قال عم الشهيد محمد السعدني الذى ارتقى في مجزرة فض اعتصام رابعة العدوية، كنت على اتصال دائم به لأنني كنت أعرف مدى حرصه على نيل الشهادة وقبل مجزرة الفض ب24 ساعة كان معنا هنا في الإسكندرية وحينما قابلته انتابني شعور غريب بأنني لن أراه مرة أخرى ولكن هو كان متعجل جدا على السفر كي يلحق بباقي المعتصمين . وأضاف، في برنامج " أحياء في الذاكرة" الذى بثته الجزيرة مباشر مصر منذ قليل التي : يوم المجزرة اتصلت به في السابعة صباحا حاول أن يطمئني عليه فأخبرته أنني على علم بأن الفض بدأ وانتهت المكالمة بيني وبينه سريعا بسبب الضرب والإقتحام البربري؛ وفي تمام الحادية عشر صباحا أبلغنا زملاءه المعتصمون بإرتقاءه فاتصلت بباقي أصدقاءه للتأكد من الخبر وبالفعل تأكدت لنا المعلومة وشعرت بصدمة شديدة لأن هذا الشهيد ترك طفلتين صغيرتين وذنبهما في رقبة السيسي و من فوضه وسنقتص منهم جميعا يوم القيامة بإذن الله. أما زوجة الشهيد فقالت، فور ما تلقيت الخبر شعرت بصدمة شديدة لكنني صبرت واحتسبت وتذكرت ما كان يقوله لي أن اعتصام رابعة هو بيته و أنه لا يرتاح إلا هناك ؛ وكثيرا ما كان يقص علية شهادته على مجزرتي المنصة والحرس ولأنه صدق الله تعالى صدقه الله و منحه الشهادة و الجنة التي أهنئه عليها و أدعو الله أن يجمعني به عن قريب. وتوجهت الزوجة بكلمات مختنقة بالدموع للمغيبين الذين يصفون الشهداء بالإرهابيين قائلة : زوجي كان له بصمات في رعاية المسنين والأيتام وهذه المعلومة فوجئت بها يوم جنازته من الحضور وحسبي الله ونعم الوكيل. وروت آخر لقاء جمعهما يوم وقفة عيد الفطر المبارك حينما جاء لزيارتهم قائلة : يومها قال لي أنه يشعر بأن الجيش يدبر لشئ لا يخطر على بال وأنه يتمنى أن يحضر الفض ؛ و عقب استشهاده استرجعت هذه الكلمات و تيقنت أنه كان يشعر بدنو الشهادة منه. ثم عرجت للحديث عن ابنتيه قائلة : نورين لم تشعر بشئ لأن عمرها لم يتجاوز العام أم منة لأن عمرها 4 سنوات تسأل عنه بإستمرار و كنت لا أستطيع الإجابة عليها في البداية لكنني بعد ذلك اخبرتها أنه " عايش في الجنة عند ربنا و هنروح له لما ربنا يريد". التقطت أم الشهيد أطراف الحديث قائلة : محمد كان برا بي و بوالده لأقصى درجة و يوم فض الإعتصام تعرضوا لخسة و غدر حينما قوبلت سلميتهم بكل هذه الأسلحة ؛ وتذكرت حينما انقبض قلبي عند آذان الفجر ليلة الفض قبل أن يبدأ وكنت أقول له " ارجع عشان خاطري فيرد لأ عشان خاطر ربنا " ؛ و بعدها بقليل بدأ الفض و اتصل بي في الثامنة صباحا ليطمئن على والده المريض و أوصاني عليه و على أن أرعى صحتي و قال لا إله إلا الله يا أمي ثم أغلق الهاتف ولم أسمع صوته بعدها. أما ابنة الشهيد منة فقالت ببراءة شديدة :"بابا عند ربنا مستنينا في الجنة و أنا مبسوطة منه و أكتر حاجة كان بيقولها لي متعيطيش".