حذر الدكتور جمال عبد الستار الأستاذ بجامعة الأزهر علماء الأزهر من السكوت على جرائم الانقلابيين، والاكتفاء بالاسترجاع والحوقلة على الدماء البريئة التى تسال فى الشوارع، معتبرا أن عدم الجهر بقول الحق وأن السكوت على الظلم فى هذه الأوقات جريمة. وأكد أن علماء الأزهر على مر العصور والأزمنة سطروا صحائف من ضياء فى الحفاظ على هوية الأمة الإسلامية بوسطية المنهج الأزهري، وعمقه العلمي الرصين الشامل، وبجهدهم الراقي والرائق. وقال د. عبد الستار فى مقال نشره على موقع التواصل الإجتماعى الفيس بوك بعنوان " يا علماء الأزهر .. مالكم كيف تحكمون"،: ان علماء الأمة الكبار قاموا بدورهم في صناعة الحياة، والمشاركة الفاعلة في نهضة الأمة وريادتها، بنشرهم قيمة الحرية ودفاعهم عن المظلومين ووقوفهم فى وجه الظالمين، أفرادا كانوا أو حكومات ،مؤكدا أن التاريخ خلَّد هؤلاء الأعلام الذين لم يشغلهم الغوص فى بحور العلم واستخراج اللآلئ النافعة للأمة عن الصدع بالحق، خاصة فى أوقات الفتن والأزمات، ولم يمنعهم بحثهم من أن بعلنوها واضحة فيقولوا للظالم "يا ظالم". واستنكر على الأمة نسيان جهاد العز بن عبد السلام، وشيوخ الأمة الاعلام ،الذين صنعوا بعملهم وعلمهم حياة إسلامية راقية ، متسائلا أين علماء الأمة؟ أين العمداء والوكلاء والأساتذة والشيوخ ورؤساء الأقسام وأصحاب الفضيلة ، وحملة الألقاب العلمية الراقية؟ أين هم من الصدع بالحق؟ أين هم من تلك الدماء البريئة التي تُسال ليل نهار في شوارع مصر دون ذنب أو جريمة؟ أين هم من تفريغ مشروع الدستور اللقيط من كل قيمة أخلاقية أو مرتكز إسلامي؟ أين هم من حملات الترويع والتفزيع والتجهيل التي تتعرض لها الأمة ليل نهار؟ أين هم من المجتمع الذي قام الانقلابيون بتقسيمه إلى شعوب مختلفة ولكل منهم رب مختلف؟ أين هم من الهجمة العلمانية المحمومة على مفاهيم الإسلام وقيم الإسلام والنظام الإسلامي، الذي ما فتئوا يدرسونه لطلابهم ويكتبون فيه أبحاثهم؟ ألم يُحرك كل هذا الظلم والطغيان إيمانكم ويستفز صمتكم!!! واضاف أن الاكتفاء بالإسترجاع والحوقلة وغيرهما فى مثل هذه الأوقات جريمة، وإن السكوت عن نصرة الحق والصمت على طغيان الباطل إنما هو بمثابة توقيع صريح للباطل بالاستمرار، وانحياز واضح للإجرام. وذكر د. عبد الستار علماء الأزهر بأن العلم ليس وظيفة ودرجة وراتباً، ولكنه نور جعله الله أمانة فى أعناقكم، فإذا لم تنيروا للناس طريق الهداية وتسيروا أمامهم فيه فما قيمة ما تحملونه من نور لا تستضيئون به ولا تضيئون لغيركم. وقال :"بئس العلم علماً لم يدفع صاحبه للصدع بالحق ومقاومة الباطل. بئس العلم علماً اتخذه صاحبه لينال به درجة أو كسباً أو جاهاً، ولم يدفع حامله إلى مقدمة الصفوف للدفاع عن الشريعة والدماء والأعراض والأموال، بئس العلم علماً لم ينقل صاحبه من الجبن للشجاعة، ومن الذل للعزة، ومن الهوان للكرامة، ومن الأخذ إلى العطاء، بئس العلم علماً لم يهزل به جسد صاحبه هماً وغماً لما حاق بالبلاد والعباد، ومنع أجفانه الكرى، وحرمه لذة المطعم والمشرب والحياة،بئس العلم علماً ضحك صاحبه والناس يبكون، وصمت صاحبه والناس بالحق يصدعون، وفرح صاحبه والناس في كل مكان محزونون، وجلس في البيت صاحبه والخلق فى الشوارع يجاهدون".