روى محمد حمدي الشاهد الخامس على مذبحة أهوال فض اعتصام ميدان رابعة العدوية قائلا: لن أنسى ما حييت وقوفي في شارع الطيران مع عدد من المعتصمين وسط حديث ضباط الداخلية عبر مكبرات الصوت عن ممر آمن وفي لحظة سقط شهيد تلو الآخر امام عيني بعدما استهدفهما قناص فانطلق الباقون إلى داخل ميدان رابعة العدوية لنجد إطلاق الرصاص الحي والمطاطي والخرطوش على أشده فأصبت بخرطوش في قدمي و لكنها إصابة لا تذكر بجوار الحالات التي شاهدتها في ذلك اليوم. واستدرك، من الوثائقي"شهود المذبحة" الذى أنتجته الجزيرة مباشر مصر أهوال فض اعتصام ميدان رابعة العدوية، قائلا: شاهدنا القناصة فوق أسطح المباني يستهدفونا فقررنا أن نخلي وسط ميدان رابعة تماما وعدت لشارع الطيران لأرى بعيني عن بعد الجرافات وهي تزيل خيام المعتصمين فانطلق الشباب لحماية المعتصمين داخل الخيام بسقالة أسفل عمارة تحت الإنشاء تدعى عمارة "المنايفة" واختبأنا بداخلها حتى الثالثة عصرا حيث كانت محاولات الاقتحام من هذه الناحية مستمرة ونجحت بالفعل فبدأنا نلقي الحجارة على قوات الأمن وننبطح على الأرض أثناء تنقلنا زحفا داخل العمارة حتى لا يرانا القناصة. وأضاف حمدي "بعدها بقليل شاهدنا الجرافات تنسحب بعدما أدت مهمتها لتقتحم المدرعات و بدأت الرشاشات تفتح نيرانها على الدور الأرضى من عمارة "المنايفة" التي اختبأنا بها ليقتل كل من كان به و بدأت طلقات الجينيروف تصل للأدوار العليا و تقتحم ممرات العمارة لمسافة 10 امتار فاختبأت خلف جدار خرساني ؛ و شاهدت 10 شباب تمكنوا من الهرب من خلال النزول على سقالة أخرى و لكن القناصة التفتوا للأمر و قتلوا شهيدين أحدهما سقط من على السقالة ليرتطم بأرض البدروم جثة هامدة فكف الجميع عن استخدام السقالة في الهرب و شعرنا بدنو الشهادة. وتابع "اقتحمت القوات الخاصة المكان وأخذ الضابط يتحدث بصوت جهور لماذا تختبئون منا نحن منكم مصريون مثلكم و لن نمسكم بأذى و كان يخاطب كبار السن قائلا"ياوالدي" فخرجنا جميعا لينهالوا علينا ضربا و سبا و كانت العساكر تردد" يا كفرة يا اعداء الوطن وكأننا في فيلم البريء"؛ بعدها أخرجونا من العمارة لنرى بأعيننا الجثث في الدور الأرضى و من حاول منا حمل إحدى الجثث كان يقتل على الفور. وواصل حمدي روايته للاحداث "عندما خرجنا في طابور معتقلين كان أمامي معتقل ملتحي شاهده عسكري فضربه من مسافة قريبة جدا لا تتجاوز مترا بطلقى اخترقت علينه اليسرى وخرجت من مخه في حضور لواء شاهدناه يبتسم ساخرا ثم يقول للعسكري :"يا معفن مش عارف تجيبها بين عنيه"؛ أما باقي المعتقلين فكان مصيرهم إما الاعتقال أو تركه ليمشي وقنصه من الظهر أو تركه تماما إن لم يكن ملتحيا، وهكذا خرجت من بين أيديهم لأجد البلطجية الذين يطلق عليهم الإعلام المصري في انتظارنا على شرفات الميدان و هم يهللون ويبتهلون بما حدث في الفض من مجازر؛ بعدها علمت من أحد الأشخاص عبر الهاتف بأن الطريق الوحيد الآمن هو المؤدي لسيتي ستارز فتحركت باتجاهه بعدما كتب لي عمر جديد. .