قالت صحيفة: إن لقاء عبدالفتاح السيسي بالرئيس السوداني شهد اشتراط السفيه ثلاثة شروط، مقابل تقديم الدعم السياسي وإقناع الحلفاء بالدعم الاقتصادي، وكان أولها الوقوف مع مصر ضد إثيوبيا في قضية سد النهضة، وتسليم قيادات اخوانية يستضيفها نظام الخرطوم، وقطع العلاقات مع تركياوقطر. وقالت صحيفة العربي الجديد: إن مصادر مصرية وسودانية متطابقة، أكدت أن القاهرة رحّبت سريعا بمطلب البشير تنظيم زيارة إلى مصر ضمن جولة عربية يقوم بها، في محاولة لكسب الدعم السياسي والاقتصادي، والوقوف بوجه الحراك الشعبي ضده، قائلة: “النظام المصري وجد ضالته في البشير الجريح هذه المرة، فحرص على الحصول على أكبر مكاسب من ورائه لتأكده بقبول كافة ما سيُطلب منه لإنقاذ مستقبله السياسي”، مضيفة: “وفي هذا الإطار كانت القاهرة محددة في مطالبها من البشير”. وأضافت المصادر- بحسب الصحيفة- أن السيسي طالب البشير بشكل واضح بضرورة اتخاذ موقف ثنائي موحّد لإجبار أديس أبابا على المجيء إلى طاولة المفاوضات حول سد النهضة”. ونسبت إلى “مصدر دبلوماسي مصري” أن “النهضة كان القضية الأبرز التي تهم القاهرة، فبعد سنوات من التحالف السوداني-الإثيوبي في مواجهة مصر، جاءت الفرصة للقاهرة لتشكيل تحالف ضاغط مع الخرطوم في مواجهة أديس أبابا التي تعاني في الوقت الراهن من مشاكل داخلية لانتزاع أكبر قدر من المكاسب”. ويبدو أن “البشير” أعلن موافقته الكاملة عليه، وظهر في تصريحاته خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب لقاءه المغلق مع السيسي”، بحسب المصدر. تسليم الإخوان وتناولت الصحيفة تسليم القيادات من الإخوان المسلمين المصريين إلى السيسي زعمت السلطات الانقلابية أنهم مطلوبون لديها بحسب “المصدر الدبلوماسي” موضحة أن المطلب تسلم “الإخوان”، “ومنْع استخدام الأراضي السودانية كقاعدة تحرك لأي أنشطة معارضة للنظام الانقلابي، أو السماح بحرية الحركة لقيادات الجماعة هناك”. قطع العلاقات وعن قطع العلاقات السودانية القطرية والتركية على التوالي، أشارت الصحيفة إلى أن الهدف الثالث منسوب لمصدر سوداني قائلة: “هناك ملاحظات مصرية وخليجية على التقارب بين السودان وكل من قطروتركيا، ودائماً كان يُعرض على الخرطوم تخفيض مستوى ذلك التقارب؛ نظرا لما يسبّبه من عدم ارتياح لدى أطراف عربية مهمة في المنطقة”، في إشارة إلى السعودية والإمارات، ومصر المتحالفة معهما”. وقال الدبلوماسي السوداني الذي اطّلع على مشاورات البشير في القاهرة: “إنه طُلب من الرئيس السوداني بشكل واضح مراجعة علاقاته الإقليمية، والحد من الظهور التركي والقطري في بلاده، والحد من منح مساحات سياسية واقتصادية واسعة للدوحة وأنقرة”. وأضاف: “في السابق وافقت الخرطوم على الدخول ضمن التجمّع الخاص بالدول المشاطئة للبحر الأحمر الذي تقوده كل من السعودية ومصر لبثّ رسائل طمأنة للتحالف الرباعي، ولكنها تحتفظ في الوقت ذاته بعلاقات جيدة مع قطروتركيا، وهو ما لم يعد مسموحا به من جانب التحالف الرباعي الذي يشترط تحجيم العلاقات القطرية التركية”. والتقى السيسي والبشير في مباحثات ثنائية في القاهرة للتباحث بشأن سد النهضة. وقال البشير خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب جلسة المباحثات المغلقة مع السيسي: إن “سد النهضة قضية حيوية لمصر والسودان، فمصر لها مصلحة كبيرة في مياه النيل، وما يجري حاليا من بناء وتشغيل سد النهضة يهم السودان ومصر، وعلينا مواصلة الاتفاق بشأن معدلات ملء السد بالاتفاق مع إثيوبيا لضمان حقوق مصر والسودان في مياه النيل وعدم التأثير عليها”. معلومات مسبقة وفي خطاب له في 26 الشهر الماضي قال الرئيس السوداني عمر البشير: إن بعض من وصفهم بالخونة والعملاء استغلوا الضائقة المعيشية لتخريب البلاد وخدمة أعدائه، مشددا على أن بلاده لن تركع لأحد. وفي سياق متصل نقلت صحيفة السودان عن القيادي بحزب المؤتمر الحاكم محمد مصطفى الضو قوله إن بلاده رفضت عرضا من دولة لم يسمها يقضي بتقديم مساعدات مادية للمساهمة في الخروج من الأزمة الحالية مقابل قطع العلاقات مع قطروتركيا. بدوره كشف صالح غريب الكاتب والحلل السياسي عن أن الإمارات هي الدولة التي عرضت تقديم مساعدات للسودان مقابل قطع العلاقات مع قطروتركيا. مضيفًا أن الإمارات والسعودية تسعيان منذ 5 يوليو للضغط على عدد من الدول الإفريقية الأسيوية لقطع العلاقات مع قطر. وللسودان علاقات متميزة مع قطروتركيا، وهو ما يغضب السعودية والإمارات، وهو ما أشار إليه البشير في خطابه، متوقعا استمرار الضغط الإماراتي على السودان حتى رحيل البشير.