تسود حالة من القلق الشديد داخل السلطات المصرية والسلطات السعودية، من أن تتحول مناسك الحج هذا العام إلى أكبر تظاهرة لدعم الشرعية والمطالبة بعودة الرئيس المنتخب محمد مرسي لرئساة مصر وإسقاط الانقلاب العسكري، في ظل مشاركة 20 ألف مواطن مصري في مناسك الحج إضافة إلى عدد من الجنسيات العربية والإسلامية الذين يبدون تعاطفا وتأييدا كبيرا لشرعية الدكتور محمد مرسي. وتشير بعض المصادر أن اللقاء الذي جمع بين العاهل السعودي الملك عبد الله والمستشار عدلي منصور أثناء زيارة الذي عينه الانقلابيون رئيسا مؤقتا لمصر للملكة العربية السعودية، قد بحثا خلالها الاستعدادات التي سوف تتخذها السلطات السعودية لمنع تلك التظاهرات التي تنوي رفع شعار رابعة في مشاعر مكة، كما تحدثا عن الدعم السعودي لمصر والأزمة الاقتصادية لمصر التي يبدو أنها وصلت لدرجة خطيرة، خاصة مع عدم وفاء بعض الدول الخليجية لوعودها. وأشارت المصادر بأن هناك حالة من القلق واضحة عند الجانب السعودي من حدوث مظاهرة خلال مناسك الحج وتحوله لأكبر مظاهرة لدعم الرئيس مرسي، حيث أصدر الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية فتوى يعتبر فيها "أن توزيع الشعارات السياسية والشعارات الحزبية خلال مناسك الحج حرام شرعا". وقال علام "إن هذا الأمر بدعة من بدع الضلالة، لأنه مدعاة للفرقة والتنازع والجدال، وكل ذلك مناف لمقصود الوحدة وإخلاص العبادة لله، وفيه استحداث أحوال في العبادة لم يأذن بها الله تعالى". وكان القنصل المصري في جدة عادل الألفي، قد صرح من قبل بأن هناك تعاونا كبيرا بين السلطات المصرية والسعودية من أجل منع أي مظاهر مؤيدة لدعم الرئيس محمد مرسي خلال مناسك الحج، مؤكدا أن السلطات السعودية سوف تتخذ إجراءات حاسمة تجاه ذلك الأمر وفقا للقانون السعودي. وقد ظهر هذا القلق بعدما ترددت معلومات عن نية الآلاف من الحجاج رفع شعار رابعة العدوية على جبل عرفات، وفي منى خلال مناسك الحج لتأييد الشرعية ودعم الرئيس محمد مرسي ورفض الانقلاب العسكري، والتعبير عن رفض الموقف السعودي من الانقلاب وعدم الاكتفاء برفع شعار رابعة فقط.