، وكذلك استغلال عدد من التجار والأشخاص اشتعال الأزمة وقاموا ببيع الأسطوانات فى السوق السوداء بأسعار تبلغ خمسة إضعاف ثمنها الحقيقى، وذلك فى ظل غياب الرقابة التموينية، وتقاعس مفتشى التموين عن أداء واجبهم فى مراقبة سير التوزيع، وضمان وصولها لمستحقيها. القليوبية: الواسطة والمحسوبية طريق الحصول على الأسطوانة أزمة بوتاجاز طاحنة تضرب محافظة القليوبية بعدما تفاقمت الأزمة بشكلٍ ينذر بكارثةٍ وارتفعت أسعار الأسطوانات بعد أن فشلت حكومة الانقلاب فى مواجهة الأزمة قبل وقوعها كما فعلت حكومة هشام قنديل وارتفع سعر الأسطوانة ليصل فى بعض المناطق إلى 30 جنيها بالسوق السوداء. وتشهد مراكز ومدن وقرى المحافظة زحاماً وتكدساً بشكل يومى أمام مستودعات البوتاجاز بعد أن تم حل مشكلة البوتاجاز فى عهد الوزير باسم عودة فى فترة حكم الرئيس الشرعى الدكتور مرسى قبل الانقلاب العسكرى، لتعود الأزمة من جديد بعد الانقلاب الذى كدس كل همه فى اعتقال وسجن وقتل معارضيه تاركا المواطن يواجه مصيره المحتوم ويعانى معاناة شديدة فى تلبية احتياجاته اليومية. ففى شبين القناطر يحدث يومياً تشاجر بين الأهالى بالأيدى والشوم وأحياناً الأسلحة البيضاء إذا لزم الأمر أمام المستودع بسبب انتظارهم لسيارة الأنابيب المحتجزة داخل المستودع من الساعة الثامنة صباحاً ليتم بعد ذلك خروج السيارة وتوزيع الأنابيب لأصحاب السوق السوداء وأصحاب الواسطة والمحسوبية دون رقيبٍ فى ظل وجود سيارة شرطة تراقب الوضع ولكنها ترفع شعار لا أسمع لا أرى لا أتكلم ولم تساعد حتى فى فض المشاجرات. يقول محمد بيومى –من أهالى شبين القناطر- مستودعات الأنابيب تشهد يوميا زحاما شديدا، حيث يظل الأهالى ساعات ينتظرون دورهم للحصول على أنبوبة وطلبنا مسئولى التموين تأمين عملية التوزيع؛ خوفا من عودة الغش إلى أصحاب المستودعات ولكن التموين تجاهل مطلبنا. وكشف محمد فتحى عودة –مواطن- عن اتفاق بين بائعى التجزئة وأصحاب المستودعات على شراء حصص الأنابيب لبيعها بأسعار مضاعفة، مؤكدا أن الباعة الجائلين استغلوا الأزمة وقاموا برفع أسعار الأنابيب ليصل سعرها فى بعض المناطق إلى 30 جنيها.
