أمريكا تتملّص من “حفتر” والكونجرس يعالج أخطاء “ترامب”

كما تقول الحكمة “رُب ضارة نافعة”، كشف هجوم حفتر عن وجوه الخونة المرتشين بأموال الإمارات ومن تلقوا دعمًا عسكريًّا من السيسي الذي دعموه من القبائل والقوى المختلفة، وأظهر حقيقة نواياهم، فضلا عن توحيده فرقاء الثورة الليبية بوجه أعداء ليبيا.
وكان من أبرز من دعّموا حفتر، الإدارة الأمريكية والرئيس دونالد ترامب، الذي انقلبت أمامه طاولة الديمقراطيين والمحافظين، فعقدوا جلسة استماع بالكونجرس تشير إلى انقلاب الموقف الأمريكي من ليبيا، وكشفت عن أن دعم ترامب لحفتر جاء بفعل ضغوط مصرية سعودية إماراتية أرسلت اسم حفتر كخائن يساعد ترامب على تحقيق أهداف اليمين المسيحي المتطرف في المنطقة، حسبما قالت الصحف الأمريكية، ولهذا يُتوقع أن يتراجع ترامب.
بلومبيرغ: ترامب أيد هجوم حفتر على طرابلس بدعوة من السيسي وبعد اتصال مع بن زايد https://t.co/OffAXTheo3
— RT Arabic (@RTarabic) April 24, 2019
وسبق أن تملّصت الإمارات ومصر من دعم حفتر بعد تبنيهما دعوات لوقف العدوان على طرابلس بعدما تبيّن لهما أن حفتر غير قادر على الحسم العسكري، وأن الأموال التي تلقاها أثناء زيارته للسعودية مرتين قبل وأثناء العدوان على طرابلس ذهبت سدى.
ويذكر المحللون مقولة وزير الدولة الإماراتي لشئون الخارجية والتعاون الدولي أنور قرقاش، ل”رويترز”، “إن حفتر لم يتشاور مع الإمارات قبل حملته الأخيرة للزحف إلى طرابلس”.
ولعل تصريحات النائب بالكونجرس الأمريكي مالينوسكي كانت الأبرز، الذي قال “هناك أدلة تثبت أن حفتر ارتكب جرائم بشكل علني، وأن حفتر لا يأخذ (لا يعتقل) أسرى ولكنه يقتلهم.
واعتبر “توم مالينوسكي” أن هذه لحظات مهمة جدا بالنسبة إلى ليبيا، معترفًا أن حفتر مواطن أمريكي ويخضع لقوانيننا ونريد التحقيق بما يقوم به، وهو ما لطالما نفاه المحيطيون بحفتر.
جلسة عاصفة
وناقشت لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي حول ليبيا 4 شهود متخصصين في ليبيا، وخلصت إلى 10 نتائج ترتبت على هجوم حفتر وكانت كالآتي:
1. هجوم حفتر تسبب في الأزمة الحالية التي ستكون لها تداعيات سلبية كبيرة محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا.
2. ادعاء حفتر أنه يحارب الإرهاب غير صحيح، حيث إنه الآن يحارب قوات مصراتة التي تعاونت مع أمريكا في محاربة داعش في 2016، وقدمت تضحيات كبيرة، أي أن القوات التي يتهمها حفتر بالإرهاب (قوات الوفاق) هي التي حاربت الإرهاب مع أمريكا، وحفتر قدم هدية للإرهاب بهجومه على طرابلس وفتح الباب لداعش.
3. على الولايات المتحدة أن تضغط على الإمارات وفرنسا والسعودية ومصر للكف عن دعم حفتر، وأن توضح أن الحل في ليبيا سياسي، ولن يأتي عن طريق ديكتاتورية عسكرية جديدة.
4. هناك حاجة ماسة الآن لتفعيل وقف إطلاق النار كخطوة أولى للعودة للمسار السياسي.
5. استغرق حفتر 3 سنوات للسيطرة على بنغازي، ولذلك فلن يستطيع السيطرة على طرابلس في أي وقت قريب، وقد يكون قد كذب على داعميه في الإمارات والسعودية ومصر بخصوص قدراته.
6. ليس لدى حفتر الدعم الذي كان يعتقد أنه يملكه، والآن هناك مجموعات في طرابلس مثل ما هو مع بعض من دعموه في بنغازي يرفضون حفتر.
7. ليس لدى حفتر القوات الضرورية للسيطرة على طرابلس، ولهذا قد تطول الحرب ويزداد اعتماد حفتر والدول الداعمة له على القصف المدفعي البعيد والعمليات الجوية.
8. حفتر اعتمد في دخوله للجنوب على العلاقات القبلية وشراء الولاءات وليس لديه ما يكفي من القوات، وعليه نرى اليوم أن الضغوط التي عليه في طرابلس دعته لسحب قواته من الجنوب.
9. عضو مجلس النواب مالينوسكي أشار إلى أنه بناء على الدور الخبيث الذي يلعبه حفتر، فان أعضاء اللجنة سيرسلون رسالة لوزير العدل ومدير إف بي أي (FBI) للتحقيق في جرائم الحرب التي قد تكون قوات حفتر قد ارتكبتها، والتي تستطيع العدالة الأمريكية التعامل معها في ظل كون حفتر مواطنا أمريكيا.
10. هناك حاجة ماسة لأن يوضح الرئيس الأمريكي أن بلاده ليست منحازة لأي طرف.