خرج عشرات الآلاف من السودانيين في مظاهرات عارمة جديدة، اليوم السبت، في العاصمة السودانية الخرطوم وعدد من المدن الأخرى وسط انتشار أمني كثيف، في ذكرى انتفاضة 6 أبريل عام 1985 التي أطاحت بالرئيس الأسبق جعفر النميري، حيث دعت المعارضة السودانية إلى مليونية للمطالبة بتنحي الرئيس الحالي عمر البشير. وأفادت وكالات أنباء عالمية، أن نقطة التجمع الأخيرة للمتظاهرين ستكون في شارع النيل بالقرب من مقر القيادة العامة للقوات المسلحة. ولدى وصول المتظاهرين أمام مقر قيادة الجيش، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم واعتقلت العشرات منهم، وفق مصادر سودانية. وقال شهود: إن مئات المحتجين ما زالوا يتوجهون نحو مقر قيادة الجيش وسط العاصمة. كان تجمع المهنيين وتحالفات المعارضة، قد دعيا إلى التظاهر اليوم السبت، في ما يسمى موكب “السودان الوطن الواحد” لتسليم مذكرة للجيش السوداني تطالب بتنحي البشير. وبحسب مراقبين تعتبر التظاهرة الأضخم التي تشهدها الخرطوم منذ انطلاق الاحتجاجات في 19 ديسمبر الماضي. ودخلت الاحتجاجات في السودان شهرها الرابع، وبدأت منددة بالغلاء وتحولت إلى المطالبة بتنحي البشير، وأسفرت الاحتجاجات عن سقوط 32 قتيلا، بحسب آخر إحصائية حكومية، فيما تقول “منظمة العفو الدولية” إن حصيلة الضحايا بلغت 52 قتيلا. واضطر الرئيس السوداني عمر البشير، اليوم السبت، الى إلغاء خطابه المفترض أن يلقيه بهذه المناسبة، والتقى عصر أمس الجمعة في القصر الرئاسي بالخرطوم ممثلين عن مجموعات من المجتمع المدني وحلفاء سياسيين له. وتزامن ذلك مع خروج مظاهرات رغم حالة الطوارئ التي فرضها البشير الذي يحكم السودان منذ 30 عاما، لكن قوات الشرطة تصدت لها بالغاز المسيل للدموع. واندلعت موجة الاحتجاجات في السودان في 19 ديسمبر عقب قرار الحكومة مضاعفة أسعار الخبز 3 مرات. ويقول مسؤولون إن 31 شخصا قتلوا في أعمال عنف على صلة بالمظاهرات حتى الآن، بينما تقدر منظمة “هيومن رايتس ووتش” عدد القتلى ب51، بينهم أطفال وموظفون في قطاع الصحة.