أكد علاء أبو النصر، الأمين العام لحزب البناء والتنمية وعضو التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، أن الانقلابيين في كل مكان وزمان يفكرون دائما وأبدا بنفس الطريقة التي وصلوا بها إلى السلطة، بل يحاولون جاهدين أن يصبغوا المجتمع بهذه الصبغة، ويوجهون المجتمع إلى نفس الوجهة، ويسعون إلى أن يتغلغل هذا النمط الانقلابي في كل مكونات المجتمع. وأضاف أبو النصر، في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن من أبرز المجالات التي يتضح فيها ملامح الفكر الانقلابي مجال الإعلام، ربما لأن هذا من أهم المجالات التي تشكل عقل وفكر المواطن، لا سيما المواطن البسيط الذي لا يأخذ معلوماته إلا من وسائل الإعلام الانقلابية. وتابع "إن من مظاهر هذا المنهج أن تجد الانقلابيين يزعمون الانحياز إلى الإرادة الشعبية وإعلاء قيمة الخيارات الشعبية، في الوقت الذي يقفزون فيه على تلك الإرادة ويلتفون حولها، تجدهم يمارسون كل أنواع الإرهاب المادي والمعنوي، زاعمين أنهم يحاربون الإرهاب، يعتقلون أنقى عناصر المجتمع ويقتلونهم ويصفونهم بأحط الأوصاف، في الوقت الذي يطلقون فيه البلطجية وعتاة المجرمين يعيثون في الأرض فسادا، ويخلعون عليهم وصف الأهالي أو المواطنين الشرفاء، فنجد في السجون والمعتقلات الأطباء والمهندسين والمحامين وغيرهم من الفئات المحترمة، بل هناك أساتذة الجامعة والوزراء ونواب برلمانيون، بينما نجد المجرمين يقطعون الطرق ويفرضون الإتاوات بلا حسيب أو رقيب، بل تحت سمع وبصر الجهات الأمنية، ولما لا وهم الساعد الأيمن والردء المقرب. وقال أبو النصر: "إن أسوأ مظاهر الفكر الانقلابي يتمثل في تغيير عقيدة الجيش تجاه عدوه، فبعد أن كان عقيدة الجيش أن العدو الأول لنا هم الصهاينة واليهود المحتلون لأرضنا والمغتصبين لحقنا، أصبح الآن الأعداء هم بني وطننا وجلدتنا وأبناء عمومتنا، وبدلا من أن يوجه الجيش سلاحه للأعداء الأصليين نجده يوجه سلاحه إلى صدور مواطنيه، متناسين أن هذا الشعب هو الذي دفع ثمن هذا السلاح من دمه وعرقه، لم نر هذا الجيش أطلق رصاصة واحدة منذ أربعين سنة تجاه العدو التقليدي الذي توارثنا عداوته جيلا بعد جيل، لكننا رأينا كل الآلة العسكرية من دبابات وطائرات وغيرها من الأسلحة توجه ناحية شعبه. وذكر القيادي ب"تحالف دعم الشرعية" أن الديمقراطية في الفكر الانقلابي هي مجيء رئيس على ظهر دبابة بلا انتخابات، لقد رأينا أن يروج لذلك من لاعقي البيادة وعشاق العبودية دون حياء أو خجل ونسوا أو تناسوا أنهم كانوا في عهد رئيس مدني منتخب كانوا يتباكون على الديمقراطية والحريات، مذكرًا هؤلاء بأن أول من يضحي بهم العسكر هم من عاونوهم على الظلم والاستبداد، بدلا من أن يشكرونهم، فالانقلاب لا خلاق له ولا عهد ولا ذمة، فإنهم يخونون من ائتمنهم، ويكذبون على من صدقهم. وأوضح أن "الانقلاب لا يعرف قوانين ولا أعراف إلا ما يخدم مشروعه الاستبدادي التسلطي، فالصواب ما يراه والرشد سبيله، ولو كان يهدي إلى جهنم، مشيرا إلى أن فرعون غرر بشعبه قديما وقال: "ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد"، وكانت النتيجة "فاستخف قومه فأطاعوه" لماذا: "إنهم كانوا قوما فاسقين"، فزاد في غيه وقال: "ما علمت لكم من إله غيري" فلما سكتوا تمادى وقال: "أنا ربكم الأعلى". واختتم "إذا كان هذا حالهم فلا عجب أن يقول لهم "ذروني أقتل موسى"، ولكن هذا الحكم على موسى النبي ليس غريبا على طاغية مثل فرعون، ولكن العجيب هو مبررات هذا الحكم، "إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد" ولكن هل اتبعوه؟ نعم اتبعوه، فيا سادة "التاريخ يعيد نفسه"، فكم من فرعون في هذا الزمان وما أكثر متبعيه".