حملت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا قائد الانقلاب وأجهزته الأمنية والقضائية المسئولية عن تدهور صحة القيادي بجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد البلتاجي داخل مقر احتجازه في سجن العقرب. وذكر بيان المنظمة أن الدكتور البلتاجي يتعرض للتنكيل منذ 3 يوليو عام 2013 ثمنًا لمعارضته للسلطة الانقلابية وإصراره على اتهام السيسي بقتل ابنته أسماء في مجزرة رابعة العدوية في 14 أغسطس عام 2013. وأضاف بيان المنظمة أن البلتاجي اعتقل يوم 29 أغسطس 2013 ووجهت له عشرات الاتهامات وحكم عليه بأكثر من حكم إعدام تم تخفيف بعضها وبالسجن لأكثر من 120 سنة. وأشار البيان إلى أن “البلتاجي” تعرض منذ تاريخ اعتقاله إلى شتى أنواع التعذيب البدني والنفسي، بالإضافة إلى التنكيل الجماعي بأسرته؛ حيث تعرض اثنان من أبنائه للاعتقال، هما خالد والذي أفرج عنه بعد شهور من الاختفاء القسري، وأنس الذي لا يزال قيد الاعتقال منذ 5 سنوات، رغم حصوله على أحكام بالبراءة في بعض القضايا المتهم فيها وانقضاء مدة عقوبته في القضايا الأخرى. وأكدت المنظمة أن الإهمال الطبي للمعتقلين ومنع العلاج والرعاية الطبية اللازمة عنهم هو جريمة منهجية يمارسها نظام الانقلاب بحق المعتقلين، ونتيجة هذه السياسة توفي في السجون المصرية منذ 3 يوليو 2013 ما يقرب من 752 معتقلاً منهم أكثر من 600 معتقل قضوا نتيجة الإهمال الطبي. وفي سياق متصل، طالب الدكتور محمد البرادعي بتقديم الرعاية الصحية للدكتور محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين إثر تعرضه لجلطة دماغية وتدهور صحته داخل محبسه. وقال البرادعي – في تغريدة عبر صفحته الرسمية على موقع “تويتر”، أمس -: “الحق في العناية الطبية هو حق أساسي من حقوق الإنسان ويجب أن يكون متاحًا لكل إنسان حتى وإن كان مقيد الحرية، ينطبق هذا على محمد البلتاجي وأي إنسان في حاجة إلى رعاية صحية، وتابع البرادعي قائلا: إنسانيتنا واحدة ليست انتقائية ولا تتجزأ”، في تلميح منه لتصريح لعبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب. وأضاف البرادعي أنه “من الممكن الاختلاف في أمور كثيرة إلا أنه ليس من الممكن الاختلاف أبدا على الإنسانية التي أعتبرها خطًّا أحمر، وطالب بضرورة التوافق على وثيقة حقوق أساسية لا يمكن تغييرها من دون ذلك ستظل مصر واقفة محلك سر”. انتهاكات ممنهجة بدوره قال محمد جميل، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان: إن الدكتور البلتاجي اعتقل بعد مجزرة رابعة، وتعرض هو وأسرته لتنكيل ممنهج؛ حيث قتلت ابنته في مجزرة رابعة واعتقلت زوجته وأبناؤه ولا يزال أحد أبنائه معتقلاً رغم انقضاء مدة عقوبته. وأضاف جميل في مداخلة لبرنامج “المسائية” على قناة “الجزيرة مباشر”، مساء السبت، أن البلتاجي أصيب بجلطة دماغية في الفترة الأخيرة وظهر ذلك خلال جلسة محاكمته الأخيرة، وتتعنت سلطات الانقلاب في نقله للمستشفى وتقديم العلاج الطبي اللازم له، كما أنكر مصدر في مصلحة السجون تعرض البلتاجي لجلطة. وأوضح جميل أن الإنكار بات ديدن نظام السيسي فهو ينكر اعتقال النشطاء وتعذيبهم كما ينكر القتل بالإهمال الطبي الممنهج حتى أصبح وباء منتشرا في السجون المصرية كافة؛ بهدف القضاء على أكبر عدد من المعتقلين، وهو ما يؤكده وفاة 600 شخص في سجون الانقلاب منذ 3 يوليو 2013. وأشار جميل إلى أن المنظمة وثقت مئات الحالات من الإهمال الطبي داخل سجون السيسي وهؤلاء قد يفارقون الحياة في أي لحظة إذا لم يقدم لهم العلاج المناسب، مضيفا أن كل الشواهد تؤكد أن النظام الانقلابي يمارس كل وسيلة لكسر إرادة المعارضين وإرهاب الشعب حتى لا يستطيع أحد رفع رأسه في مواجهة النظام. رمزية ثورة يناير من جانبه قال الدكتور عصام عبدالشافي، المحلل السياسي، إن ما يتعرض له البلتاجي لا يمكن النظر له بعيدا عن الرمزية فهو يتمتع برمزية شديدة الأهمية، باعتباره كان أحد أهم قيادات الميدان في ثورة 25 يناير، وهو الوحيد الذي يتمتع باتفاق كل التيارات السياسية الليبرالية واليسارية والعلمانية والإسلامية على دوره وبطولته ومحورية دوره. وأضاف عبدالشافي، في حواره مع “المسائية”، أن السبب الذي يدفعهم للتنكيل بالبلتاجي هو موقفه من الطرف الثالث وحديثه عن الطرف الثالث، وأن السيسي متورط في عمليات اغتيال الشهداء والضحايا في أحداث 25 يناير، وموقفه شديد الوضوح في المحاكمات العلنية التي كان يتم بث أجزاء منها والتي أظهرت موقفه من السلطة العسكرية والوضع السياسي والمنظومة القضائية.